الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتل سوزان تميم : ماهو الباعث علي الجريمة ؟!!

محمود الزهيري

2008 / 9 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


كان قرار النائب العام المصري من منع النشر في قضية سوزان تميم المطربة اللبنانية له أثر في الحد من العديد من التكهنات التي لاكتها الألسنة المعادية للنظام المصري ورجاله في كافة الأجهزة الأمنية , مما حدا بالعديد إلي البحث في نظرية الخراب الإجتماعي اللاحق بالمجتمع المصري , والمضيع لمفهوم الدولة المصرية والحاصرلها في النظام المصري فقط .
قد تسفر الأيام القادمة عن ملابسات خطيرة تظهرها التحقيقات في قضية مقتل سوزان تميم في دبي بطريقة وحشية إجرامية بدت من ملامحها الظاهرية أن القتل بسبب الغيرة والتشفي من القتيلة , ولكن لأن الجناية بدأت خيوطها في لندن ودبي ولن تنتهي في القاهرة , بعقدها بطريقة يصعب علي الرأي العام حل تلك الخيوط أو فك طلاسمها ومعرفة أسرارها , خاصة وأن مدينة دبي مدينة المال والتجارة والإقتصاد وتختلط فيها المصالح المتنازعة حيث السياسة والإقتصاد والمصالح تربطهم علاقة جدلية رائدها البحث عن المكسب وتجنب أسباب الخسارة ولو كان الجنس أحد أهم أسباب اللعبة المحققة لذلك .
وفي القاهرة تم الإنتهاء من التحقيق مع محسن السكري وهشام طلعت مصطفي وتم إعلانهما بأمر الإحالة لمحكمة الجنايات للمحاكمة في جناية مقتل سوزان تميم .
ومن المتداول أن هشام طلعت مصطفي عضو مجلس الشوري , ورئيس لجنة الإسكان بمجلس الشوري , وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم , أنه قام بإنفاق مايقرب من ستة ملايين دولار علي سوزان تميم ومليوني دولار علي مقتلها , , وهل هذا المبلغ الذي يقترب من ثلاثون مليوناً من الجنيهات المصرية يتم دفعه لسوزان تميم من أجل الزواج منها مقابل تطليقها من زوجها فقط , أم أن دفع هذا المبلغ كان من ورائه فضائح تخص غسيل الأموال والعمليات القذرة خاصة وأن هذا الشخص له إسم كبير في سوق العقارات وله صلات وثيقة الصلة بشخصية سيادية بجانب صلات القرابة , خاصة وأن المتهم بالقتل بالتحريض محسن السكري كما توصلت التحقيقات أنه تحصل علي مبلغ 2 مليون دولار مقابل التخلص من سوزان تميم بالقتل .
والذي تخفيه الوقائع وتجعله مخيفاً ومرعباً هو التساؤل الذي يتوجب أن يظل دائراً في الأذهان عن حقيقة دور سوزان تميم في تجارة العقارات , أو تجارة السلاح , أو العمليات القذرة وغسيل الأموال , لأن التساؤل محاط برصيد المبالغ التي أنفقت عليها , وكذلك المبالغ التي أنفقت علي قتلها , والتي تقترب من 40 مليون جنيه مصري .
الوضع المصري في حقيقة الأمر أصبح مرعب بعد سيطرة رجال السلطة المتحالفين مع رجال المال والإقتصاد من أهل الثروة , والتي أصبحت في دلالة الصورة أنهم محتمين بالأجهزة الأمنية المنوط بها في حقيقة الأمر حماية المجتمع المصري وحماية الدولة المصرية داخلياً وخارجياً , مما يبعث علي توار صور اليأس والإحباط من أي أمل للتغيير علي المدي القريب .
وتأتي إنتكاسة بعض الأحكام القضائية التي أزعجت ضمير المأزومين من المصريين ليتربص الخوف بهم من إفلات العديد من المجرمين من الجرائم المرتكبة ضد المجتمع المصري .
الأمر الذي يجعل القضية متشابكة الأطراف ويصعب التحلل منها بأي صيغة من الصيغ التي تقنع الرأي العام سواء في دبي أو في القاهرة أو البلدان ذات المصالح المشتركة والصلات الإقتصادية الوثيقة بينهم , والأمر الذي من الممكن أن يتم التقول به للدفاع عن المتهم الرئيسي في الجناية هذه , هو أن القاتل مدفوع من جانب منافسين للمتهم المصري بالتحريض علي قتل سوزان تميم , أو أن يتم إنتحار المتهم دفعاً لشبهة تورط المحرض بالقتل , حيال تجنب أزمة سياسية طاحنة في مصر تخص مستقبل العديد من المسائل المؤجل طرحها , والتي يتشارك فيها جهات مصرية وأخري سيادية دولية , خاصة وأن موطن الجريمة مدينة دبي .
ولكن هشام طلعت مصطفي والذي أصبح صاحب الشخصية الإقتصادية الكبيرة والتي ظهرت فجأة في سوق العقارات من دون سابق إنذار يؤكد أو يدلل علي مصدر تلك الثروة الهائلة التي هيأت لها أن تكون لها دور بارز في سوق العقارات وعن مصدر تلك الثروة , حيث كنا دائماً نسمع عن شركة المقاولون العرب عثمان أحمد عثمان وشركاه , وكيف بدأ عثمان نشاطه حتي أصبح له باع طويل في المقاولات , وكنا نسمع عن شركة أطلس للمقاولات , وشركة شمس , وشركة حسن علام , إلا أن العديد من التساؤلات المطروحة تتبدي في الأفق لمعرفة مصدر هذه الثروات للعديد من الأثرياء المصريين الذين ظهروا فجأة ليس لخدمة الإقتصاد المصري والمجتمع المصري , وإنما للتخديم علي مصالح أناس محددين غير ظاهرين علي السطح , وإن بدت شخوص صورهم عفاريت , تتبدي ملامحها حين حدوث أزمة من الأزمات وتكون الأزمة أو المشكلة وكأنها هي التي تقوم بتحميض عفاريت الصور .
والذي يبدو كالعفريت في المجتمع لايمكن أن يأمن أحد من شره أو يؤتمن من وجوده العفاريتي !!
وهذا ماتبدي من ظهور مستثمرين لمحاولات بيع مطار إمبابة , وفندق سان استيفانو , وجامعة الإسكندرية , وحريق مبني مجلس الشوري , وأرض الضبعة , وقضية الفياجرا الشهيرة , وقضية أكياس الدم الملوثة , وأزمة الحديد , ومقتل المستشار محمد عزت العشماوي علي ماتردد بنوع من أنواع السم الخطير, وتوعد أسرته بالقصاص من القتلة , والعديد من الأزمات التي تهدد أمن المواطن المصري المطحون , والذي يتسائل عن مصادر ثروات حيتان الوطن .
وهذه القضية ستجعل الرأي العام يتسائل عن حقيقة مقتل سعاد حسني , وذكري , خاصة وأن هذه الجرائم إختلط فيها الجنس بالسياسة بالإقتصاد , ويشتم منها روائح أمنية كريهة , بدوافع قد تؤثر علي المستقبل السياسي لمصر وتدفعه أكثر فأكثر للإقتراب من دوائر مهلكة .
والسؤال المطروح إذاً ..
إذا كانت قضية مقتل سوزان تميم قد كلفت القاتل مايزيد عن أربعين مليون جنيه مصري , فهناك أمر أجدر بالتساؤل والإجابة أجدر منه , وأفظع !!
لماذا قُتِلَت سوزان تميم ؟!!
وما هو الدافع أو الباعث علي قتل سوزان تميم , وماهي القراءات الأخري بخلاف القراءات الرسمية التي قدمتها الأجهزة الأمنية وسلطات التحقيق الجنائي والقضائي ؟
أعتقد أن الإجابة تتعلق بمصير الديمقراطية والحرية وبمستقبل مصر السياسي , وبمستقبل جرائم القتل والإعتقال والإختفاء القسري .
الإجابة مطروحة لمن يهمه أمر الوطن ومن قبله أمر الإنسان ؟!!
محمود الزهيري











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناريوهات خروج بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024


.. ولادة مبكرة تؤدي إلى عواقب مدمرة.. كيف انتهت رحلة هذه الأم ب




.. الضفة الغربية.. إسرائيل تصادر مزيدا من الأراضي | #رادار


.. دولة الإمارات تستمر في إيصال المساعدات لقطاع غزة بالرغم من ا




.. بعد -قسوة- بايدن على نتنياهو حول الصفقة المنتظرة.. هل انتهت