الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان انسحاب حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية من التحالف الديمقراطي السوري

حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية

2004 / 2 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


معا من أجل :
مقاومة الاستبداد السياسي  و الكشف عن جذوره الثقافية
توليد نظام معرفي حديث في سورية
دمقرطة الحياة السورية

بيان انسحاب حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية من التحالف الديمقراطي السوري

أيها السوريون

لقد كانت الحاجة إلى بروز تيار سياسي علماني ديمقراطي ليبرالي يتناول الحقيقة السورية المتعددة  دون الاستناد إلى معطى أيديولوجي أو تيولوجي ،  و يرى الوطن السوري  من منظور يعيد الاعتبار للانسان فردا ومجتمعا فيعتبره المقدس الأعلى ، ويفهم السياسة انطلاقا من تفاعل عميق وجدلي لمحاور العقلانية والعلم الواقع والمصلحة والممكن بحيث يتيح  هذا الفهم القدرة على  تجاوز سكونية المواقف والرؤى السياسية ولا تاريخيتها ، هي المبرر الأهم لتأسيس التحالف الديمقراطي السوري  من وجهة نظر حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية ، ولقد سعى حزب الحداثة ومعظم الأحزاب والشخصيات والجمعيات المشاركة  في رسم الخطوط العريضة لسياسة التحالف الديمقراطي السوري بشكل يستجيب مع تلك الحاجة و يسهم في تلبيتها ، و لعل  تبني و دعم إعلان بر وكسل من قبل الحزب لم يكن إلا محاولة لترجمة هذه الاستجابة وتحقيقا لتقاطع تطلعات معظم أطراف التحالف . ولكن أعمال  مؤتمر واشنطن  ومن ثم بر وكسل و ما تلاهما من نتائج و تصريحات و غياب الإجراءات العملية و الفعالة السلمية على الأرض  المتخذة من قبل  التحالف كانت قد  كشفت  بمجملها عن تباين تكويني فكري و سياسي بين حزب الإصلاح السوري من جهة و حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية من جهة أخرى يتضح من خلال مايلي : 
أولا- لم تكن نشأة  حزب الحداثة  و معظم الأحزاب في التحالف الديمقراطي السوري (ماعدا حزب الإصلاح السوري الجهة الداعية للتحالف )   مع الحملة الامريكية على العراق ،  ولا حتى مع اللحظة الفاصلة في السياسة الأمريكية (أحداث أيلول) التي فرضت قراءة رسمية حكومية امريكية جديدة للواقع السياسي الدولي الجديد  ، ومن ثم سياسة وسلوك يتعاطى مع هذا الواقع  كان من أبرز ملامحهما إسقاط نظام  الديكتاتور  صدام حسين  في العراق  ، و لذلك فإن  تبني شعار إسقاط النظام السوري  من قبل حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية  لم يكن  استغلالا سافرا لتلك اللحظة بل نتيجة مباشرة لتعويق النظام الدائم لأي تغيير يطلق الحريات العامة وينهي مأساة الإنسان السوري السياسية و الاقتصادية ويبدد جو الرعب والإرهاب الذي نشرته مؤسساته الأمنية القمعية، ثم ثبوت عجزه الهيكلي و النهائي عن تجديد ذاته وعن أي تجديد أو إصلاح وعد به وينشده السوريون ،لقد كان لحزب الحداثة و الديمقراطية مشروعه السياسي والثقافي وقراءته الخاصة للواقع السوري بما يحقق كونه يشكل نتاجا لحاجة  المجتمع السوري ( فالمجتمع ينتج الخطابات التي يحتاجها ) , إنه بهذا المعنى  لم يكن (في السياق السوري) استجابة عابرة للإرادة الأمريكية في تغيير أنظمة الحكم القمعية في الشرق الأوسط  ،  بل كان و لا يزال ردا واعيا على تحديات مركبة ومتوالدة في الواقع السوري لا يمكن أن  يستنفذ مشروعه ومحتواه إسقاط نظام الحكم السوري  بحيث تفقد الحاجة إليه ويصبح معوقا و لاغيا  بعد إنجازه (كما هو الحال بالنسبة لحزب الإصلاح السوري)  . 
ثانيا- لم يجد حزب الحداثة و الديمقراطية نفسه قادرا على فهم امريكي اللون بشكل صرف للحال السوري ولمنطقة الشرق الاوسط  كما يريد العمل وفقه  حزب الإصلاح السوري،  ولذلك  فهو لا يستطيع إلا أن يعمل  وفق أجندته  الذاتية وفهمه  هو  لعملية التغيير ( آلياته , وسائله , زمانه ومكانه )، متسلحا برؤيته السياسية  المتعددة الأبعاد و فهمه العلمي و التاريخي للسياسة و العمل السياسي بما يحقق   لديه تعاطيا عقلانيا و إيجابيا و فاعلا مع الواقع السياسي السوري ،  إن ذلك الفهم  و تلك الرؤية شكلا  الأرضية  التي تجعل رفض الحزب لأي تدخل عسكري أجنبي  في سورية مع السعي لتوظيف الضغط المعنوي و السياسي و الإعلامي الدولي الأمريكي و الأوربي للتغيير الديمقراطي في  سورية أمرا مفهوما و مفسرا، - ثالثا -  لم تلق دعوة حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية  لتبني سياسة العصيان المدني داخل و خارج سورية و البدء الفوري بها  تجاوبا حقيقيا في أروقة التحالف ، و قد كان السبب الرئيسي في ذلك  اصطدامها   الدائم  بلا  مبالاة حزب الإصلاح   نتيجة على ما يبدو   لعدم إيمانه   بتحقيق التغيير السلمي  في سورية و  دون الإخلال من جوهر سورية التغيير .
رابعا- لقد عملت   الشخصية الأساسية والمحورية في حزب الاصلاح السوري  ببنيتها  الهزلية و الهزيلة و التي  تجمع بين سذاجة وجهل  شعبوي أمريكي المنشأ بالواقع السوري السياسي والاجتماعي وبين فهم سوري شرق أوسطي كاريزمي استبدادي ذو محتوى أسطوري لدور القائد الفرد الذي لا  يستقيم العالم والوطن والحزب دونه على النحو بخط التحالف منحى  بعيد عن الجدية ( الاكتفاء بعقد المؤتمرات و الحضور المتهافت و المتقطع في وسائل الإعلام ) و عن اعتبار الشارع السوري هدف التغيير ووسيلته الأهم الأمر الذي يتنافى  مع  رؤية حزب الحداثة للتحالف الديمقراطي السوري 
ومما تقدم يعلن حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية عن  :
1 - انسحابه من التحالف الديمقراطي  السوري و عدم مسؤوليته عن أي تصريح أو بيان أو خطاب أو سلوك  يصدر عنه
2 – تحضيره  للانتفاض السلمي في وجه النظام بالتظاهرات و الإضرابات و الإعتصامات  و الشروع  في عصيان مدني مفتوح داخل و خارج سورية في الأيام أو الأشهر القليلة  القادمة .
3 -  دعوته إلى حشد الجهود و الطاقات السورية المعارضة للانضمام  إلى الانتفاض السلمي المنظم  الذي يهيئ له الحزب لإجبار النظام  في سورية على الامتثال لحركة التاريخ و إرادة الشعب .
4- دعوته المجتمع الدولي  إلى مساندة التغيير  الديمقراطي في سورية بالطرق السلمية التي تتيح الحفاظ على السيادة و  المصلحة السوريتين .


معا من أجل سورية حديثة و ديمقراطية
حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية
المتحدث باسم الحزب : فراس قصاص
9 2 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و