الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيدة من الشرق

لقمان حمزة

2008 / 9 / 6
الادب والفن


الجميع من حولها، غفر من المدعوين ما بين أهل وأصدقاء و وجوه هي للمرة الأولى التي تراهم لتنضم بدورها إلى قائمة طويلة من ………..

الصالة مزينة بأجمل زينة فالأشرطة الحريرية الملونة تتدل من زوايا الصالة لتتجمع في وسطها كشمس في المجرى

الكراسي مترا صفة بطريقة هندسية خلف طاولات لتدل على براعة منسقها مع بطاقات تدل على عدد الأشخاص الذين سيكونون أسيادها دون أن يورثها كما هي عادة أصحاب الكراسي في هذا الشرق المريض

وبينهم تتوسط طاولة مستديرة حظيت دون غيرها بأن تحتضن ذلك الهرم بشموعه القليلة

رغم تهامس المدعوين بأن عددها ماكانت تدل على حقيقتها لولا مكانة صاحبتها

ما هي إلا بلحظات حتى اتجهت العيون نحو الدرج حيث بدأت اطلا لتها بالظهور، بخطواتها المتزنة و ابتسامتها المعتادة وذلك الثوب الأسود الذي يفضح تضاريس جسدها أكثر مما تستره

استقبلت ضيوفها واحدا تلوا الأخر انه التاريخ الذي اعتادت أن تحتفل به كل عام برهاناً على سر أناقتها وسلطانها إلى جانب الوفاء لذكرى زوجها الراحل

مع المفارقة الفاضحة في تلك العلاقة وهي أنها لم تدم سوى بضع سنين إلا أنها ظلت وفية لذكراه هي حقيقة لا يستطيع احد نكرانها ،إذا فما الذي يدفع سيدة لم تتجاوز الثانية والثلاثين من عمرها أن تحتفل بعيد زواجها بعد عشر سنوات من رحيله

كل شيء يدل على الوفاء لذكراه صوره المزينة على جدران قصرها بل تعدت إلى شركاته و فروعها

حتى إذا ما قامت بتدشين مشروع فأول عمل تقوم به هو وضع تمثالاً له

أو لوحة عليها بعض أقواله و كأنه إله جديد يضاف إلى قائمة الأصنام التي نعبدها في هذا الشرق

الجميع يعرف أن زواجها كانت عبارة عن صفقة تجارية، فما الذي يجعل من فتاة في ريعان شبابها على أبواب التخرج من جامعتها إن ترتبط برجل أكبر منها بعقدين أن لم يكن أكثر

ثلاثة عشرة سنة كانت كفيلة بان تغير الكثير من العادات و التقاليد في حياتها …..نمط كلامها

ثيابها

أصدقائها

أحلامها

حتى اسمها

ثلاثة عشر سنة وهي مخلصة لذكراه

مع أن العادة قد جرت إن يتقبل المحتفل بهذه المناسبة الهداية، لكنها وخلافاً للبرتوكولات كانت تقوم بتوزيع الهدايا على الحضور كل حسب مكانته ودوره

أنها سيدة بكل المقاييس

ثلاثة عشر عاماً وعيناها لم تتعب ولو للحظة عن البحث بين المدعوين عن ذلك الذي كان يزين لياليها عندما لم يكن أحدا من هؤلاء يعرفها

ثلاثة عشر عاماً وهي تحلم كل ليلة أن غداً سيطرق باب مكتبها لتأخذه بين أحضانها

ثلاثة عشر عاماً هو تاريخ مملوء بالحزن و الأسى ليس كما تتظاهر أمام الجميع

انتظرته في أماكن لم تتوقع أبداً وجوده بها

في ساعات حيث لا احد

هي وحدها مع ذكريات كل ماتبقى من لحظات للفرح

ثمة أحلام تولد لترى النور

وثمة أحلام تجهض قبل ولادتها

لكن ما كان حلمها أي من الاثنين

بل وردة ربيعية ذوبت الثلوج من حولها

لتشرق في أول آذار ميلاد نيروز كتب لها

إن تقطف لتهدى لحبيبة ماكانت تؤمن

إن للحب إله لن يغفر الذنوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا