الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياط الغليطة للكتاب الإسلاميين

مهدي قاسم

2004 / 2 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


منذ أسابيع ، و نحن نسمع أزيزالسياط الغليظة للكتاب الإسلاميين وهي ترتفع متساقطة ،
بهمة و دأب ، على ( طهور ) الكتاب العلمانيين ، و مع تركيز خاص
على الحزب الشيوعي العراقي , و نبش ملافات الماضي ، من منظور واحد ،
مشوه , و منحرف يجعل التاريخ العراقي الحديث يمشي على رأسه مترنحا .
ويبدو إن بعض هؤلاء الكتاب لم يستطعوا تحمل و هضم بعض الحقائق ،
و الوقائع  , و الآحداث المريرة التي ( تجرأ ) العديد من الكتاب العلمانيين التطرق إليها .
بصدد المطالبة بإجراء انتخابات في ظروف غير ناضجة  , و لا ملائمة ،
و تحت ظل الإرهاب المسعور  , و الانفلات الآمني الكارثي ،
و عدم المعرفة الدقيقة بعدد السكان المؤهلين قانونيا للتصويت .
و لكن أكثر ما اثار حفيظة هؤلاء الكتاب ، هو التطرق إلى الظاهرة
المقلقة جدا للعربدة العنفية التي مارستها و تمارسها عناصر
من تنظيمات دينية متطرفة ضد أخواننا المسحيين العراقيين الذين
تعرض قسم منهم إلى أعمال القتل ، مع تدمير ممتلاكاته ،
بينما قسم آخر منهم يفكر بالهجرة من مسقط رأسه ،
لإن أحدا لا يضمن سلامة حياته , و ممتلاكاته !!!.
إلا إن الخلط الآكبر  , و تحريف الحقائق ، الذي مارسه هؤلاء الكتاب ،
هو وضع الآنظمة الديكتاتورية  و الشمولية تحت قبعة واحدة ، أو
في سلة واحدة  - على طريقة بائع الخضار- مع أنظمة علمانية ،
قائمة على تعددية برلمانية ، و ذات مفاصل ديموقراطية حقة ،
أثبت التاريخ القديم  , و الحديث صحتها  , و عافيتها  , و رسوخها ،
امام عواصف  , و زلازل الآزمان , و العصور .
إذ كيف يمكن بنية حسنة اعتبار أنظمة مثل ناصرية و بعثية ،
و قذافية و غيرها ، أنظمة علمانية ، بينما هي كانت اصلا ، و بالاساس ،
أنظمة ديكتاتورية , و شمولية مطلقة ، تمارس عملية تصفية خصومها
و أعداءها السياسيين ، و تصادر الحريات العامة و حرية الرأي ،
و العقيدة , و الفكر , و القناعات السياسية المختلفة .
و من ثم القول و الصياح هاكم : هذا هو النظام العلماني الذي يبشر
به الكتاب العلمانيون العراقيون ?!.
و هؤلاء البعض عندما يطرحون هذا الموضوع بذلك الاسلوب الزائف،
و التدليسي , و المشوه ، يعرفون جيدا ، ماذا نقصد نحن بالنظام العلماني ،
و عن أي نظام تعدد ي، برلماني , و ديمقراطي ، نتحدث ، و نسعى إليه .
و نحن وبكل البساطة نرفض النظام الشمولي ، و بغض النظر عن
كونه سيرتدي عمامة أو قبعة صدامية إو شفقة يسارية .
و نحن مع تداول السلطة بين كل دورة انتخابية حرة ، و ديموقراطية .
و كما نود أن نلفت أنظار ، و إنتباه هؤلاء الكتاب الإسلاميين ، إلى
حقيقة راسخة و هي إن التاريخ الطويل للآنظمة العلمانية الحقيقية ،
القائمة على التعددية البرلمانية ، قد اثبت بشكل لا يطاله أي شك ،
أو علامة أستفهام ، بإن الآنظمة العلمانية العريقة قد وفرت و من ثم ،
ضمنت جميع الحريات بما فيها حرية الرأي و التعبير و العقيدة ،
و تأسيس تنظيمات و حركات و أحزاب سياسية  , و الآشتراك في
الانتخابات ، و من ثم احترام رأي و رغبة الآغلبية في تسليم السلطة ،
للحزب الفائز بأكثر الآصوات ! .
بينما رأينا إن أنظمة إسلامية التي هينمت على السلطة ،
كيف تحجرت بين يديها هذه السلطة ، إلى أبد الآبدين ، و هي سعت
في الوقت نفسه إلى إبادة و تحطيم خصومها السياسيين ، و خنق
الحريات و كل النشاطات السياسية و الفكرية و الإجتماعية ، التي لا
تتماثل مع خطها الفكري  , و الايديولوجي .
إن قول كلام حق يراد به الباطل ، هو أسلوب تضليلي ، يهدف إلى خلق
وعي سياسي غوغائي ضار، و خطير ، وبدلا من أن يخدم
مجتمعنا العراقي , و يخرجه من مأزقه الراهن، فإنه سيدفعه إلى
مجاهل , و أنفاق  , و داهليز أكثر ظلاما , و اضطرابا  , و زعزعة ، و فوضى .
و كان الآولى بهؤلاء الكتاب أن يدينوا ,   و بشكل واضح أعمال القتل و الإجرام
التي تمارسها عناصر إسلامية متطرفة ضد الآخوة المسيحيين في مناطق الجنوب ،
بدلا من الكتابة عن ( ماكو مهر ??) ، أو عن أشياء من هذا القبيل !.
لإن ما يهمنا هو حاضر شعبنا المضطرب الفجائعي ، و الآحداث الدامية ،
و الكارثية التي يعيشها شعبنا يوما , بعد يوم بكل بكل المأساة و العذابات ،
و المعاناة الكبيرة .
أننا نظن بإن أي خوض لصراع فكري مفتعل ، هو إهدار ، بلا معنى ،
للطاقة و الوقت ، بينما نحن بأمس حاجة إلى توحيد صفوفنا و قوانا ،
لمواجهة المخاطر الجسيمة لتي تهدد عراقنا الحبيب بالكوارث ،
و الفجائع ، و الانقسام و التشرذم !.
إذن فلنعط الآولوية لمعالجة هذه المخاطر و محاولة إزالتها ، بدلا من
السعي إلى إقصاء الأخر و الهيمنة عليه و كأن شيئا لم يحدث ?! . 
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة