الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسألة كركوك

محمد كليبي

2008 / 9 / 9
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


بعد مرور أكثر من خمسة أعوام على الغزو الدولي للعراق نتيجة الشبهة بامتلاكه لأسلحة الدمار الشامل والذي اتضح لاحقا - وباعتراف الولايات المتحدة شخصيا ! - أنها كانت معلومات خاطئة . الا أنه كما يقول المثل " رب ضارة نافعة " فقد كان ولا يزال الشعب العراقي هو المستفيد الأول والأخير , حتى لوكانت للولايات المتحدة والقوى الدولية الأخرى مصلحة ومصالح في العراق وفي المنطقة عموما . نعم لقد استفاد الشعي العراقي من ذلك الغزو بتحرره من النظام الكتاتوري الصدّامي السابق , ذالك المظام الذي كان قائما على المباديء والايدولوجيات البعثية القومجية العنصرية المعروفة , والتي ان انطبقت على أي مجتمع فانها لا تناسب المجتمع العراقي بأي حال من الأحوال لكون المجتمع العراقي مجتمعا متعد القوميات .
اذا فبعد مرور أكثر من خمسة أعوام على تحرر الشعب العراقي من النظام البعثي السابق , لا زال العراق يمر ببعض المتاعب والعقبات السياسية والأمنية الخطيرة والتي تهدد مستقبله ووحدته ان لم يتدارك العراقيون ذلك .
فعلى الرغم من تحقيق العراقيين لخطوات هامة ومتقدمة على صعيد بناء العراق الجديد , العراق الحر , العراق الديمقراطي التعددي , فلا تزال هنالك بعض العقبات السياسية والأمنية . ومن تلك العقبات السياسية التي تواجه الشعب العراقي والساسة العراقيون هي المسألة الكركوكية التي يتصارع على أحقيتها بالانتماء كلا من العرب والاكراد والتركمان .
ان هذه المسألة خطيرة جدا على المستقبل العراقي وعلى وحدته ان لن يوجد لها العراقيون الحل المناسب وبأسرع ما يمكن قبل أن يستفحل الامر وتتداعى الأمور نحو الأسوأ .
من المتعارف عليه دوليا وجود وسيلتين اثنتين لتقرير مصير مجتمع ما أو منطقة جغرافية ما , هاتين الوسيلتين هما :
أولا : الاستفتاء الشعبي لسكان المنطقة الجغرافية المعنية , كمل حدث في تيمور الشرقية مثلا , وكما هو المزمع حصوله في الصحراء المغربية .
ثانيا : اللجوء الى التاريخ والوثائق التاريخية التي تثبت انتماء ذلك المجتمع الانساني أو تلك المنطقة الجغرافية , كما حدث بين مصر واسرائيل بشأن منطقة سيناء , وكما حدث كذلك بين اليمن وأرتيريا بشأن مجموعة جزر حنيش في البحر الأحمر .
وأعتقد أن الوسيلة الثانية هي الوسيلة الانسب لحل المسألة الكركوكية لعدة أسباب منها أن منطقة كركوك تقع ضمن الدولة الواحدة بمعنى أنها ليست منطقة نزاعة الى الانفصال عن العراق الواحد , ومنها أن التركيبة السكانية لهذه المنطقة تركيبة متعددة , عربية وكردية وتركمانية , ومنها ادعاءات - قد تكون صحيحة - بأن النظام الدكتاتوري الصدامي السابق قد عمل على" تعريب " المنطقة من خلال نقل بعض السكان العرب اليها .
وبما أن مشكلة كركوك مشكلة مركبة , فهي مشكلة أرض ومشكلة سكان ومشكلة ثروات نفطية , فان الحل الانسب - في رأيي - يتمثل في :
أولا : بالنسبة لاشكالية الأرض والسكان , فالحل هو الحل التاريخي , بالعودة الى التاريخ والوثائق التاريخية التي تثبت انتماء هذه المنطقة الجغرافية , هل هو الى العرب أم الى الأكراد أم الى التركمان أم الى اكثر من طرف فتصبع عندها المنطقة منطقة ادارية مستقلة .
ثانيا : بالنسبة للموارد النفطية , فيتم الاتفاق بين العراقيين جميعا على تقاسم الثروة النفطية العراقية جميعها وعائداتها - بما فيها الثروات الكركوكية - بين الاقاليم العراقية وبحسب التعداد السكاني لكل اقليم .
ختاما : أعتقد ان أمام الشعب العراقي , وبفضل الأميركان والعالم الحر الذي خلصهم من الدكتاتورية الصدّاميّة السابقة , فرصة ذهبية لبناء عراق ديمقراطي متقدم , عراق يحترم الحريات وحقوق الانسان , عراق يحترم التعدد والاختلاف العرقي والديني والطائفي , عراق يعتمد الحكم العلماني الذي يقوم بدوره على ميدأ الموطنة المتساوية , ذلك المبدأ الذي لا مستقبل للعراق الجديد بدونه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة