الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما نصنع الخبر

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2008 / 9 / 7
الادب والفن


عندما ولدت ، كان الموت قد غيّب بسنوات : جدتى لأبى 00
ولكن جدتى لأمى كانت قادرة على العطاء بسخاء :
عنها 0
وعن نظيرتها التى لم ارها0
00 فكانت حكاياتها لى بخيال اثنتين !
وعندما دق الجرس الاخير فى عمرها ،
رحلت هى الاخرى إلى بيتها السماوى 0
ولكن الحياة لا تزال نبع لا ينضب 0
وأصبحت وسائل الاعلام بمثابة كوكبة من الجدات 00
قد يكن غريبات ،
ويفتقدن عاطفة صلات القربى0
ولكن بالتأكيد تربطهن ذات القصص ، التى تحكى عن :
00 الشاطر حسن 0
00 و الغول ، و ابو رجل مسلوخة ، والعسكرى قاسى القلب 0
- وان كانت بمسميات معاصرة !
وكالعادة لا تموت الاسئلة 0
وتبقى كما هى ، وإنما تتغير الاجابات 0
ما مغزى أن يحاول فتى مسيحى انقاذ صديقه المسلم من الغرق ، فيغرقان معاً ؟!
وما مغزى أن تحاول فتاة صغيرة مسلمة انقاذ صديقتها المسيحية من الغرق ، فتغرقان معاً ؟!
ما مغزى أن يسرع شخص لا تعرفه ،
ولا يعرفك 00
إلى نجدتك من حادث على الطريق ،
وقد يتيرع لك بدمه ،
دون أن يسأل عن اسمك ،
وعن ديانتك ؟!
،000،000،000
وبالمقابل :
ما مغزى أن يسرق احدهم محلاً للذهب يمتلكه مسيحى ،
بعد أن يقتله 00
ويعلل قيامه بذلك امام النيابة ، بأن :
" زهق روح المسيحى جهاد ، وسلبه امواله حلال " ؟!
وما مغزى أن يعلن وزيراً للصحة ، بأنه لا يجوز نقل اعضاء من جسد قبطى لمسلم ؟!
وما مغزى أن يطلب الاستاذ الجامعى ،
من الطالب الذى يمتحنه ،
أن يذكر اسمه حتى الاخير ؛
ليعرف ديانته 0
- ان لم يكن يسأله عن ديانته مباشرة إذا تعذّر عليه الامر 00
ثم يعاقبه على مسيحيته ، بكلمة : " راسب " ؟!
،000،000،00
ان الذين يقومون باعمال الرحمة ، والشجاعة ، والنبل المتميّز من اجل الآخر ،
تحركهم واحدة من اثنتين ، أو كليهما :
00 ايمانهم بأنهم جزء حميم من عائلة العالم ،
حيث رحم الحنان ، وينبوع المحبة 0
وتلك هى الفطرة الربانية ، التى تحرك قلبهم بالحنو والرحمة0
00 انتماءهم إلى دين سماوى ،
يدعو مؤمنيه إلى الشفقة ،
وألا يبقى أحداً لا مبالياً امام الانسان المتألم ،
أو الذى يقع ضحية من هو أقوى منه 0
أما الذين ينشرون عوائد حياة تائهة موجهة بالكلية إلى الامور السيئة ،
فيتكلمون على الذين يخالفونهم العقيدة ،
بالاكاذيب التى تبدو وكأنها حقائق 0
ويضعون بذرة عزلة زائدة بين الناس 0
ويسعون بكل قدرتهم إلى قهر هؤلاء الذين يمارسون : " تحويل الخد الآخر " ،
لدرجة أنهم يصنعون لهم حالة :
يصبح فيها العذاب وكأنه عذاب عقيم ، تذهب فيه دموع الالم هدراً !
هؤلاء الاشرار ، هم الذين خانوا الامانة مرتين :
خانوا فطرتهم السليمة الطاهرة النقية ،
التى جبلها الله عليهم 00
إذ نخروا فسادا فيها ، حتى صارت مهيئة للتعاليم الشيطانية 0
وخانوا ايمانهم ، إذ جعلوا من دينهم مصدراً : للخوف ، والرعب ، والهلع 0
000 000 000
فليتكاتف مجهود المؤمنين الحقيقيين المشترك ؛
ليحركوا الضمائر ،
ليفهم الناس :
بأنه لا يمكن لايمان سماوى أن يفسد الفطرة الربانية 0
أو يسعى الى نزعها 0
بل يتسامى بها ،
ويعلو 0
وأنه ليس من الممكن العيش بفرح دون الآخر السعيد 0
لعلهم بذلك 00 :
يتمكنون من تفكيك ثقافة التطرف ، وصراع الاديان ، والحضارات 0
والتصدى للتصرفات المدمرة ولكل ردات الفعل العنيفة 0
فنحن راكبون دراجتنا الانسانية 00
فإما أن نستمر سائرين 0
وإلاّ إذا توقفنا سقطنا ! 000








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا


.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح




.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر