الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتاب و جيل ما بعد البيريسترويكا - ماذا يقرأ الروس ؟

منذر بدر حلوم

2004 / 2 / 11
الادب والفن


     ماذا يقرأ الروس اليوم؟  بوشكين , أم ليرمونتوف, أم بلوك, أم يسينين, أم تشيخوف ,أم ديستويفسكي, أم تولستوي ,أم بونين,أم شولوخوف, أم تورغينيف , أم كتّابا نكاد لا نعرف عنهم شيئا في عالمنا العربي الكبير ؟ أم أنهم يقرؤون روايات بوليسية و غرامية يقتلون بها وقت العجز الثقيل ؟
    للإجابة عن هذا السؤال كانت لي جملة لقاءات مع فلاديمير درابكين رئيس تحريرمجلة أعمال الكتاب ( كنيجني بيزنيس) الشهرية التي تصدر في موسكو , و مع سفيتلانا بيرييفا مسؤولة العلاقات الاجتماعية في ( بيبليوغلوبوس) أحد أكبر متاجر الكتب في موسكو , ومع بعض العاملين في ( بيت الكتاب الموسكوفي) المؤسسة الحكومية العملاقة لبيع الكتب ,ومع لوبوف باسخينا المديرة التجارية في ( بيت الكتاب ) في بطرسبورغ , و كذلك مع معاونتها الفيرا قبلانوفا , ثم رائيسا كودريافتسيفا المتخصصة بتزويد المؤسسة بالإصدارات الجديدة . وحصلت منهم على بيانات كتابية و معلومات شفهية تلقي بعض الضوء على حركة الكتاب ليس فقط في المدينتين الكبريين , إنما في روسيا عموما . ذلك أنه يوجد في موسكو وحدها حوالي ستين بالمائة من دور النشر الروسية, وهي تصدر ما يصل إلى ثمانين بالمائة من إجمالي كتب روسيا , أما بطرسبورغ فتصدر حوالي عشرة بالمائة فقط , و العشرة بالمائة المتبقية تتوزع على باقي المدن الروسية .
    كانت تجارة الكتب من أول القطاعات التي دخلت السوق بعد البيريسترويكا . فقد فتحت إدارة النشر الحكومية الباب أمام تسعير حر للكتاب . ولم يكن ذلك يشمل دور النشر الحكومية التي كانت لا تزال تصدر الكتب وفقا للتسعيرة القديمة , وتبيع إنتاجها دفعة واحدة , مقابل أرباح 10% ل ( جمعيات النشر ) الخاصة , التي هي في الواقع مجرد مؤسسات وسيطة تعيد بيع الكتب بأسعار مضاعفة , وفقا لقانون العرض والطلب , فيرتفع سعر الكتاب بين 10 و20 ضعفا.  لكن فترة الحصاد تلك لم تطل كثيرا, فبعد أن جنى تجار الكتب ثروات طائلة من تجارتهم السوداء , سمح للدور الحكومية بتسعير حر للكتب التي تصدرها و تتداولها .
    كان عام 1991 عام ازدهار تجارة الكتب في روسيا . لم يكن هناك الكثير من الناشرين , إنما كان هناك الكثير من تجار الكتب الذين يطلبون طباعة المزيد منها . كما إن هذا العام هو عام تأسيس دور النشر الخاصة الكبيرة . ففي بداية التسعينيات كان يطبع سنويا ما يصل إلى خمسين ألف عنوان بعدد نسخ إجمالي يبلغ ملياردا ونصف  . لكن ذلك لم يستمر طويلا , فقد دخلت تجارة الكتب بين عامي 1993و1994 أزمة حقيقية أدت إلى إفلاس العديد من دور النشر . و مع هذه الأزمة بدأ عدد العناوين وعدد النسخ الإجمالي بالانخفاض , وقد استمر ذلك حتى صدور قانون الطباعة(1995) الذي عمل به في النصف الثاني من1996 , ثم تلته إجراءات أعادت العافية إلى حركة الكتاب , و كان أهمها  الإعفاء من ضريبة القيمة المضافة (20%) وتخفيض ضريبة الأرباح إلى ربع النسبة التي تفرض على المنتجات الأخرى . بيد أن الكتاب , على الرغم من ذلك  كله , بقي عاجزا عن بلوغ أرقام 1991 الذهبية . فمع أن عدد العناوين التي طبعت عام 2000 وصل إلى خمس وخمسين ألفا إلاّ أن عدد النسخ الإجمالي لم يتجاوز النصف مليار نسخة . علما بأن رأس المال المتحرك في هذا القطاع تراوح في العامين الأخيرين بين ثمانمائة مليون و مليار دولارا أمريكيا.
     صدر عام 1991 قانون يلزم بالحصول على موافقة لممارسة مهنة النشر , وقد سجلت آنذاك أكثر من سبع عشرة ألف دار نشر في روسيا . ولما كانت الرخصة تمنح لمدة خمس سنوات فإن الكثير من تلك الدور لم يجدد رخصته . أما الدور التي تعمل فعليا الآن , بما في ذلك من أصدر عنوانا واحدا عام 2000 ,فلا يتجاوز عددها الأربعة آلاف دار نشر . علما بأن الكثيرين ممن حققوا أرباح كبيرة في مرحلة الأسعار الانتقالية لم يوظفوا أموالهم في تطوير صناعة الكتاب في روسيا , بل انتقلوا إلى قطاعات أخرى , بحثا عن صيد آخر في مخلفات الإمبراطورية المنهارة.أما عدد الدور النشطة التي تصدر بين خمسة عشر و عشرين عنوانا في العام فلا يتجاوز الخمسمائة دار نشر . بيد أن هذا الرقم يخفي تفاوتا كبيرا جدا , إذ أن هناك مؤسسات نشر كبيرة  ينضوي تحت الواحدة منها مئات عدة من دور النشر , مثل مجموعة  ACT التي يعمل تحت اسمها حوالي خمسمائة دار نشر, و تصدر في العام الواحد ما يصل إلى سبعة آلاف عنوان , بعدد نسخ إجمالي يبلغ حوالي مائة مليون نسخة  , و مجموعة إيكسمو بريس  التي تشغل المرتبة الثانية, ثم بروسفيشينيه المتخصصة بالكتب المدرسية , ثم دروفا التي تصدر,بصورة خاصة , كتب الأطفال .. وصولا إلى أولما بريس  التي تتعاون مع دار نيفا في بطرسبورغ و يصدران معا حوالي ألف وخمسمائة عنوان في العام . و للمقارنة نذكر عدد دور النشر الرسمية  في العهد السوفيتي فهو لم يكن يتجاوز مائتين و خمسين دارا , بقي منها إلى الآن ما يفوق المائة بقليل .
    أماما يتعلق بمؤسسات بيع الكتب , فهناك في موسكو عدد كبير منها,من أهمها(بيبليوغلوبوس) و( مولودايا غفارديا) و ( تورغوفي دوم موسكفا) و ( موسكوفسكي دوم كنيغي) الذي يتبعه ثلاثون متجرا لبيع الكتب , وسوق الكتاب في(المدينة الأولمبية ) و( بيت الكتاب التقني) , و( بيت الكتاب الطبي)..الخ. و لإعطاء فكرة عن حركة اقتناء الكتب في روسيا نورد بعضا من الأمثلة:
   يزور متجر بيبليوغلوبوس , الذي يعرض بين خمسة وأربعين و خمسين ألف عنوان ,في اليوم الواحد ما يتراوح بين تسعة آلاف و عشرين ألف زائر , و يخرج هؤلاء بما متوسطه خمسة وعشرون ألف كتاب . كما يزور بيت الكتاب الموسكوفي ما يصل إلى خمسة عشر ألف زائر في اليوم , و يندر أن يخرج أحدهم دون كتاب واحد على الأقل . أما سوق المدينة الأولمبية الذي يعمل يوميا من التاسعة صباحا حتى الثانية ظهرا , وهو بمثابة سوق الجملة الرئيس في موسكو ,فيزوره في اليوم الواحد عدد يتراوح بين اثني عشر و ثمانية عشر ألفا من الراغبين بالشراء , الكثير منهم يخرج بأعداد كبيرة من الكتب . لا تبتعد كثيرا عن هذه الصورة حركة الكتاب  في صالات( بيت الكتاب) في بطرسبورغ  إذ يصل عدد زائري صالاته الأربع في اليوم إلى ما  يتراوح بين عشرة آلاف و خمسة عشر ألف زائرا , يشترون ما بين اثني عشر و خمسة عشر ألف كتابا .    
    لكل كتاب قرّاؤه . الأموات وحدهم لا يقرؤون . هكذا يقولون في روسيا . لذلك ما أن تسألهم عن الكتب الرائجة حتى يكون الجواب : إنها جميع أنواع الكتب , لكن هذا الكلام العام يخفي تفاصيل لا تقل أهمية عن الأرقام الكبيرة إن لم تبزها , فثمة عناصر جديدة دخلت الحياة الروسية و أثّرت في فعل الكتابة و القراءة  سنبحث عنها في بعض ظواهر سوق الكتاب , وللأسف فإن لغة الظواهر , على أهميتها ,غالبا ما تغفل ما قبل الباحثين . الروايات البوليسية تحقق الآن, مثلا, أرقام مبيعات عالية جدا .هذا لا يعني أن الأدب البوليسي جديد على القارئ الروسي,  فكاتب مثل ليونوف اشتهر به منذ الأربعينيات, و دانييل كاريتسكي اشتهرت أعماله في السبعينيات , و كذلك الأخوان فاينر في نهاية السبعينيات , ثم كير بوليتشوف في الثمانينيات , و مثلهم إدوارد خروتسكي و سيرغي أوستينوف و الكسندر بيليايف و فريدريك نيزنانسكي  و إدوارد توبل و سوفوروف ..الخ. فإذن , ما هو الجديد ؟ قد يكون الجديد هو تحقق معادل واقعي للأدب البوليسي , مما جعل الناس يقبلون عليه لقراءة تفاصيل حياتهم التي لا وقت لديهم للتفكير بها أو تأملها , الأمر الذي تتيحه الرواية .  أما الجديد الآخر الذي يمكن توصيفه بكلمات فهو بروز أسماء روسية نسائية , راحت تحتل مركز الصدارة في هذا الجنس الأدبي. فالكساندرا مارينينا التي بدأت كتابة الروايات البوليسية عام خمسة وتسعين  حصدت عام سبعة وتسعين لقب كاتبة العام , وكذلك الكاتبة بولينا داشكوفا  التي فاق ما بيع من رواياتها عشرة ملايين نسخة . أما بين الرجال فيشغل بوريس أكونين – كاتب العام ألفين     (الاسم الحقيقي غريغوري تشخارتشفيلي ) مركزا هاما في هذا الجنس . و الملفت أن النساء يقبلن على قراءة الروايات البوليسية أكثر من الرجال , كما يقبل المسنون على قراءة روايات الجنس والغرام أكثر من الشباب . أما الأعمال السائدة من هذا الصنف الأخير في روسيا فمعظمها مترجم عن لغات أخرى . و بين الأسماء المشهورة الكثير من الأسماء المستعارة لكتاب أجانب و روس يخجلهم وضع أسمائهم الحقيقية عليها .
    ثمة سمة هامة تكاد تسم الكثير من كتابات ما بعد البيريسترويكا على اختلاف أجناسها , وهي أن الكتابات كفّت تقريبا عن أن تحمل فلسفة خاصة بكاتبها أو موقفا من الحياة العامة, و صارت أسيرة للسوق ومتطلباته. فالذين حلموا بالتحرر من هيمنة الأيديولوجيا الشيوعية انضووا , عن طيب خاطر أو دون شعور منهم , تحت جناح أيديولوجيا السوق , فصاروا بذلك منفعلين بالحياة العامة بدلا من أن يكونوا فاعلين فيها, فراح الأدب يلهث لتشكيل صور كلامية عن واقع ثراؤه و تنوعه صعبا المنال. ولولا بعض المفردات الخاصة بكل كاتب لصعب التفريق بين أعمال الكثير من كتّاب السوق المعاصرين . كما خلق زمن ما بعد البيريسترويكا نمطا جديدا من الكتب لم يكن معروفا في روسيا من قبل وهو الكتاب الموجّه إلى مقعدي السوق- وكدت أقول ربات المنازل لولا معرفتي بأن الرجال يشغلون هذه الوظيفة اليوم أكثر من النساء- الذين ينتج لهم اليوم الكثير من كتب التسلية التي تقودهم شيئا فشيئا إلى أن يصبحوا مقعدي عقل . المشكلة ليست في كتب التسلية التي تجدها في مختلف البلدان , إنما المشكلة في أن تتحول التسلية إلى فعل ثم إلى هدف ثم إلى مغزى حياة , وفي أن يتحول الكتاب , حتى الذي كان جادا منه إلى حين قريب , سواء من قبل مؤلفه تحت إغراء أرقام المبيعات , أو من قبل قارئه تحت إغراءات كسل العقل , إلى مجرد مادة تسليه . و ثمة مشكلة أخرى ناجمة عن تفكير الناشرين بإعادة اهتمام القارئ بالكتاب عن طريق جعله وسيلة للتسلية و تمضية الوقت , ناسين أن القارئ المتسلي قد لا يكون قارئا غدا لتعدد وسائل التسلية و تفوّق معظمها على الكتاب في هذا الحقل . فحتى الكتاب الإلكتروني يفترض , مسبقا , وجود القارئ الذي يجلس أمام الكومبيوتر ليس للعب الورق أو تقليب صفحات الجنس إنما لقراءة كتاب أو البحث عن معلومة موجودة فيه أو في غيره من مصادر المعلومات . لا تقلق هذه المشكلة الناشرين وحدهم في روسيا , بل تقلق المؤسسات التربوية التي ترى تراجعا ملحوظا في تربية قراء جدد على مرتكزات الأدب و الثقافة , الأمر الذي كانت تقوم به الأسرة بالتضافر مع المدرسة , فكفت الأسرة عن فعل ذلك تقريبا, تحت ضغط انشغال أربابها بالبحث عن اللقمة , تاركة الأمر للمدرسة التي تعاني الإهمال و الفقر في الكثير من الحالات .بل يمكن القول إنه لولا المدرسة و البرامج التعليمية فيها لنسي ما يسمّى بالأدب الروسي الكلاسيكي إلى أمد طويل .  
    فيما تم عرضه جانب مظلم من التحولات التي طالت الكتاب  و القارئ في روسيا ما بعد البيريسترويكا . لكن ثمة جانب آخر لا بد من التوقف عنده , وهو أن كتبا كثيرة لم يكن القارئ الروسي ليحلم برؤيتها صارت متاحة أمامه الآن , وأن أفكارا كثيرة كان سيخنقها تعسف السلطات أتاحت التحولات طرحها في سوق الأفكار . فثمة مئات من كتب الفلسفة التي كانت توصف بالرجعية أو العدائية معروضة أمام من لم يهجروا الفلسفة بعد ,  و كثير غيرها في مواضيع شتى ما زالت تهم الكثيرين . ميزة أخرى تسجل و لكن ليس لما سمي بالتحولات الديمقراطية , إنما للشعب الروسي و هي تمّسكه بصداقته مع الكتاب و إقباله على القراءة في مختلف الظروف . فإلى جانب اختفاء الكثير من نجوم الأمس من قائمة قرّاء اليوم  كجنكيز أيتماتوف و فاسيلي بيكوف و فيكتور أستافييف و فالنتين راسبوتين الذين تكاد لا تجد لهم أثرا في سوق الكتاب الروسي اليوم , و غوركي و ماياكوفسكي اللذين قل الإقبال عليهما بدرجة كبيرة  , إلى جانب ذلك ازداد الإقبال على قراءة دوستويفسكي و بولغاكوف و نابوكوف , وبقي بوشكين أمير شعراء روسيا سيدا في الكثير من البيوت الروسية . و الملفت أن الكثير من الشباب يقرؤون الشعر خاصة في بطرسبورغ , فتجد في أيدي الكثيرين منهم أشعار أخماتوفا و تسفسيتايفا ...أما لماذا في بطرسبورغ  فربما لأنها المدينة التي لم تغرها مساحيق التغيير بعد . نعود لنقول( لكن ) فثمة أسماء لامعة اليوم تكاد تحشر أولئك الكبار في ظلام المكتبات مثل كتّاب الروايات البوليسية :  بوريس أكونين ( من أعماله :عشيق الموت , عشيقة الموت , التتويج , عزازيل , المستشار الجامد , مهمات خاصة , الجامبيت التركي..) و فيكتور بيليفين ( آمون رع , الجيل ب , شاباييف و الفراغ , حياة الحشرات..) و الكساندرا مارينينا ( فصيح , ريكفين ..) و بولينا داشكوفا(خطوات الجنون الخفيفة , المشتل , هيروئيم , الشقراء..) و القاصّة تاتيانا تولستايا حفيدة اليكسي تولستوي ( يوم : خاصّة , ليل ..) و نيك بيروموف كاتب الفانتازيا الشهير( دائرة الظلام , حارس السيوف , وحدة الساحر ..) و كثيرون غيرهم من كتّاب الأدب ممن لا يتسع المجال لاستعراض أسمائهم .
    و بعد , يتساءل المرء : أليس هناك سوى الروايات البوليسية و روايات الخيال العلمي و بعض الأدب الساخر ( من مثل أعمال يوري بولياكوف ) و القليل من القصص القصيرة  ؟ أهذا كل ما في الحياة الأدبية الروسية اليوم ؟ قد لا يكون هذا كل شيء , لكن قد يكون ذا دلالة أن لا تجد اليوم من الأسماء الروسية من ينافس ماركيز و كونديرا و هيسه  و بافيتش و غيرهم على رفوف محلات بيع الكتب . فالرواية التي تستوعب الهزة الكبيرة التي طالت الإنسان الروسي و تعالجها فنيا وفلسفيا, دون أن تنفعل بها أو تغرق فيها , لم تولد بعد , وربما يمضي وقت طويل قبل أن تجد من يكتب عن هذا الزمن الروسي كمثل ما كتبه ليف تولستوي في ( الحرب و السلام ) , أو شولوخوف في ( الدون الهادئ ) , أو أن تجد من  يضع بين يديك تفاصيل الروح الروسية بعيدا عن تشويش التاريخ ,كما فعل دوستويفسكي في ( الأخوة كارامازوف ) .       








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?