الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتابة من خارج الاتون

علي الانباري

2008 / 9 / 10
الادب والفن


اعترف الليلة بين يديكم بانني اديب من ادباء الداخل. عشت حياة العراق في كافة الازمنة. ودخلت حروبه
جنديا في القوات المسلحة بشقيها الالزامي والاحتياط واعتصرتني مشاق الحياة حد اللعنة وما زالت تعتصرني
رغم دخول القمر العراقي في برج السعادة الممتد من 9-4- 2003 ولحد الان.
وحين كانت المدن العراقية ترزح تحت الموت العبثي الوافدة سمومه من خارج جسد هذا البلد كنا نحن ادباء الداخل
لا نستطيع ان نفعل شيئا اللهم الا الانكفاء على الذات خوفا من مصير قاتم ينتظرها او شفقة عليها من وزر ما تحمل
من عذاب. وحين كنا نقرا او نسمع عما ينوش الوطن واهله من فظاعات لا نملك الا ان نشعر بالفخر من قوة الشكيمة
والمجالدة والاصطبار. على احتمال الاذى.
حين نقرا لاخوان لنا واصدقاء يكتبون من خارج الاتون نتعجب من اكثرهم فهم يكتبون بلغة متوازنة متانية لم تروعها
الاهوال ولم تعش ساعات الخوف الحقيقية بانتظار زائر ليل لا تعرف من هو في اختلاط الاسماء والوجوه والعناوين
فالكل مؤهل ان يقتل الاخر ولا تخرجك صفة براءتك من دائرة القتل بل ربما تكون احد اسبابها.
كان اغلب هؤلاء الكتبة يفتخرون انهم قارعوا النظام السابق وحين اقتربت المصيدة منهم فروا الى خارج الوطن
حبا في السلامة وطلبا للحرية في بلاد اخرى.
وعاش هؤلاء الاخوة على ايقاع هذا الموال. ووصل الامر ببعضهم ان يصب جام غضبه على مساكين الداخل متهما
اياهم بالجبن والتخاذل لانهم لم يثوروا على نظام الدكتاتور ويسقطوه وربما تاتي افكارهم هذه في ساعات التجلي
التي يحياها البعض منهم هربا من الشعور بالغربة .
وبعد ان سقط الصنم كما يسمونه كشف اكثر هؤلاء الفارين عن وجوههم وزيف ما يدعون وضاقوا ذرعا بالسؤال
التالي....لماذا لا ترجعون الى وطنكم لتبنوه وتتخلصوا من لوعة الغربة التي صدعتم رؤوسنا لطما ونحيبا ودموعا
عنها حتى لكدنا نصدق انكم تعانون حقامن فراق الاوطان والاخوان.
كان الجواب ياتي من هؤلاء كالتاي...ان الوضع الامني لا يساعد على عودتنا... ومن قال لكم ان ارض العراق
مفروشة بالورود لاهلها حتى يكون شرط العودة بردا وسلاما.. الم يمت منا المئات والالاف ولكننا لم نضع شرط
البقاء في البلاد ان تكون جنة عدن كنا نتحمل صامتين من الاهوال ما لم يخطر ببال.
ايها الناطقون باسمنا من وراء البحار لا تتصوروا اننا غير محتاجين لكم وغير متشوقين لرؤية وجوهكم العزيزة
علينا كلا فانتم كما نحن قلب العراق ودمه النابض ولنيكتمل الوطن الا بوجودكم.
كونا معنا في ساعات الشدة لنحسبها وقفة مشرفة لكم وكفاكم كتابة عن بلدكم الجميل من وراء حجاب.
انه والله بانتظاركم ولن يقبل عذرا من احدكم وهل يقيل الاب والام عذرا من فراق الاحبةوالابناء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح


.. سهرة لبنانية بامتياز في كازينو لبنان مع النجم سعد رمضان والف




.. العربية ويكند | ترمب يغادر المسرح وحيدا بعد مناظرة بايدن..