الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع ومستلزمات المواجهة

علي حسين الخزاعي

2008 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك ان القاصي والداني يعلم عن ما حصل في العراق قبل التاسع من نيسان / 2003 , وما خلفه النظام المباد من افرازات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وعلى الاصعدة المختلفة , اضافة الى مشاكل الحدود مع دول الجوار بسبب السياسة الطائشة والغبية لنظام صدام المقبور ومماطلته بسبب الدعم المادي واللوجستي والعسكري الذي حصل عليه من دول الجوار وخاصة الدول العربية ومن اوروبا الغربية والشرقية ومن الولايات المتحدة الامريكية المستفيدة الاكبر لحين الافلاس منه ثم تطابق مصالحها مع القوى القومية والطائفية لأسقاط صدام ونظامه المشين .
لقد كتب العديد عن تلك الحقبة المظلمة في تاريخ العراق والذي يعادل تاريخ العراق القديم بعشرات المرات من التعسف والقهر والقتل المروع مضيفا اليها اعمال اجرامية بحق الانسانية والثقافة الحرة والديمقراطية عبر استخدام المواد المحرمة دوليا في أبادة الجنس البشري .
بعد سقوط الطاغية في 9 / 4 / 2003 وبمساعدة خارجية , عذرا , من خلال الدور الاساسي للعامل الخارجي بسبب عدم امتلاك القوى الحليفة لأمريكا للأمكانات اللازمة لتنفيذ اسقاط النظام وفي المقدمة الضوء الاحمر الامركي الذي حاول البقاء على صدام لحين تفريغ جعبته من كل ما مطلوب منه لخدمة اسياده الامريكان , وبعد ان تقاربت المصالح بين الطرفين , شعرت القوى الوطنية المخلصة بمدى جدية وخطورة الموقف رافعين بذلك شعار ( لا للحرب ... لا للدكتاتورية , لا لنظام صدام حسين ) لقدد حل خلال وبعد الحرب الخراب والدمار اكثر من ذي قبل , وتم تهديم ما تبقى ولو القليل البنى التحتية وتفشى الفساد الاخلاقي والثقافي , وتمكن اركان النظام وأيتامه في الوغول في الوحل القومي والطائفي ليزيدوا الخراب خرابا , فتح-مت احلام الجماهير في الخلاص من النظام الارهابي الدكتاتوري الفردي ليسقطوا في نظام طائفي مقية كانت افضل سماته التي لم تكتفي بتوزيع المواقع الرئاسية وفقا لتلك السياسة بل وصل الحال الى تعيين الرزامين والفراشين على نفس الاساس حسب قول السيد على العلاق في لقاء معه في مالمو , بل وصل الى اكثر من ذلك في توزيه الارهاب المنظم والقتل على اساس الهوية الطائفية والمذهبية والاسم وبات التهجير سمت العصر في العراق او القتل المحتم .
ان ما يميز هذه الفترة , هو التسابق في طرح المشاريع العديدة المستنسخة والمتطابقة وفقا على المصالح الحزبية أي ( منتقات من بعضها مع تحوير وفقا لمصلحة هذا الحزب او ذلك التيار ) وأدعاء الاكثرية من القوميين والطائفيين بالدعوة الى الديمقراطية والحريات العامة وقضية الوطن وحقوق الانسان وهم بعيدون كل البعد في الواقع وعند ترجمة سياساتهم على ارض الواقع وبشكل فعلي , بسبب الاصابة بالعشو النهاري قبل العشو الليلي وعمى الالوان , مما يضفي ذلك طابعا اقصائيا وتهميش لدور الآخرين من منطلق والقوة الصدامية .
ان ما يفرزه اليوم جراء السياسات الخاطئة والأملاءات الرتيبة هو الصراع الطائفي الذي لازالت جمرات نيرانه تحت الرماد حيث يمكن ان تشتعل في اي لحظة كون مفتاح الصندوق الاسود بأيدي غير أمينة , نعم فشلت محاولات اشعال حرب اهلية طائفية , لكن المتلاعبين بالنار لم يلقوا سلاحهم بعد ولم يتورعوا بالكف عن حياكة مؤامراتهم ضد مصالح الشعب وقواه الوطنية , لتبحث عن وسائل خبيثة اخرى , وهذه المرة ارادوا تحطيم ارادة الشعب في زرع النفاق والشقاق في 22 / تموز عندما حاولو تمرير التصويت السري المخالف للنظام الداخلي لمجلس النزاب على المادة 24 حول كركوك في محاولة منهم لأشعال حرب عرقية , ان المساهمين من القوميين والطائفيين حاولو بذلك تمزيق وحدة الشعب والتأثير على العملية الساسية واعاقة تنفيذ الاقرار على قانون انتخابات مجالس المحافظات والتي لا تكون منسجمة مع مصالحهم في حالت تنفيذها واقامت الانتخابات .
كل هذا الواقع يحتاج الى مستلزمات للعلاج , وخير دواء لهذا الداء المتشعب هو المشروع الوطني الديمقراطي الذي طرحه الحزب الشيوعي العراقي والذي يحمل مفاتيح الحلول الاقتصادية والثقافية والامنية والسياسية والاجتماعية والمعيشية لكل فئات الشعب العراقي وطبقاته الاجتماعية تؤدي الى نجاة شعبنا وتوجيه قاربه الى شاطيء الامان .
كل هذا الواقع يحتاج الى مستلزمات حيوية للعلاج نحن بأمس الحاجة اليها ولا تكلف الكثير للأخذ بكل الامور محمل الجد لمعالجة تلك الاوضاع الاستثنائية ويمكن استخلاص بعضها وطرحها امامك وما يدور في تصوري للمعالجات التي يمكن اعتمادها , ويمكن دراسة المشروع الوطني الديمقراطي الذي طرحه الحزب , والذي اعتقد بأمكان الاعتماد والاخذ منه اهم القضايا مثلا :
1 – يتطلب وقبل كل شيء من جميع القوى المخلصة عن حق لمصالح الشعب , أن تقوم بأجراء مراجعة نقدية لبرامجها وسياستها منذ سقوط النظام المباد , والخروج بمحصلة حول النتائج التي خدمت الشعب وماهي المعوقات والاخطاء التي آذت الشعب والتي ولدت المخاطر الجمة على الواقع العراقي .
2 – اهمية الخروج بمحصلة جماعية لكل تلك القوى والاحزاب نفسها وما ولدتها من تطبيقات في مؤسسات الدولة وتاثيرها السلبي على جهاز الدولة التنفيذية بهدف استيعاب دروس واستخلاص العبر المفيدة للعمل اللاحق .
3 – اهمية تجاوز الخلافات الثانوية وتغليب مصالح الوطن والشعب واعادت الثقة بين القوى السياسية العراقية .
4 – اهمية العمل الجدي لأثبات مصداقية كل حزب من جهة وجميع القوى السياسية اما الجماهير العراقية لأثبات صدق النوايا , لأعادت الثقة بينها وبين الجماهير عبر البرامج السياسية الصادقة والواقعية القابلة للتنفيذ لصالح الجماهير .
5 – العمل الجدي بعيدا عن كل الحسابات الحزبية الضيقة لتوفير ضمان الامن والاستقرار والمشاركة الفعلية لأيجاد صيغ كفيلة لتحديد الجدول الزمني لأنهاء الوجود العسكري واستعادة السيادة الوطنية .
6 – العمل الجدي بعيدا عن الحسابات لحزبية الضيقة لتوفير مستلزمات معالجة اوضاع الجماهير المعيشسية والثقافية والاقتصادية والامنية وقضايا السكن وتعويض المهجرين قسرا للخسائر التي اصابتهم .
7 – تأكيد روح المواطنة ونبذ الهويات الطائفية والمذهبية وبشكل جدي .
8 – انهاء سياسة المحاصصة الطائفية المقيتة والتي لم تلد غير المأساة وتمزيق الشعب وتشتيت الجهود .
9 – تأمين شروط بناء الدولة الديمقراطية , دولة القانون والمؤسسات الدستورية التي تقوم على اساس فصل السلطات واحترامها .
10 – حل القضية القومية على اساس الفيدرالية لأقليم كوردستان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس