الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابتعد العرب ام ابعدوا عن العراق؟!

رزاق عبود

2008 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


بصراحة ابن عبود
كثيرا ما يتهم المسؤولون العراقيون في لقاءاتهم، ومقابلاتهم الصحفية، وخاصة وزير الخارجية هوشيار زيباري، وممثلي الاحزاب الطائفية المرتبطة بايران. يتهمون الدول العربية بانها تخلت عن العراق، وانهم(العرب) ابتعدوا، ولم يقدموا العون، والمساعدة. وهذه نغمة اعتاد عليها ممثلي القيادات القومية الكردية ايضا، ويبررون التدخل الايراني بسبب الغياب العربي. والصحيح ان هذه القوى كانت تخطط، وتعمل منذ البدأ لابعاد العراق عن اشقائه العرب، واعتبروه دولة غير عربيه، وان ايران هي الدولة "الوحيدة" التي قدمت "المساعدات"! في حين ان أي منصف يعرف، ان الكويت، مثلا، غامرت بوجودها نفسه، وسمحت للقوات الغازية بالمرور عبر اراضيها. وكانت اولى المساعدات الانسانية من دولة الكويت، ودول الخليج الاخرى، بما فيها المملكة العربية السعودية. كما ان مصر، والاردن كانتا من اوائل الدول التي بعثت سفيرا لها في بغداد. والاردن، هي الاخرى سمحت لقوات الغزو المرور عبر اراضيها، واجوائها "لتحرير" العراق. لكن اولى العمليات الارهابية المدعومة من ايران كانت موجهة ضد المصالح العربية فاختطف، واغتيل الديبلوماسيين المصريين، وكذلك فجرت السفارة الاردنية. كما تعرضت قوافل المساعدات الخليجية الى السطو، والنهب، واغتيال، واختطاف حراسها، وسائقيها، ولم نسمع ان احد الرعايا الايرانيين تعرض لنفس المحاولات. المستشقيات الميدانية الاماراتية، والكويتية، والسعودية تعرضت هي الاخرى الى اعمال عدوانية، لم تتعرض له "المساعدات" الايرانية. فهل هذه صدفة، ام مخطط واضح الاهداف؟؟ كما ان الاعلام العراقي الرسمي، والشعبي وجه بشكل غير اعتيادي للتهجم على الدول العربية، واتهامها بشتى التهم، ولم يصمد أي منها للحقيقة. بل العكس، تمت زيارات، واتصالات مع مسؤولين عراقيين مع دولة الصهاينة في فلسطين المحتلة. وهذه اشارات تثير المراقب العربي، وتستفز الشارع العربي الرسمي، والشعبي.لان العراق كان وما زال يعتبر الحجر الاساس لاي صمود، وتصدي لمشاريع التوسع الصهيونية، ومشاريع الاستسلام الامريكية. لان من بين اهدافها محو العراق كدولة موحدة من خارطة المنطقة السياسية. وفي وقت تحولت السفارتين البريطانية، والامريكية الى شبه قواعد عسكرية في المنطقة الخضراء في بغداد، لم تقدم، أي ضمانة، لاي سفارة عربية، ولم تحض البعثات الديبلوماسية العربية، باي اهتمام او حماية. ولو ان، المسؤولين العراقيين غير قادرين على حماية انفسهم. وهذا طبعا احد اهداف الغزو الانكلو امريكي للعراق بتحويله الى قاعدة للتأمرعلى قوى التحرر في المنطقة ودق اسفين مع الشعوب العربية. ان الموساد بالتنسيق مع قوات الاحتلال، وعملائهما في العراق نشرت روح الاستهزاء، والتشفي، بالفلسطينيين وشجعت على مضايقتهم، وابعادهم، وتهجيرهم داخل وخارج العراق. وسمعنا اصوات لا زالت تتكرر خاصة من جماعة الچلبي: "باننا لن نحارب عوضا عن الاخرين". في حين ان حرب فلسطين هي قضية عراقية ايضا مثلما هي قضية فلسطينية، وان العراق كان، ولازال في حالة حرب مع دولة العدوان الصهيوني. وان اسرائيل شاركت، وتشارك في احتلال، ونهب العراق، وسرقة اثاره التاريخية منذ بداية الغزو حتى اليوم. ان حالة الاستعداء ضد العرب، وصلت الى درجة ان كل تصريح عربي رسمي، او شعبي، وكل خبر تنقله الفضائيات العربية اعتبر، ويعتبر تهجم على العراق في حين ان قلوب العرب، كما هو حال كل شعوب العالم مع شعب العراق، وما يتعرض له من احتلال، وانتقاص سيادة، وتشريد، ومهانة، ونهب ثروات، وتخريب مقصود للارض، والانسان. وعومل، كل من وقف ضد غزو العراق، وتدميره كعدو، كما هو الحال مع فرنسا، والمانيا، وروسيا، وغيرها. ان ايران دفعت عملائها لابعاد العراق عن محيطه العربي. وعملاء الموساد عملوا المستحيل لسلخ العراق من امتداده العربي. والاحتلال، وعملائه، وعرابيه عملوا كل ما في وسعهم لفسخ الروابط التاريخيه بين العراق، واشقائه.
بذلت الجامعة العربية جهودا كبيرة من اجل المصالحة الوطنية، ومن اجل استعادة العراق لسيادته الكاملة، وتعرضت جهودها، ونشاطاتها للهجوم، والتهميش، والتشويه. ولو اتبعت توصيات مؤتمر شرم الشيخ الاول لتجنبنا الكثير من التداعيات، ودخلنا مرحلة البناء منذ السنة الاولى للاحتلال بدل الانشغال لحد الان بمطاردة العصابات المسلحة. ومؤخرا توضح، وتبين بالادلة، ولم يعد سرا، دور ايران، واسرائيل، وقوات الاحتلال التخريبي لعزل العراق، والاستفراد به. واستغلال الوقت لبناء دولة داخل دولة، وجيش موازي، ومعادي للجيش العراقي، وهذا ما تاكد اخيرا في احداث خانقين. ومع هذا فلا زالت اصوات نكرة نشار ترتفع بين الحين، والاخر متهمة الدول العربية بالقصور، بدل توجيه الاتهام للاعداء الحقيقيين للعراق. وبدل تحميل المجرم الاكبر امريكا، وحلفائها الوزر الاعظم، فيما تعرض، ويتعرض له العراق شعبا، وو طنا من حروب، ودمار، وفساد، وطائفية، واقتتال، وتهجير، ونزاعات، واختفاء الخدمات، وقصورالدولة في ابسط، واولى مهماتها: توفيرالامن للمواطن. فهل يعي مثقفينا، وكتابنا، وصحفيينا هذه الحقيقة التي يحاول الاحتلال، بكل امكانياته، ان يشوها ويوظفها لصالحه. تصريح امريكا كان واضحا منذ اليوم الاول للاحتلال، من ان، قضية العراق قضية تخصها وحدها، ولا تسمح لاي "تدخل" في شؤون العراق الذي تحتله. لكنها سمحت بدخول "القاعدة" وكل عصابات القتل، والنهب، والمخابرات الاجنبية. اذا كانت دول اعضاء دائمة في مجلس الامن، ودول عظمى، وحليفة لامريكا لم تستطع ان تؤثر على مسار الامور، فكيف بالدول العربية ذات الامكانيات المتواضعة، والتي بمجموعها لا توازي الثقل الاسرائيل فكيف بالامريكي! ومع هذا تجرأت، واعلنت وقوفها ضد الغزو والاحتلال، وحذرت من نتائجه المدمرة. وكان موقفا صريحا، وشجاعا، وصحيحا اثبتت الاحداث انهم كانوا، ولا زالوا معنا. ولكن قوى معروفة جيدا عملت، وتعمل على تحجيم دور ذلك الموقف.

نتمنى ان يكف البعض عن ترديد مقولة، ان الفراغ الذي احتلته ايران سببه السلبية العربية فهذا ادعاء ظالم، وتشويه كامل للحقيقة. فكيف يتمكن ان يقدم لك المساعدة من اغلقت بابك بوجهه؟! ان جولة رئيس الوزراء نوري المالكي العربية الاخيرة، ونتائجها الايجابية يثبت صحة رأينا!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 59.39%.. نسبة المشاركة الأعلى منذ الدورة الأولى من انتخابات


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: لماذا الإقبال -القياسي- على ص




.. الانتخابات التشريعية في فرنسا.. ما دور الجمعية العامة؟


.. أميركا.. بايدن يجتمع مع عائلته اليوم لمناقشة مستقبل حملته ال




.. 3 قتلى من حزب الله في قصف إسرائيلي على بلدة -حولا- جنوبي لبن