الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للخروج من النفق

فهمي الكتوت

2008 / 9 / 9
القضية الفلسطينية


لم تؤخذ تصريحات الادارة الامريكية المتكررة حول حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية بجدية من قبل الشعوب العربية عامة ومن قبل الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص, »المعتدلون« وحدهم وفي مقدمتهم السلطة الفلسطينية عاشوا طيلة الاعوام الاخيرة من حياة بوش في البيت الابيض تحت هذا الوهم, حتى مع اكتشافهم الحقيقة المرة ما زال رهانهم على الموقف الامريكي لم يتغير, رغم المواقف الامريكية المعادية للشعب الفلسطيني, كان منسوب التكيف مع التنازلات المطلوبة من السلطة مرتفعا, الى ان وصل مسلسل التنازلات بحصر التسوية بمعازل تشكل اقل من نصف اراضي الضفة الغربية, ورغم رفض السلطة لهذه الصفقة الا انها ما زالت متمسكة بنفس النهج, فهي تسير بطريق مسدود لا خيارات امامها ما لم تعد النظر باستراتيجيتها الحالية, والاجراءات التي تمت على الارض كافة تشير الى عدم وجود حلول للقضية الفلسطينية في المنظور, مع ذلك تعيش القيادة الفلسطينية الدور على اكمل وجه وكأن حلا على الابواب, اقام المحتلون جدار العزل العنصري وابتلعوا معظم اراضي الضفة الغربية, والسلطة تتعامل بثقة مع المحتلين الصهاينة وكأن الخلافات المتبقية للوصول الى التسوية ثانوية.

حان الوقت »ان لم يكن متأخرا جدا« للاعتراف بفشل النهج السياسي للقيادة الفلسطينية الذي وضع القضية الفلسطينية في مأزق خطير, بدءا من - اوسلو وانتهاء بالمشهد الحالي - وهي تتحمل المسؤولية التاريخية لما آلت اليه الاوضاع, وهنا لا استثني السلطة في قطاع غزة, صحيح انها لا تشارك بالمفاوضات العبثية لكنها لم تتصرف بحكمة في مواجهة الازمات, وارتكبت خطأ تاريخيا في استيلائها على السلطة في القطاع وسددت ضربة قوية لوحدة الشعب الفلسطيني, وتواصل مواقفها المتعنته وتمسكها بالسلطة على حساب التوافق الفلسطيني - الفلسطيني ورفضها لاقامة حكومة وحدة وطنية, وقف الشعب الفلسطيني الى جانب حماس من اجل التمتع بحقها الدستوري والتمسك بالخيار الديمقراطي, على حماس ان تبرر ثقة الشعب الفلسطيني لها بالحفاظ على وحدته الجغرافية والوطنية, مثل ما هو مطلوب من السلطة في رام الله التخلي عن الرهان الامريكي - الاسرائيلي, مطلوب من حماس التخلي عن نهجها الانعزالي تجاه الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية للخروج من النفق المظلم ووضع استراتيجية وطنية على قاعدة الحوار الوطني بالاستناد الى وثيقة الاسرى واتفاق القاهرة وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية لاخراج القطاع الفلسطيني من عزلته وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني وتوحيد طاقاته, فالشعب الفلسطيني قادر على مواجهة المحتلين الصهاينة والتصدي لسياسة الغطرسة عندما تتوحد قيادته, وتنصب قدراته النضالية في مواجهة المحتلين الصهاينة.

الدول العربية وبشكل خاص دول الطوق تتحمل مسؤولية تاريخية وادبية وعليها واجب وطني بوضع ثقلها السياسي والاقتصادي للتأثير على موازين القوى, بهدف دفع المحتلين نحو الانسحاب من الاراضي العربية التي احتلت عام 67 ليس فقط لمساندة الشعب الفلسطيني بل ولدرء خطر التمدد الصهيوني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي