الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسباب ظهور الخلايا الارهابية

علي حسين الخزاعي

2008 / 9 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


لاشك في اهمية الوقوف عند الاسباب الحقيقية لظهور الخلايا الارهابية الجديدة بين فينة واخرى , خاصة ونحن نلحظ التطورات الايجابية على الصعيد الامني ولو بشكل محسوس ولكن متواضع , وما يلمسه شعبنا من تطورات على هذا الصعيد وارتياحه الى جانب مخاوفه من عدم الاستقرار التام والكامل .
فالقوى السياسية العاملة والفاعلة على الساحة السياسية العراقية لازالت بعيدة جدا عن نبض الشارع التواق للسلام الدائم والامان المستمر , بسبب تفضيل المصالح الحزبية الضيقة وعدم الاستعداد لتفعيل المصالحة الوطنية على اسس علمية صحيحة تضع مصالح الشعب ومستقبل الوطن في المقام الاول .
لذلك فان المخاوف مشروعة وسط الجماهير العراقية , بأعتبار ان تفعيل المصالحة ليس وفق دعوات القوى السياسة المخلصة فحسب , بل اصبح مطلب شعبي حقيقي باعتباره المفتاح الاول للوصول الى معالجات حقيقية للفوضى السياسية التي تعم الوطن .
أن هشاشة الوضع الامني يؤثر بشكل كبير على مسار الحياة اليومية وعلى دور السلطة التنفيذية لأتخاذ الاجراءات الكفيلة لتحقيق البرنامج الحكومي على الاصعدة المختلفة , هذا يؤدي بنا للقول أن عدم توفير المستلزمات الضرورية لتنفيذ حزمة من الاجراءات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية يؤدي بالضرورة الى خلق مساحات واسعة , تلعب فيها القوى الارهابية دورها في التخريب السياسي والاقتصادي والامني , حيث ظهرت على بعض الفضائيات العربية وهي تفخر ببثها تسجيل صوتي لعزة الدوري وهو يقول ( أنهم القوة المؤثرة والاساسية للمقاومة ) في الوقت الذي نحن على يقين ان ذلك لم يكن سوى أعلام خبيث ارادوا منه خلق صورة للجماهير العراقية والعربية بانهم على ارض الواقع وهذا خلاف للحقيقة ومبالغ فيه , ورغم ذلك لابد من الانتباه الى ان تلك الظروف التي خلفت عدم الثقة بين القوى السياسية يمكن ان تساعد قوى ارهابية ومعادية على النشاط والتحرك بشكل اكبر وهذا لاينفي تواجد العديد من البعثيين الذين احتموا في صفوف البعض من القوى السياسية العاملة سواء في اجهزة الدولة التشريعية او التنفيذية .
لكن المؤسف ان الكثير من المعنيين يضعون اطنان من القطن في آذانهم وعدسات سوداء مضادة للرصاص على أعينهم , فلا يسمعون ولاينبسون , في نفس الوقت أصابتهم عمى الالوان حيث باتوا لم يروا غير مصالحهم الحزبية الضيقة .
أن الحقيقة التي لابد من الارتكاز عليها في التحليل والمعالجدات هي تكمن في العودة الى الهوية الوطنية والحوار البناء الاخوي الذي سوف يقطع الطريق على ظهور مثل تلك المنظمات الارهابية والدميات الانتحارية وكواتم الصوت الرهيب الى جانب استقرار الامن عن طريق تنفيذ تلك الحزمة السياسية , الاقتصادية , المعاشية , الخدمية والامنية والتي تقضي على المجاميع الارهابية وهي في المهد والجديد المطروح اليوم أمثال ( خلايا المصطفى وفتيان الشباب ) والتي ظهرت في الآونة الاخيرة في بعقوبة .
فالاسباب الحقيقية لظهور مثل تلك الخلايا والمنظمات الارهابية تكمن وبأختصار :
1 – عدم تفعيل المصالحة الوطنية .
2 – انعدام الثقة بية القوى السياسية وبينها وبين الشعب .
3 – عدم انجاز الاجراءات الخدمية والمعاشية بشكل متوازي الى جانب الاجراءات العسكرية والامنية وبشكل متواصل .
4 – الخلافات الحادة والابتعاد عن مبدأ التوافق الوطني في معالجة القضايا الخلافية .
5 – عدم الألتزام ببنود الدستور والعمل وفقا على المصالح الحزبية الضيقة وعدم الاعتراف بالغير ومحاولة اقصاءه او تهميشه .
6 – تعشعش العناصر الهامشية والمضرة بالقوى السياسية نفسها التي تحتضنها اكثر من مضرتها بالعملية السياسية .
7 – التواصل في الاعتماد على الاساليب القديمة في العمل الاعلامي والثقافي ومحاولة تشويه المعالم الانسانية للديمقراطية الحقيقية واساءة التصرف بحجة الحريات العامة .
8 – عدم التخلص الكامل من الميليشيات والانكى من كل ذلك زج الكثير منهم في الدوائر العسكرية والامنية وظهور مظاهر واعراض مشاركاتهم المشينة للمعنيين في الاساءة الى تلك الاجهزة .
9 – العمل البطيء في محاربة الفساد المالي والاداري وظهور مظاهر الرشوى في التعيينات على اساس المحسوبية والمنسوبية والانتماء القومي او الطائفي المذهبي , وصعوبة الحصول على تعيين في دوائر الدولة من دون دفع رشاوي بمئات الدولارات .
10- الاهمال الكبير لمصالح الطبقة العاملة بل الاصرار على عدم ألغاء تلك القوانين الجائرة بحقهم وفي المقدمة القرار / 150 الصادر في / 1987 والقرار / 8750 الصادر في / 2005 .
11 – عدم تأهيل المعامل والمؤسسات الحكومية والاهلية في محاولة للقضاء على البطالة المتفشية بل محاولة بعض الوزارات واجهزة الدولة لجلب مليون عامل مصري وكأن عمال العراق يعيشون بحبوحة الحياة ونعاني من أزمة ايدي عاملة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة