الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والقوميه وفشل اليسار

هادي العلي

2008 / 9 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ليس الدين في التاريخ الإسلامي دين كنيسي أو بابوي و ما ادعى احد بان الله قد منح بابا مكة حق توزيع الأرض والثروة فالدين الإسلامي لم يكن مؤسسه أو سلطة وإنما كان قد استخدم أداة للاضطهاد من قبل مؤسسات و سلطه الدولة ألناشئه , والتي اتسعت سريعا جدا , فما ينبغي توجيه النقد إليه هي السلطة و فقهاء السلطة وتأويلاتهم وتفسيراتهم النصوص الدينية ومواقف الرموز الدينية بالقدر الذي يخدم هيمنة الطبقات المتنفذه , فبذات الوقت كان الدين على الجانب المقابل للسلطة أداة أيضا للنضال ضد التسلط والظلم ... فلم تكن فتاوى رجال الدين يوما مقتصرة على السلطة , ولم يكن الدين هو سبب للقمع والغزوات وإنما كان يستخدم غطاء أحيانا وأداة حقيقية أخلاقيه وثقافيه أحيان أخرى, استجابت بواسطتها الطبقات الفقيرة المضطهدة في البلدان المفتوحة من استعباد حاكميها في مرحلة كانت اقرب إلى العبودية , فوجدت في الدين وسيلة لتحررها وخلاصها رغم دخول الفاتحين كملاك جدد للأرض أو متصرفين فيها , وبقيت ألدوله متمتعة بالتحرر من سلطة الفقهاء لكنها مقيدة بسلطة النص والشرعة الديني و التراثي لمرحلة انتقال المجتمع من القبلية إلى الدولة, ولم يجري أي تطوير في هذا السياق رغم محاولات الاتجاهات العقلانية ,لقد نشأت الأساطير والخرافات والمشعوذات والدجل نتيجة ... الأقاويل المزعومة والملفقة في السلطة و المعارضة. وهذا ما كان ينبغي مواجهته ونقده من قبل التيارات اليسارية وليس باتخاذ موقف رافض للدين فالدين يحمل من طبيعة الإنسان ككائن مدرك يتمتع بالعقل والخيال المجرد....فهو بحاجة إلى الدين في فهم القوة المطلقة المهيمنة على الوجود الباعثة إلى التقية وبالتالي القيم والمثل والفضيلة , فمن منطلق الإيمان بالله كصفة جوهريه في الأديان التوحيدية على الأقل واحترام تلك النزعة الإنسانية كان ينبغي توجيه النقد إلى كل ما يتناقض مع مصلحة الجماهير الكادحة بغطاء الدين ..إن اليسار بشتى تياراته لا زال يجامل تلك الأطروحات الفقهية والمعتقدات الخرافية التي تستخدم حاجة الإنسان إلى الدين في خدمة مصالح طفيليه طبقيه واستعماريه متخلفة, أن إفلاس الأحزاب اليسارية والشيوعية العربية جاء نتيجة ليس لموقفها الملتبس من الدين وإنما الناكر للنزعة التي يوحي بها الإيمان رغم أن الإيمان ظاهرة موضوعية , وبذات الوقت لموقفها المجامل والمساوم للتخلف التشريعي الفقهي و التخلف ألمعتقدي ولا زالت هي كذلك في المشرق العربي والإسلامي خصوصا وان الحركات اللبرالية هي أشجع منها في هذا المضمار...( إن توجيه النقد إلى الأحزاب الشيوعية والأحزاب القومية العربية وتحميلها فشل المشروع النهضوي العربي أمر صحيح و عادل في أساسه..) وليس عملية انعكاس تجارب أخرى ,ولم يكن ربط سياسات تلك الأحزاب بالسياسات التي تقتضيها مرحلة التطور الداخلية في بلدان الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي والموازنات الدولية لها مبررا بصوره دائمة فهو بصفته الدائمة كان حالة سلبية , وخطرة منذ البداية , فالتضامن شيء والربط شيء آخر, أما مسالة الفشل وانهيار التجربة الاشتراكية للأحزاب الشيوعية فهي ليست مؤامرة على الإطلاق أنها نتيجة حتمية لاستمرار حالة الطوارئ التي انتهجتها الثورة الروسية في المراحل الأولى لها وان الخروشفيه هي استمرار وتثنيه على هذا النهج فلو افترضنا مثلا إن مجلس السوفيت الأعلى فيه عدد من الأحزاب الشيوعية المختلفه لما حصل ما حصل من انحراف وبروز طبقة بيروقراطيه وفساد , وان هذا الموضوع يحتاج إلى بحث مستقل .. أما بخصوص القومية. فان دولة وأمة نشأت في هذا العالم ذات ثقافة إسلاميه ولغة عربيه وتاريخ معروف من التعايشات والصراعات بين قبائلها , وتطور سيا ق تاريخي في صراع بين الطبقات من جانب آخر, مع استمرار واقع جغرافي معروف رغم تداخلها مع دول وأمم تعايشت وتصارعت بينها ومعها .... إن دولة وأمة نشأت هكذا ثم انتهت إلى زوال ألدوله مع بقاء ألامه في الثقافة واللغة تحتفظ بقدر كبير من التاريخ ماثل لحد ألان في انسانها ومصير مشترك ومستقبل ينتظرها لا زال ماثل أيضا لا يمكن أن نعتبر حركتها المنعكسة في السياسة هي حركة البرجوازية الصاعدة أو مفهوم و مقولة البرجوازية الصاعدة خصوصا في ظرف عالمي تسود فيه أمم وقوميات ذات نشأة رأسماليه وامبرياليه تمعن في اضطهادها ونهبها وحرمانها...فالأممية ليست عدمية قوميه ثم إن العدمية القومية ليست مقياس مزدوج يقاس على العرب ولا يقاس على غيرهم ..إن مثل هذه النظرة تعني إهمال الشيوعيين لمسالة حيوية في التطور الاجتماعي, هي الشعور القومي فضلا عن إهمال المسالة الدينية ، وهو ما تسبب فعلا في انهيار مشروعهم الاشتراكي على الصعيدين القومي والعالمي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب