الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (3)

ابراهيم علاء الدين

2008 / 9 / 7
القضية الفلسطينية


جلسة عجائز المنظمة كانت دفاعية بكل ما تعنيه الكلمة وجاء الاعضاء ليس ليستمعوا الى كلمة ابو الاديب الطويلة جدا لان معظمهم اثناء القاء الكلمة كانوا في الممرات وفي الردهة الخارجية يشربون القهوة والنسكافيه والعصير، وفي الفترات القصيرة التي التزمت الاغلبية بمقاعدها ، كان الهرج والمرج والاحاديث الجانبية سيد الموقف ولم اشعر مطلقا بان احدا من الحضور تعامل مع الاجتماع بجدية الا عدد محدود جدا.
المهم فرغ المجتمعون شحنتهم وغضبهم سواء بتوجيه اتهامات غير لائقة لرئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض كالقول بانه يريد اختطاف منظمة التحرير والسلطة وفتح واعادة صياغتها على المقاس الامريكي او القول ان حكومة فياض مدعومة امريكيا واسرائيليا وهو اتهام غير مباشر بالعمالة، كما وجهوا اتهامات للرئيس محمود عباس وبعضهم كتيسير قبعة حملة مسؤولية استمرار الانشقاق في الساحة الفلسطينية، فيما انصب جام غضب الجميع تقريبا على ياسر عبد ربه، ووصل الامر الى اتهام عضو المجلس الوطني سلمان ابو ستة بالخيانة (من وسط القاعة صاح بعض الحضور قائلين هذا خائن هذه خيانة). لانه دعا في رسالة الى حل المجلس.
وذكر ابو الاديب في محاضرته الطويلة " ان لدى البعض إصرار على تنفيذ فكرة سياسية وقانونية من شأنها أن تدمر منظمة التحرير الفلسطينية، والمجلس الوطني الفلسطيني"، معتبرا أن المجلس الوطني "هو الوحيد الذي يظلل الرئيس محمود عباس بالشرعية". مشيرا إلى أن النظام الداخلي لمنظمة التحرير هو الذي وفر الفرصة لانتخاب عباس فور وفاة الرئيس السابق ياسر عرفات، رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير..معتبرا اللجنة القانونية للمجلس الوطني بمثابة المحكمة الدستورية، قائلا "إذا كانت اللجنة التنفيذية للمنظمة ضعيفة، فهذا لا يبرر إطلاق سهام الموت عليها".
وتطرق في كلمته الى ما اعتبره اهانة وعدم احترام لشخصه من قبل عبد ربه اثناء مراسم تشييع جثمان محمود درويش في مطار ماركا بعمان، وقال "هل ما تصرف به عبد ربه حين قدمني قبل المتحدث الأخير مباشرة، بعد أن كان ترتيبي الأول، في حفل استقبال وتوديع جثمان درويش هو بداية تجاوز رئاسة المجلس الوطني"..؟!
وأشار إلى أن السفير الفلسطيني عطا خيري كان طلب منه حشد أعضاء المجلس الوطني، والتحدث باسم فلسطين، فكان أن جاء عبد ربه من رام الله، وفرض نفسه عريفا على الحفل، ليقدم نانسي باكير وزيرة الثقافة الأردنية، وسلام فياض رئيس وزراء حكومة السلطة، وآخرين قبله، ثم ليقدمه بعبارة "الكلمة لسليم الزعنون"..! دون إشارة إلى صفته ومن يكون..؟!
وقال إنه تم كذلك تقديم فياض وعبد ربه في ترتيب مقاعد الجلوس على رئيس المجلس الوطني في مخالفة متعمدة للبروتوكول. كما لم يوضع مقعد لنائب رئيس المجلس في الصف الأمامي.
اما الشيخ ابو سردانه فقال "ان عبد ربه أراد من اللجنة القانونية أن تقر "مشروع قانون مفصل وجاهز" يفصل بين عضوية المجلس التشريعي والمجلس الوطني، فكان رد اللجنة أن اللجنة التنفيذية هي صاحبة الإختصاص لهذه الجهة".
وفي مداخلته قال الدكتور اسعد عبد الرحمن قال "فقدنا استقلالية القرار الفلسطيني لأسباب عديدة ومحطات كثيرة وان القرار الفلسطيني أصبح موزعا بين محطات ودول في الإقليم. مثل سوريا وايران ، واوروبا واميركا والدول الصناعية ".
وقال "إزاء انسداد كل سبل الحوار مع سلام فياض رئيس حكومة السلطة، لجأت إلى وسائل الإعلام المفتوحة والمذكرات الداخلية للرئيس أبو مازن ".
ووجه عبد الرحمن انتقادات شديدة لرئيس الوزراء سلام فياض فقال "هناك محاولة ليس فقط لتجاوز منظمة التحرير، وإنما لخطف اللجنة التنفيذية والقرار الفلسطيني ليتم تركيزه بيد الحكومة وقال إن كانت حكومة فياض تتحدث باسمنا، فهي حكومة محمود عباس لا سلام فياض..وقال لا نستطيع أن نكون مسؤولين عن حكومة يتولى مسؤولية جميع القرارات السيادية وغير السيادية فيها سلام فياض".
واضاف بغضب "البعض يحاول دفعنا للإستقالة..الإستقالة غير ممكنة..مفروض في كل واحد منا أن لا يكون شاهد زور، وأن يقبل أن تكون اللجنة التنفيذية مختطفة من قبل شخص واحد".
اما تيسير قبعة فانتقد الدكتور عبد الرحمن وحمل المسؤولية للرئيس عباس وقال بعد ان اعلن موافقته على كل ما قاله الزعنون " انا لا احب تغليف الامور كما قال عبد الرحمن إن فياض هو المسؤول عما يجري..أن الرئيس عباس هو المسؤول، وليس فياض" واضاف إذا كان أبو مازن بدو وحدة وطنية بتصير".

وبالاضافة الى هذه المعارضة من قبل "عجائز المنظمة" فان هناك معارضة لحل منظمة التحرير من قبل قوى اساسية وفاعلة في الساحة السياسية الفلسطينية تضم فصائل وطنية فلسطينية في مقدمتها الجبهتان الشعبية والديمقراطية، كما تضم عناصر قيادية من فتح ، بالاضافة الى شخصيات وطنية من اعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة واعضاء بالمجلس الوطني، ولكل طرف من هؤلاء دوافعه واهدافه ومراميه.
فالجبهتان الديمقراطية والشعبية وبعض الفصائل الاخرى مثل جبهة النضال والصاعقة وجبهة التحرير الفلسطينية، ينطلقوا في رفضهم (بالرغم من تباين مواقفهم ) من حرصهم على نظام التحالف الفصائلي (نظام المحاصصة) في الهرم السياسي الفلسطيني.
فمنظمة التحرير الفلسطينية التي كانت بمثابة جبهة وطنية عريضة كان لكل فصيل من الفصائل مقاعد محددة في الهيئات العليا والوسطى بالمنظمة ففي اللجنة التنفيذية هناك ممثل لكل تنظيم وفي المجلس الوطني هناك عدد محدد لكل تنظيم، وكذا الامر في مكاتب منظمة التحرير في الخارج كان للفصائل ممثلين واحيانا سفراء، وفي الدوائر المختلفة كان للفصائل ممثلين مثل دائرة العلاقات الخارجية، والدائرة المالية، ودائرة شؤون الوطن المحتل، وفي الدائرة العسكرية الى اخره.
وكان للفصائل موازنة محدد مقررة من ميزانية المنظمة، وامتيازات معنوية اخرى كثيرة.
كل هذه الامتيازات ستنتهي رسميا باعلان انهاء منظمة التحرير، واعتبار السلطة ممثلا شرعيا وحيدا لكل الشعب الفلسطيني، وهذا لا يروق لهذه الفصائل الا اذا انتقل هذا النظام الاداري الى السلطة وحافظت الفصائل على المميزات التي كانت توفرها منظمة التحرير.
اما معارضة بعض الرموز الفتحاوية لحل المنظمة فانها تنطلق من مصالح شخصية مباشرة، كون الكثير من الدوائر والمؤسسات يسيطر عليها هؤلاء، ومؤسسات السلطة لا تستوعب هذه الاعداد وهذه الشخصيات اما لاسباب تتعلق بالكفاءة او بالعمر، او بالمكانة السياسية والاجتماعية التي حققوها من خلال موقعهم بمؤسسات المنظمة، ولا يستطيعوا الحصول على نفس المراكز بالسلطة.
اما بالنسبة للاعضاء في اللجنة التنفيذية او المجلس الوطني فان معارضتهم ايضا لاسباب شخصية تتعلق بمحاولة حفاظهم على امتيازاتهم المالية والمعنوية الاجتماعية.
لكن كل هذه المعارضة لن تحول دون حل المنظمة طالما ان الفلسطينيون ماضون في اقامة دولتهم على اسس عصرية، وانهم فعلا راغبون باقامة الدولة المستقلة.
وللحديث بقية
ابراهيم علاء الدين
[email protected]











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش