الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدة الخوف من اللجنة الأولمبية

طارق الحارس

2004 / 2 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


أوراق الرياضة العراقية كانت مبعثرة حالها كحال أوراق الحياة الأخرى بالعراق ذلك بسبب السياسة التدميرية التي انتهجها وأدار بها المقبور ( عدي ) وأعوانه ذلك القطاع المهم من قطاعات الحياة . بعد سقوط النظام رتب أهل الرياضة قبل غيرهم الأوراق المبعثرة الخاصة بقطاعهم بسرعة أذهلت الجميع ، لاسيما بعد أن تمكن أهل كرة القدم من تحقيق الانجازات التي أدهشت العالم أجمعه ، تلك الانجازات التي بدأها المنتخب الأولمبي بحصوله على لقب بطولة أبها الدولية التي أقيمت بالسعودية بعد نهاية الحرب بمدة وجيزة ، فضلا عن تأهل منتخباتنا الوطنية جميعها الى نهائيات آسيا وهذه حالة تحصل لأول مرة في تأريخ الكرة العراقية ، أما الاتحادات الرياضية فقد أعادت تشكيل نفسها ولملمت فرقها وأنديتها وبدأت بنشاطاتها الفعلية ، بل أن بعضها تمكن من كسر الحواجز التي كانت قد منعته من المشاركة في البطولات والاجتماعات العربية والقارية بسبب ما اقترفه النظام السابق من كوارث بحق الدول المجاورة .

اللجنة الأولمبية العراقية المؤقتة التي تشكلت بعد سقوط النظام كان لها دور كبير في لملمة هذه الأوراق ، لكن كان لابد لها من أن ترتب أوراقها هي بالذات ، إذ ليس من المعقول أن تتشكل اتحادات رياضية تابعة لها وترفع عن هذه الاتحادات كلمة المؤقتة وتبقى هي أي اللجنة الأولمبية بهذه الصفة أو التسمية ، لاسيما بعد أن أصبحت الأرضية مناسبة وصالحة لمثل هذا الاجراء وهو ماحصل فعلا في مدينة السليمانية ، إذ جرت هناك أول انتخابات حقيقية تشهدها اللجنة الأولمبية العراقية وفاز برئاسة اللجنة ابن الرياضة أحمد السامرائي أو كما يروق للرياضيين أن يسموه أحمد الحجية . الانتخابات لا تعني أن الرياضة العراقية قد لملمت أوراقها بالشكل الكامل ، إذ نعتقد أن هناك أوراقا عديدة تنتظر من الحجية وزملائه من أعضاء هذه اللجنة ترتيبا من نوع جديد وبروحية جديدة . نعتقد أن أول هذه الأمور يتعلق بازالة عقدة الخوف التي كانت تلازم الرياضي الذي يروم زيارة بناية هذه اللجنة لانجاز قضية تتعلق بلعبته .

شخصيا عندما كنت أمر من أمام مبنى اللجنة الأولمبية كنت أشعر بالخوف . خوفي له مبررات عديدة يبدأ أولها مع رؤيتي للسياج الكبير الذي يحيط بهذه البناية ، ذلك السياج الذي يشبه في شكله وتفاصيله الأمنية قصور الرئيس المخلوع ... الحرس الذي يحيط بسياج هذه البناية أيضا كان يسبب لي خوفا كبيرا ، لاسيما أن هؤلاء الحرس كان أكثرهم من أصحاب الشوارب الطويلة والوجوه العابسة الذين لم نتعود عليهم في مجتمع الرياضة ... أما الغول المتوحش الذي بداخل هذه البناية فقد كان يشكل رعبا حقيقيا ليس لي فقط ، وانما لكل الرياضيين ، بل للعراقيين جميعهم . لقد كان أمر وجود هذا الغول الهائج دائما وأبدا داخل بناية تخص الرياضة يشكل قضية بحد ذاتها تجلب الرعب والخوف ، إذ من الممكن أن يؤدي أي تصرف منك أو أية حركة منك أو أية كلمة منك الى أن يلقى القبض عليك وترمى في المعتقل الخاص باللجنة الأولمبية . وهنا ندخل في متاهة جديدة للخوف هي متاهة معتقل اللجنة الأولمبية فمن يصدق أن بناية خاصة بشؤون الرياضة يوجد بداخلها معتقل . هذه القضية أيضا كانت تزرع الخوف داخل أي رياضي يروم الدخول الى هذه البناية . بالمناسبة عندما نتحدث هنا عن الخوف لا ننعني أن العكس منه الشجاعة فالشجاعة ليست لها موقع في هذا المكان . الأمر كان يخص التعامل مع عصابة مجنونة ومتوحشة ليس في قلوبهم أية ذرة من الرحمة والانسانية والمشكلة أنهم يمتلكون جميع الأسلحة الممنوعة ولارادع يردعهم من استخدامها .

نعتقد أن ازالة هذه العقدة يجب أن تعد من الأوليات التي تقع على عاتق رئيس اللجنة الأولمبية وأعضاء هيئته الادارية . نقول ذلك مع أننا على يقين تام أن هناك أدوارا لجهات أخرى من الممكن أن تساعد في ازالة هذه العقدة منها الصحافة الرياضية التي بدأنا نتلمس فيها حرية التعبير الحقيقية التي تنتقد أكبر المسؤولين دون خوف ومن المؤكد أن هذا الاسلوب أي اسلوب النقد ، لاسيما إذا كان الغرض منه خدمة الصالح العام ، سيترك انطباعات وانعكسات ستساهم في ازالة العقدة التي نتحدث عنها.

نحن هنا نشير الى هذه النقطة لقناعتنا الكبيرة بأن وجودها في العهد البائد قد ساهم في تدهورالرياضة العراقية واضعاف قدرات الرياضيين وأن ازالتها سيساهم في دفع عجلة الرياضة الى أمام وهذا ما نطمح اليه في العهد الجديد الذي أصبح فيه الرياضي أحمد الحجية رئيسا للجنة الأولمبية بدلا من المجرم عدي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يعلن تنفيذ هجوم جوي على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا


.. من واشنطن | صدى حرب لبنان في الانتخابات الأمريكية




.. شبكات | هل قتلت إسرائيل هاشم صفي الدين في غارة الضاحية الجنو


.. شبكات | هل تقصف إسرائيل منشآت إيران النووية أم النفطية؟




.. شبكات | لماذا قصفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسو