الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إهانة من بروليتاري

احمد الحناكي

2004 / 2 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كان احد الأصدقاء في أوج المد الشيوعي مسافرا عبر الطريق البري إلى المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية مع أصدقاء له يحملون نفس الفكر عندما توقفوا أمام بقالة للتزود ببعض الأغراض. صادف دخولهم البقالة أن بدا آذان الصلاة فما كان من العامل وهو باكستاني الجنسية إلا أن دفع صاحبنا بقوة مانعا إياه من الدخول بسبب الآذان. وعندها حبكت النكتة لدى ابوراكان وقال باللهجة المحلية ( ياشين الإهانة لاجك من بروليتاري) وباللغة الفصحى: ما أقبح الإهانة إذا أتتك من بروليتاري. الإهانة بطبيعة الحال واحدة ولكن ما حز في نفس صديقنا إنما أن يهينه من هو يعمل من اجله ويضحي في أشياء كثيرة في سبيل الرقي بالإنسان العامل, أي هذا الشعور الاممي الذي نعرفه. نفس هذا المفهوم ينطبق الآن على الدكتورة نورة السعد التي حلت محل العامل البروليتاري من جهة, ومن جهة أخرى فسيدات المنتدى الاقتصادي بجدة كانوا يمثلون صديقنا وأصدقاؤه. وللتوضيح فالسيدات اللاتي ظهرن في ذلك المنتدى هن من صفوة وخيرة النساء السعوديات من سيدات أعمال إلى اقتصاديات إلى أكاديميات إلى طبيبات وهلم جرا. نأتي إلى الجانب الآخر وهو أن هؤلاء الفاضلات لم يزعمن أنهن يعبرن عن نساء السعودية بل أن هناك اختلاف في آراؤهن كما قرانا وبالتالي انتفى عنهن التهمة بتمثيل نساء الوطن والتعبير عن أفكارهن الذي تدعيه الدكتورة, ولكن دعونا نسال الدكتورة نفسها بأي صفة أنتي تتحدثين عن نساء الوطن ؟ إذا كانت المسالة دينية كما تزعمين وتروجين فهناك من هو أكثر فقها, فضلا عن انكي لا مؤهلة ولا مخولة أصلا للحديث في هذا الموضوع الحساس ويكفي انكي ذكرتي أن الحجاب فريضة بينما لا يرى ذلك شيخ الأزهر الذي لا اعتقد انكي ستدعين انكي أكثر علما منه بأمور الدين. أما الاختلاط الذي لم يحدث بالصيغة التي ضخمتيها فاحيلكي إلى المقابلة التي أجريت مع الشيخ سلمان العودة في قناة الجزيرة وفيها لم ينكر فضيلته أن النساء كانوا يصلون خلف الرسول (ص ) بدون حاجز أو عازل. ليس هذا وحسب بل أن الدكتورة قد خاضت أمورا كثيرة لا تجيدها منها أنها استنكرت أن يتحدث المشاركين باللغة الإنجليزية وهو أمر وان اتفقنا فيه معها من حيث المبدأ إلا أن الاختلاف هو على الأسباب فهي قد تحدثت عن لغة الدولة الرسمية في محاولة سقيمة للتحريض بينما بعرف الجميع أن الإنجليزية لغة قد هيمنت على العالم شئنا ذلك أم أبينا ومثل ما تفضل الأستاذ خالد الشتري في ثنايا مقالته الجميلة حول الموضوع نفسه انه كان بامكان المعترض أن يقرا باللغة العربية. لو أن الأمر اقتصر على ذلك لربما قبلنا أو غضضنا الطرف ولكن السيدة الدكتورة تطاولت وأصبحت فجأة من المفتيات والقانونيات وطالبت الدولة بعقاب السيدات المشاركات بالمنتدى بعد أن ذكرت الدولة بنفس التحريض أنها قائمة على الدين وكان المنتدى بندوته قد أعلن فجوره وشركه. بالنسبة للرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون فليس ذنب المنتدى أو القائمين عليه انه قال ما قال فلا تنتظري من أي كان أن يخضع خطاب مشارك للرقابة فما بالك إذا كان رئيس سابق لأمريكا ؟ وبالمناسبة لم يقل كلينتون أي شيء سيئي بحق الإسلام أو بأم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.  أيتها السيدة التي لا أنكر براعتها التهديمية فلها سابقة بذلك عندما قادت حملة لإلغاء قرار تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية في السعودية ونجحت في ذلك للأسف الشديد, أقول أيتها السيدة لقد ولى ذلك الزمن الذي كانت تمرر فيه مثل هذه الآراء تهدف للهدم بمعاول شريرة, والدولة التي تزايدين عليها أذكى وأقوى من أن تنطلي عليها هذه الحجج التي أفرزت فيروس من الظلام والإرهاب وقانا الله من شره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين