الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدالة أحكام السلف الطالح

محيي هادي

2004 / 2 / 11
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


العراق بلد جميل و جماله لا ينبع من طبيعته فقط بل و من خصوصية سكانه، و خصوصيته هي الفسيفساء التي تشكلها قومياته و أديانها المتنوعة.
في بلد كالعراق، حيث تتعايش فيه قوميات مختلفة كبيرة و أقل كبرا و صغيرة و أكبر صغرا، و يتواجد فيه أناس ذوو ألوان مختلفة و أفكار و اتجاهات متباينة، يجب أن يوجد قاسم مشترك يجتمعون عليه.
-فالقانون واحد للكل.
-و الفرص تسنح لكل واحد.
-و كل فرد يمكنه الوصول الى كل مكان حسب  مؤهلاته و قابلياته.
إن العراق هو لجميع العراقيين الذين يريدون لهذا البلد السلام و الاستقرار و الطمأنينة و التقدم و إلاّ فلن يكون هناك مكان لأحد حتى و لا لأقدس القديسيين و لأعلم العالمين.
يجب أن يذهب الزمن الذي يعامل فيه العراقي حسب منطقة ولادته أو سكنه أو حسب دينه و مذهبه أو حسب لغته و لهجته. و يجب أن لا يعود ما كتبه الدكتور علي الوردي في تاريخه، و هو يتحدث عن الدولة العثمانية و ينقل عن  ميخائيل مشاقة: " كان المسيحي عرضة للإهانة و الذل أينما مرَّ و حلَّ، و كان المسلمُ يسيءُ معاملتَه لدرجة مفرطة حتى ألف الذل كما ألف مُذِّله إذلاله. فكان النصراني حيثما مرَّ و توجَّهَ يُنعَت بالكافر و يُشتم صليبه و يُحتقر و تُقلب عمامته و يُصفع و يُرفس الى غير ذلك من الإهانة……… و كان المسلم  إذا  مرَّ بمسيحي يقول له: اشمل، يريد بذلك أن يسير عن يساره فيفعل صاغرا……. و كان قانون الحكومة أن يحمل المسيحي كيسا يسمونه كيس الحاجة و ليس له أن يخرج من بيته بدونه و المقصود من هذا الكيس أن يضع من الأغراض و حوائج المسلمين ما يسخره هؤلاء بحمله من بقول و خضار و غيرها…..".
و على الرغم من أن الدكتور علي الوردي يقول أن  وصف ميخائيل مشاقة، لما كانوا يلاقونه المسيحيين، لا يخلو من المبالغة و التزويق إلا أنه يذكر أن هذه هي طبيعة البشر عندما يسيطر عليهم الجهل و التعصب، فيكون الإنسان ذئبا لأخيه الإنسان.
و لعلي الوردي الحق خاصة إذا ما رأينا اليوم ما يفعله الجهلة و سالكي طرق الظلم و الظلام،ممن يدعون الدين الاسلامي، و هم يلاحقون  يقتلون  المسيحيين العراقيين و يخربون مصادر أرزاقهم.
لقد ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد أنه: " قُدِّم الى أبي يوسف، قاضي قضاة الرشيد، مسلم قتل ذمِّيا، فأمر أن يُقاد به و وعدهم ليوم، و أمر بالقاتلِ فحُبـِس. فلمَّا كان في اليوم الذي وعدهم  حضر أولياء الذمي و جِئَ بالمسلم القاتل، فلما هَمَّ أبو يوسف أن يقول أقيدوه، رأى رُقعة قد سقطت، فتناولها صاحب الرقاع و خَنسها، فقال له أبو يوسف ما هذه التي خنستها؟ فدفعها اليه  فاذا فيها أبيات شِعرٍ قالها أبو المضرجي شاعر ببغداد:
يا قاتـل المسـلمَ بالكافـــرِ ……. جِرْت  و ما العادل كالجائرِ
يا مـن ببغــداد و أطرافـها……...مِن فقـهاء الناس أو شاعرِ
جارَ على الدين أبو يوســف ….…. إذ يقتل  المسلم بالكافــرِ
فاسترجعوا و ابكوا على دينكم … ……و اصطبروا فلأجر للصابرِ
فأمَرَ ابو يوسف بالقمطر فشد و ركب الى الرشيد فحدثه بالقصة و أقرأه الرقعة. فقال له الرشيد: اذهب فاحتل، فلما عاد أبو يوسف إلى داره و جاءه أولياء القتيل الذمي يطالبونه بالقود قال لهم : ائتوني بشاهدين عدلين أن صاحبكم كان يؤدي الجزية.
على مثل هذه الأحكام القرقوشية سار النظام الدموي البعثي و مثل نوع الحكم و "العدل" هذا يريد أتباع السلف الطالح تطبيقه على مجتمعنا.

محيي هادي-أسبانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممر رملي قد يدهشك وجوده.. شاهد كيف عبَر إماراتي من جزيرة إلى


.. حزب الله يعلن استهداف موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفر شو




.. لماذا تضخ الشركات مليارات على الذكاء الاصطناعي؟! | #الصباح


.. حكومة نتنياهو تستعد لتطبيق فكرة حكم العشائر خاصة في شمال غزة




.. هل يمكن للأجداد تربية الأحفاد؟ | #الصباح