الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد على مجدي خليل: جوهر القضية

محمد منير مجاهد

2008 / 9 / 8
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


قرأت مقالة الأستاذ مجدي خليل التي يرد فيها على ما جاء بملاحظاتي على محاضرة الأنبا توماس المنشورة بجريدة البديل يومي 9 و10 أغسطس 2008 وكررت القراءة عدة مرات رغم طول المقالة (أكثر من 2800 كلمة)، وفي الحقيقة وجدت القليل جدا مما يمكن أن يكون له علاقة بملاحظاتي، فقد طاف بنا الكاتب من القضية الفلسطينية إلى الخلافة الإسلامية مرورا بثورة البشموريين، والجنسيات الغربية التي يحملها نصف وزراء مصر، والجدل حول عروبة مصر، ودور ثورة 23 يوليو التي يصفها بأنها فاشية عسكرية ودينية، وغيرها من القضايا التي لم أتعرض لها والتي لا أنوي رغم اختلافي معه في الكثير منها أن أناقشها في هذا المقال لأن القضية الرئيسية التي تهمني والتي كانت البوصلة التي أملت ملاحظاتي على محاضرة الأنبا توماس هي "مناهضة التمييز الديني في مصر" وما يتطلبه هذا من توسيع للقوى التي تشارك في هذا النضال.

أفاض الأستاذ مجدي في انتقاد تحفظي على قبول الأسقف الحديث أمام معهد هادسون رغم أنه مجرد تحفظ أعقبته بالقول "كنت أود من الأسقف - وقد قرر قبول الدعوة - أن يلتزم فقط بالجزء الأخير من محاضرته الذي يستعرض التمييز الذي يتعرض له المسيحيين المصريين ... والذي أرى وكثيرون معي أننا نعاني منه فعلا"

فبالنسبة لمعهد هادسون الذي وصفه الأستاذ مجدي بأنه "معهد يميني يميل أكثر إلى أجندة الحزب الجمهوري" - أي جماعة بوش وكونداليزا رايس وغيرهم من النيو-ليبراليين ذوي السياسات والمواقف المعروفة تجاه العرب وإسرائيل - فلن أدخل في جدل كثير حوله وأكتفي بما قاله زميلنا الأستاذ حسام بهجت مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ونصه "مركز الحرية الدينية الذي قام بتنظيم المحاضرة كان من قبل ملحقاً بمنظمة فريدوم هاوس وهي منظمة قريبة من التيار اليميني المحافظ في الولايات المتحدة ولذلك تبتعد عنها معظم المنظمات الحقوقية الكبرى كهيومن رايتس ووتش مثلاً، وبعدها انتقل المركز بجميع باحثيه وإدارته للالتحاق بمعهد هدسون وهو أيضاً معهد وثيق الصلة بالتيار اليميني المحافظ، واختيار المكان لعب دون شك دوراً في استقبال محتوى المحاضرة"،

ومن منظور مناهضة التمييز الديني في مصر فإنني أرى أنه من المهم عدم النظر إلى الأقباط - كما فعل القس وكما يفعل الأستاذ مجدي – ككتلة واحدة صماء ومتجانسة، وعدم ربطهم بإسرائيل التي تعاديها معظم شعوب المنطقة ومنهم الشعب المصري، وأظن أن موقف قداسة البابا شنودة بمنع الأقباط من "الحج إلى القدس المحتلة" إلى أن تتحرر مثال للفارق بين الرؤية السياسية المسئولة، والغوغائية السياسية التي لا تحسب عواقب تصرفاتها، ولا شك أن البابا يعلم أن مصر قد وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل منذ عام 1979، وأن هناك رجال أعمال مسلمين ومسيحيين يعملون مع إسرائيل في إطار اتفاقية الكويز، وأن آلاف من الشباب المصري تحت وطأة البطالة الرهيبة يتوجهون إلى إسرائيل للعمل والزواج والهجرة، ولكن تصوير أن الأقباط - بصفتهم أقباط - مستفيدين من الصلح مع إسرائيل يمكن أن يلحق بهم أضرار كبيرة، وهو ما يهدف قداسة البابا بوطنيته وحكمته أن ينفيه عنهم لتجنبه.

بغض النظر عن التطور التاريخي لكلمة أقباط فهي الآن تعني المصريين الذين يدينون بالمسيحية وهذا هو كل ما يجمعهم، وبعدها يختلفون – كالمسلمين – في كل شيء بدء من درجة الالتزام الديني، إلى الوضع الطبقي، والميول الفكرية والانتماءات السياسية وغيرها، ولسنا في حاجة لكي نضرب أمثلة بأقباط يدافعون عن عروبة مصر ومسلمين يأخذون جانب الأستاذ مجدي، أو بأقباط معادين لإسرائيل ومسلمين يرون ضرورة التحالف معها – بما في ذلك رموز كبيرة في حكومة الحزب الوطني، كما أنه توجد رموز قبطية تنتمي لأحزاب ومنظمات ليبرالية واشتراكية وناصرية ووفدية ... الخ.

وبعيدا عن اختلاف منطلقاتنا وأرضيتنا الفكرية والسياسية، فإن نقطة التعارض الرئيسية بيني وبين نيافة الأنبا توماس والأستاذ مجدي خليل هي التعامل مع الأقباط ككتلة واحدة، والعمل على إحداث قطيعة ثقافية وفكرية بينهم وبين المسلمين المصريين باعتبارهم الأقلية الصامدة من السكان الأصليين في مواجهة الأغلبية الخائنة التي قبلت بالانتماء لـ "ثقافة الغزاة العرب"، وهي نفس رؤية دعاة التمييز الديني من الأصوليين والمتطرفين من المسلمين، الذين لايرون الأقباط كإخوة وشركاء في الوطن بل ينظرون إليهم ككتلة مغايرة يتشابه أفرادها ولا توجد بينهم أي فروق فردية، وهاتان الرؤيتان صنوان من الطائفية البغيضة، حيث يرى الأستاذ مجدي الأقباط باعتبارهم "المصريون الحقيقيون"، و"المسيحيون الأصليون"، و"الذين يعاقبون على وطنيتهم من أناس جهلة ومتطرفين"، بينما يراهم الطائفيون من المتطرفين الإسلاميين باعتبارهم "امتداد للصليبية الدولية" و"طابور خامس للصليبيين واليهود".

ولعل هذه الأفكار الطائفية هي التي جعلت الأستاذ مجدي يقول بدون مناسبة "ومن العبث أن يقول أحد أن المصريين المسلمين الحاليين هم من جاءوا من الجزيرة العربية مع الغزو العربي، فهذا ضد المنطق وضد العلم وضد التاريخ الصحيح، وأنا شخصيا لا يمكن أن أقول ذلك ولم اقله أبدا"، فهو يدفع عن نفسه اتهام لم يوجهه له أحد؟، فأنا لم أقل في ملاحظاتي أنه أو الأسقف قد قالا هذا الكلام فلم النفي إذن؟، وهل يدخل هذا في باب الاستباق أم كما يقول المثل المصري "إللي على راسه بطحة يحسس عليها"؟.

من أغرب ما قال الأستاذ مجدي خليل في رده هو أن "أهم سبب للتمييز الديني، هو السبب الديني الناشئ عن الاختلاف في الدين"، وهو ما يصدق عليه القول بأنه كمن يعرف الماء بعد الجهد بالماء، فالاختلاف في الدين أو العقيدة أو الإقليم أو المهنة أو لون البشرة ... الخ ليس سببا في حد ذاته للتمييز وهناك مجتمعات عديدة في العالم بها كل هذه الاختلافات ولا يوجد بها تمييز، ولكن التمييز بناء على أي من هذه العناصر لا يحتدم إلا في مجتمع يعيش أزمة شاملة، ومصر تعيش عدة أزمات اقتصادية وسياسية وثقافية وقيمية أدت إلى ارتداد الناس إلى وشائجهم الأولى: العائلة، المنطقة، القبيلة، الطائفة، الملة، المذهب.. الخ.

وأنا أدعي أنني أنتمي إلى هؤلاء المصريين الذين يقدمون الانتماء للوطن على أي انتماء آخر، ويرون مبدأ المواطنة باعتباره الأمل الوحيد في إقامة دولة مدنية عصرية، وإذا كنت مهموما بمقاومة وفضح التطرف الديني ومناهضة التمييز الديني، فإنني أفعل هذا من أجل مصر ومن أجل كل المصريين، لا لاستبدال شكل من التمييز الديني بشكل آخر من التمييز الديني والعنصري.

أغضب الأستاذ مجدي خليل استخدامي لتعبير "الأمريكيين من أصل قبطي"، وفي الحقيقة أنا لم استخدم هذا التعبير بقصد السباب أو التخوين ، ولكنني استخدمته بمعنى سياسي وسأوضح ما أقصده بهذا، هو يقول "نحترم ونقدر البلد الذي منحنا جنسيته ونحترم ثقافته ونلتزم بقوانينه"، وهو أمر مطلوب من أي مهاجر بلا شك، ولكن الأمر بالنسبة للبعض يتعدى هذا إلى نوع من التماهي مع الوطن الجديد ورؤية الوطن القديم ومشكلاته وحلولها بعيون الوطن الجديد.

على سبيل المثال نشر الأستاذ مجدي خليل مقالا بعنوان "أمريكا قوة خيرة" قبيل غزو العراق على موقع إيلاف الإليكتروني بتاريخ 1 فبراير 2003، جاء به "وإذا استعرضنا ما قامت به أمريكا في القرن الماضي بشيء من الإيجاز الشديد لاتضح أنها قوة عظمي خيرة بدرجة كبيرة (فهي): أمة غير استعمارية، و صاحبة المهام الإنسانية النبيلة والمقدسة، وسلة خبز وخير للبشرية، وأمة مؤمنة وغير متعصبة، و أمة ساعدت على تحرير وبناء دول كثيرة، وهي التي أنشئت المنظمات الدولية، والقوة العظمي التي ارتكبت أقل أخطاء في تاريخ الإنسانية" وقد أوضح أن هدفه من هذا المقال "أن لا يأخذ القراء صورة أمريكا من الإعلام والثقافة العربية أو التأثر بالمناخ غير الصحي في الدول العربية، فهذا الإعلام العربي مصاب بمرض عدم المنطق وعدم الموضوعية"، وما يجعلني أعتقد أن هذه المقالات وغيرها هي دعاية لأمريكا هو إنني لا أشك في ثقافة واطلاع الأستاذ مجدي خليل فلا شك أنه قد قرأ أو سمع عن توسع الولايات المتحدة غربا والحروب الهندية، والحرب مع المكسيك واقتطاع أجزاء منها (تكساس وكاليفورنيا وغيرها) وضمها ليزيد عدد الولايات من 13 ولاية عند إعلان الاستقلال إلى 50 ولاية، كما أنه يعرف عن احتلال الفلبين، وحرب فيتنام وغيرها.

بعد عام من سقوط بغداد يكتب الأستاذ مجدي خليل بتاريخ 16 إبريل 2004 في جريدة الشرق الأوسط اللندنية مقالا بعنوان "عام على سقوط بغداد العبث بمستقبل العراق" استعرض فيه تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية وعلق قائلا "والذي يقرأ التقرير يشعر بحجم الجهد الضخم الذي أنجز خلال هذه السنة ويشعر أيضا بالأمل في جدية الخطة التي تعمل من خلالها قوات التحالف" وقال أيضا "أن قوات التحالف تقوم بدورها على أكمل وجه فهي قد حررتهم (أي العراقيين) من الطاغية السابق، وهي التي تعمل بجدية من أجل بناء الدولة العراقية الحديثة الديمقراطية الحرة، وأن أعداء العراق هم الذين يسعون إلى تقويض هذه التجربة" ويختم مقاله قائلا "الشيء الأكثر غرابة هو معظم الحكومات العربية والمثقفين العرب والشارع العربي الذين يطالبون بخروج القوات الأمريكية من العراق"، والغريب حقا أن الأستاذ مجدي لا يرى المظاهرات الأمريكية التي تطالب بالخروج من العراق، ولا الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية في أبو غريب، وفي قتل المدنيين بدون تمييز، ولا في تمزيق العراق على أساس طائفي، والكثير من كتاباته توحي بأنه يعتبره النموذج لحل مشكلة الأقباط في مصر.

في 3 سبتمبر 2006 يكتب الأستاذ مجدي خليل في موقع الحوار المتمدن مقالا بعنوان "المدخل لحل مشاكل الأقباط" يقول فيه أن مشاكل الأقباط لن تحل إلا في إطار دولة ديمقراطية حرة، أي أن تحرير مصر هو شرط أساسي لتحرير الأقباط، ويتساءل عن كيفية تحقيق الديمقراطية وحل مشاكل الأقباط ويرى أربعة مداخل هي: المدخل العام، والمدخل الخاص، والمدخل المحلي، والمدخل الدولي، وينصح الأستاذ مجدي الأقباط بأن يعملوا على المداخل الأربعة فكلها متكاملة ولا ينفي أحدها الآخر وإنما يكمله.

وما يهمنا هنا هو المدخل الدولي الذي كان له ثقل أكبر من بقية المداخل في المقال والتي يرى الأستاذ مجدي أن استبعاده يعني أن يقف الأقباط عرايا بدون أي أدوات للضغط "في مواجهة الأغلبية والدولة التي تعمل من أجل مصالحها فقط" ثم يقول "أن حل أغلب المشاكل الدولية قد تمت بفعل الداخل والخارج معا" ويضرب أمثلة بمشكلة الأكراد التي تم معالجتها بالتدخل الدولي والنضال الداخلي بعد عام 1991، ومشاكل الشيعة في العراق، ومشاكل جنوب السودان، ودارفور بالسودان والتي يرى أنه بدون التدخل الخارجي لم تكن لهذه المشاكل أن تحل.

والأستاذ مجدي كما نرى لا يسعى لتحرير المصريين لإقامة دولة ديمقراطية حرة تسع جميع أبناءها أقلية مسيحية وأغلبية مسلمة، ولكنه يعتبر نفسه في مواجهة هذه الأغلبية، ومن ثم فلا مناص من التدخل الأجنبي والديكتاتورية المدعومة بالأجنبي، وفي ورقته المقدمة في 12 إبريل 2008 للمؤتمر الوطني الأول لمناهضة التمييز الديني بعنوان "التمييز الإيجابي" يفصح أكثر عن هذا الأمر بقوله "التمييز الإيجابي لا يحدث عبر استفتاء شعبي وإنما عبر إرادة سياسية فوقية، وهذا ما حدث في أغلب المجتمعات التي أخذت به، فالأغلبية لن تتخلى طوعيا عن ميزة اكتسبتها إلا بقوة القانون وصرامة تطبيقه .... فنحن هنا إزاء مبدأ إجبار الأغلبية، وهذه أمور لا تتم بالتراضي مع العوام وإنما بالإجبار، ولن يتم التمييز الإيجابي إلا بإرادة شخصيات فذة وقائدة من الأغلبية تجبر شعبها على ذلك".

نحن إذن أمام منهج واضح يمجد في الولايات المتحدة الأمريكية ويتماهى معها، ويروج لتدخلها العسكري لحل مشاكل الأقليات، ولتمكين شخصيات فذة وقائدة من الأغلبية تجبر شعبها على ذلك، فهل إذا وصفنا الأستاذ مجدي ومن يقولون قوله بأنهم أمريكيين نكون قد تجنينا عليهم؟

بالنسبة للشق الثاني من التعبير "أمريكيون من أصل قبطي"، فالمقصود بها أن الانتماء الطائفي لدى هؤلاء أقوى من الانتماء الوطني، والواقع أن كتابات الأستاذ مجدي تعكس في كثير من الأحيان نظرة طائفية واضحة وقد ضربنا آنفا بعض الأمثلة، وفي مقال له بتاريخ 20 يوليو 2008 بعنوان "مسيرات الأقباط في الخارج وأكاذيب الإعلام المصري" تحدث عن الأقباط قائلا "ولا يستطيع فهمهم بعمق إلا من عاش كأقلية غير مسلمة في مجتمع إسلامي يستمد كثير من أفراده عجرفته واستعلاءه وعنفه من تراثه الديني المشوه المحشو بتراث الاستبداد السياسي في هذه المنطقة المنكوبة من العالم"، وهو تعميم طائفي وعنصري بلا جدال كما أنه غير صحيح منهجيا، ولكن الأهم من وجهة نظري أنه يشيع اليأس بين المنادين بالدولة المدنية وبمبدأ المواطنة، والمناهضين للتمييز الديني في مصر سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين أو غير هذا وذاك، ويكرس للتطرف والفرز الطائفي المقيت، كما أن وصف التراث الديني لأغلبية الشعب المصري بـ "المشوه" إضافة إلى كونه وصف غير موضوعي فهو يستعدي المسلمين المناهضين للتمييز الديني بحيث يصبح الحل الوحيد أمام الأقباط لمواجهة ما يتعرضون له هو التدخل الخارجي - وهو ما توحي به بالفعل بعض كتابات الأستاذ مجدي - وهو كارثة على الوطن وعلى المصريين جميعا مسيحيين ومسلمين.

لست أريد أن أطيل أكثر مما أطلت بالفعل، ولكن علينا أن ننطلق من الواقع وهو أن مصر دولة لسانها عربي وأن أغلب سكانها من المسلمين، ونحن المصريون في العقد الأول من القرن الواحد والعشرون لسنا مسئولين عن التاريخ ولن نستطيع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولكننا نستطيع باختياراتنا وبما نفعله الآن صياغة المستقبل الذي نرضاه لأنفسنا ولأبنائنا وبناتنا من بعدنا.

المهمة الرئيسة لنا هي كشف التمييز الديني ومحاصرته واكتساب أعداد متزايدة من الأغلبية المسلمة للعمل مع غير المسلمين يدا بيد لمناهضة التمييز الديني واستئصاله ابتغاء وحدة المصريين وقوتهم، وليس مهما الآن أن نتفق على الرؤية السياسية المعاصرة في غير هذه القضية، ومن غير المفيد أن يحاول أي منا فرض رؤيته السياسية على الآخر، وعلينا أن ندرك أن التحرك من أجل المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المصريين هو جزء من حركة الشعب المصري من أجل التغيير في كافة المجالات.

فقد بدأ المصريون في التململ والتحرك وشهد المجتمع المصري في السنوات الأخيرة تحركات جماهيرية من فئات وقطاعات عديدة كالعمال والفلاحين والموظفين والقضاة والطلاب والنساء، وهناك اتجاه عام لتزايد الاحتجاجات بأنواعها، وقد شهدت السنوات الأخيرة طفرة في استخدام سلاحي الاعتصام والإضراب، لقد بدأ هذا الشعب الصابر الصامت في التململ والاستيقاظ من ثباته ورويدا رويدا تزايد الإدراك بأن الرهان على التغيير الشامل من أجل وطن تسوده قيم العدالة والحرية لن يتحقق إلا بقوى اجتماعية منظمة،

وهناك أعداد متزايدة من المواطنين تعلن رفضها لكافة أشكال التمييز ضد غير المسلمين باعتبارها أفعال ضد الدين وضد الوطن ولا يقبلها العقل السليم، وهناك إحساس متزايد بين الحريصين على مستقبل هذا البلد بأن مواجهة التمييز الديني تتطلب تضافر المصريين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم لاستئصال هذا المرض الخبيث من جسد الأمة.

وبقدر تصاعد الحركة الجماهيرية، وتزايد خضوع الدولة للمطالب الجماهيرية، وتزايد انخراط المصريين جنبا إلى جنب على اختلاف انتماءاتهم الدينية للدفاع عن مصالحهم الفئوية المشتركة ولمناهضة التمييز الديني فإن العنف والتمييز ضد الأقباط لن يستمر وهو في طريقه للانحسار، ولكن هذا لن يتم تلقائيا ولن يتم بين ليلة وضحاها، فلنبدأ خطوة الألف ميل ونتحرك يدا بيد من أجل مصر وبكل المصريين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -