الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الى كردستان تنتهي بالخذلان

علي الانباري

2008 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لا ادري لماذا تشكل كردستان عالما جميلا اختزنه في ضميري رغم اني لم ازرها الا مرات عدة
يوم كان اخي شاكر الانباري يدرس في جامعة السليمانية في السبعينات من القرن الماضي وكانت
زياراتي الى هذه المدينة الجميلة مثار متعة وشغف فهي مدينة نفية باجوائها وزاخرة بطيب اهلها
وسلامة قلوبهم.
وكانت رحلتي الى هذه المدينة تتوج دائما بالذهاب الى مصيف سرجنار حيث الطبيعة الخلابة
وجلسلت الانس البهيجة التي ما زلت اختزن روعتها في اعماق الذاكرة رغم مرور عشرات السنين
وما تخللها من عذابات الحروب وشظف العيش ومشاق الحياة.
وكنت دائما انظر الى الماسي التي تعرض لها الاكراد بمنظار التعاطف حيث ان هذا الشعب الكريم
لا يستحق الا الاجلال والتقدير فهو شعب ضحى الكثير من اجل كرامته وحريته والكل يعرف ذلك.
في بداية شهر آب قررت الذهاب الى مدينة السليمانية للاصطياف ورؤية المدينة بعد عشرات
السنين من زياراتي لها وانا اعلم جيدا ان دخول المدينة من خارج سكانها يحتاج الى كفيل لاسباب
امنية كما يصرح بذلك المسؤولون الحكوميون فيها.
كان لي صديق كردي من اهل السليمانية اتصلت به هاتفيا واخبرته انني مزمع على زيارة المدينة
فرحب بي واخبرني بانه سوف يسهل علي الخول من خلال كفاته لي وضمانته وانني استطيع مكالمته
حال وصولي الى المكان الذي يتوجب فيه اجراء مثل هذه الامور.
خرجت من مدينتي- الرمادي- وانا في غاية الحبور كيف لا وانا اخيرا سوف ارى مدينتى الجميلة
واتمتع اسبوعا على الاقل في ربوعها هربا من الحر الشديد والغبار الداكن الذي اطبق على مدننا البائسة
لاسابيع ناثرا كابته وضيقه في النفوس.
بعد وصول الحافلة الى السيطرة المشرفة على المدينة طلب مني المسؤولون عليها ان آتي بكفيل اذ انني
عربي فقلت لهم ان فلانا وعدني بالكفالة وانا سوف اتصل به من اجل الحضور. وفعلا حاولت الاتصال
دون جدوى فالهاتف لا يرن فعلمت ان صاحبي غير موجود وانني سوف اعود بخفي حنين من رحلتي
التي كنت اعول عليها كثيرا.
حاولت افهام مسؤولي السيطرة بانني فقدت كفيلي وانني مواطن جيد لا غبار علي وانني شاعر وكاتب
ومن اجل زيادة التاكيد اريتهم هوية اتحاد الادباء الرسمية ولكن كل هذه الامور لم تجد نفعا فالقانون
صارم ولا يمكن اختراقه باية وسيلة كانت.
لويت عنق آمالي راجعا الى مدينتي الترابية وانا اكاد اختنق حسرة وادمدم مع نفسي لماذا يحدث هذا الامر
الست عراقيا يروم الدخول الى مدينة عراقية. الا يمكن تفتيشي جيدا والسماح لي بالدخول واخيرا صرخت
ملتفتا الى المدينة التي حرموني من الدخول اليها... لو كان هؤلاء يعلمون مقدار حبي لك يا مدينة السليمانية
لحملوني على الاكف والقوني في احضانك









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في