الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهديدات الاسرائيلية حقيقتها وجدواها

محمد الحاج ابراهيم

2008 / 9 / 8
القضية الفلسطينية


بعد حرب تموز التي عدلت الوعي السياسي الاسرائيلي وراح باتجاه جديد كل الجدية عما نشأ وترعرع عليه منذ النكبة التي أسست لوعي عربي هزائمي استمر حتى تموز 2006 حين أدركت اسرائيل أن وضعا عربيا جديدا هي بمواجهته يمكن أن يؤسس هذا الحال الاسرائيلي الذي لم تعتد عليه.
بعد حرب تموز والجردة التي قامت بها اسرائيل كنتيجة لهذه الحرب تبين فيما تبين أن ضعفا ذو لون ورائحه بدأ ينخر العقل الاسرائيلي سياسيا وأمنيا على الرغم من مزايدات بعض الحكومات العربية التي وصفت مايحدث بالمغامرة ،تلك المغامرة التي غيرت بعض من قواعد اللعبة في الصراع الذي لم تعتد هذه الحكومات عليه أيضا.
من أساسيات ظهور هذا الشكل الجديد من التحديات للوجود الاسرائيلي /حسب الوعي الاسرائيلي/ دخول إيران على خط المواجهة بعد سقوط الشاه وحلول إيران ذات المشروع التحريري لفلسطين من زاوية عقائدية بدل إيران المتحالفة مع الغرب لمصلحة اسرائيل،إيران التي بدأت ببنائها الذاتي على أكثر من مستوى وصولا إلى الموضوع النووي.
هذه الإيران التي بدأت تعادل الأمريكي في منطقة الخليج برا وبحرا وجوا ، وأكثر من ذلك أنها وعبر أدواتها العسكرية الداخلية قامت بعدة محاولات تحدي أنتجت عزيمة أصلب باتجاه تحقيق نصرا ما معنويا على أقل تقدير،وهو ماظهر جليا في الساحة العراقية حين تأكد للغرب أن لإيران يد طولى في هذه الساحة ولايمكن تجاهلها.
باراك /وزير الدفاع الاسرائيلي /يعلن عن قدرات اسرائيل النوعية في حال حدوث حرب يلوح بها ،وقائد الأركان الإيراني يعلن أن الأراضي الاسرائيلية بالكامل تحت مرمى الصواريخ الإيرانية يدعمه في ذلك حزب الله بأن الفرق العسكرية الاسرائيلية الخمسة تحت مرمى صواريخ حزب الله.
في الجهة المقابلة يعلن رئيس الأركان الروسي عن القدرة العسكرية الروسية في تدمير القوات الأمريكية في البحر الأسود خلال عشرين دقيقة فقط، وتعلن كوريا عن إعادة بناء مفاعلاتها النووية بعد اتفاقات مع الجانب الأمريكي لم يكتب لها النجاح،يُضاف لهذا موضوع الصراع الروسي الأمريكي حول الدرع الصاروخية في أوروبا،وتصريح شافيز بفتح الموانئ والأجواء والأراضي الفنزويلية أمام الروس ،وحركة الحكومات اليسارية في أمريكا الجنوبية إلى جانب الروس.
كل هذا الاستعراض يعيدنا إلى مرحلة ماقبل سقوط الاتحاد السوفييتي ويشير أكثر إلى تشكل كتلتين أو أكثر في العالم بمواجهة أمريكا تمثل الكتلة الأولى روسيا +الصين+إيران وكوريا يُضاف لها دول في أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا ويبقى السؤال هل يتجه العالم باتجاه الحرب أم التهدئة ومن سيكون صاحب القرار في الاتجاهين.
ماهو حال اسرائيل في هذا الوضع المستجد حيث تبين دورها في أحداث جورجيا،وتدرك أيضا أن الوضع الاسرائيلي بات وضعا لايحسدها عليه أحد /صراعات سياسية بين أحزابها ورجالاتها ،وخسارة محرجة في حربها مع لبنان،وقرار الأمين العام للأمم المتحدة بتغريمها بمليار دولار قيمة الأضرار التي تسببت بها في الأراضي اللبنانية وهي خاسرة للحرب ....وهذا مايطرح سؤالا إلى المسؤولين الاسرائيليين عن قدراتهم في الرد في حال هوجموا أو قدراتهم في الهجوم في حال قرروا ذلك وماذا ستكون النتيجة.
حسب التحاليل العسكرية الميدانية أنه يصعب على اسرائيل المبادرة بهجوم رغم التلويح به ومايُصرّح به المسؤولون الاسرائيليون ليس أكثر من هجوم وقائي معنوي غايته عدم دخول الشعب والجيش الاسرائيليين دائرة الإحباط إذ أن الاسرائيليين مدركين تماما للقوة التي يمكن أن تردع أية محاولة تقوم بها اسرائيل للنيل من القوى الموجودة في المنطقة ومدركين أيضا أن الوضع الأمريكي في المنطقة والعالم صار صعبا منذ تولي بوش الإبن قيادة المركب الأمريكي مقابل حنكة بوتين في قيادة السفينة الروسية الحاملة لتنوع عالمي متجذر في أعماق المجتمعات التي يمثلها،ولهذا كان اتجاه أولمرت بموضوع التفاوض مع السوري والفلسطيني ومحولاته مع اللبناني قبل سقوط المركب الذي يتسلق على جداره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟