الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُش كُلَّنا جينا من آدم ؟؟

عبدالقادر محمد عبدالقادر

2008 / 9 / 9
حقوق الانسان


التمييز بين الناس بسبب العنصر ،أو اللون ،أو الجنس ،أو اللغة ،أو العقيدة الدينية ،أو الرأي السياسي ،أو الأصل العرقي أو الإثني أمر مرفوض تماما ، في المقام الأول من مبدأ وحس إنسانيين ؛ وفي المقام الثاني من مبدأ الالتزام بالدستور الوطني، والقوانين الدولية، ومبادئ حقوق الإنسان.. وقد أقر الدستور الانتقالي لجمهورية السودان لسنة 2005م ؛ عدم التمييز بين الناس لأي سببٍ كان.
أقول هذا وفي خاطري التمييز (الفاضح!) الذي تتسم به سياسات القبول للتعليم العالي عندنا(في السودان).فبخلاف التمييز ضد المرأة في سياسة القبول للتعليم العالي الذي ندينه نحن ؛ ولا تنكره الدولة !! ؛ نجد أن هناك تمييز(أكثر ظلامةً) يتم علي أساس العقيدة الدينية في أكثر من جامعة سودانية !! .. لانرفض - من حيث المبدأ - أن تكون هناك جامعة إسلامية ، أو جامعة للقرءان الكريم، إذا كانت في المقابل توجد جامعة مسيحية ، أو جامعة للكتاب المقدس.
لكن لا يستقيم من ناحية تكافؤ الفرص ، ومن مناظير ديمقراطية التعليم ،والحق في التعليم في وطن متعدد الديانات والأعراق والثقافات ويحتكم إلي دستور يؤمن بهذا التعدد ويعترف به أن تكون هناك جامعة للدراسات الإسلامية تقتطع ميزانيتها من مال الدولة(المتعددة الأديان)، أي من أموال المسلمين وغير المسلمين وتكون مكرسة للطلاب المسلمين فقط! ولا يوجد في المقابل جامعة تختص بعلوم الديانات الأخرى وتقبل الطلاب المنتمين لغير الديانة الإسلامية الذين أبعدتهم دياناتهم (فقط!) من المنافسة في فرص القبول واستبعدوا من دخول احد الجامعات في وطنهم !!
لا استطيع هضم فكرة التمييز والتفريق هكذا بين أبناء الوطن الواحد ومنعهم من التداخل الاجتماعي والتلاقح الثقافي وتمتين أواصر علاقاتهم والروابط فيما بينهم بسبب (معتقداتهم)، فالدين لله والوطن للجميع، وكل يتقرب إلي معبوده بالطريقة التي يرى أنها الأنسب والأصلح وفق معتقده.. لكن ليبقي في الوطن، وخدماته ، ومرافقه متسع للجميع دون ادني تمييز بسبب معتقد ، أو لون ، أو عرق ، أوجنس. حتماً حينما يصير الوطن ( وهيطاً) هكذا سيسعنا جميعاً باختلافاتنا وتنوعنا الثر، وسيعزز ذلك من فرص التعايش السلمي ، وتمتين النسيج الاجتماعي، ويدعم الثقة المتبادلة بين أبناء الوطن التي بلا أدني شك ستؤدي إلي الوحدة الوطنية المنشودة والقائمة علي أسس متينة.
انتبهوا يا وزارة التعاليم العالي السودانية ، ألعنوا التمييز الممقوت هذا، وأوقفوه.. وليكن الآتي أجمل من الذي مضي.. وليكن نداءنا لكم أن :
* يتم مراجعة سياسات القبول للتعليم العالي فوراً ودون أدني تأخير.
* تتم إلغاء سياسات القبول المبنية علي هذا الشكل من التجاوزات والتمييز علي أساس العقيدة، و/أو النوع.
* تقديم اعتذار رسمي من الوزارة لكل من فقد/فقدت فرصته في التعليم العالي بسبب هذه السياسات كنوع من إبراء جراح الماضي والتعويض المعنوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -حكم جديد بإعدام المرضى-.. خروج مستشفى النجار في غزة عن الخد


.. كل يوم-د. عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة -الأونروا-




.. الأمم المتحدة: عدم دخول المساعدات إلى قطاع غزة أمر كارثي أما


.. مصطفى زمزم رئيس جمعية صناع الخير: التحالف الوطني قيمة مضافة




.. موظفة بالأونروا توثق نزوح عائلات فلسطينية من رفح