الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لذاذة

صباح محسن جاسم

2008 / 9 / 11
الادب والفن



في غيهبٍ مدْلهمّ بالغبار
تتوارى الشمسُ خجلة ً
يتوارثُ الفجرُ الرماد
تغزو الأفقَ
سُحُبٌ فجاجٌ
تسفّ ُ الجباه
ما سرّ ُ ذلك الجنيّ
معتكفا
داخل مصباح ؟
يخرجُ بأمر
ويعود به
إلى مَ يبقى
عبدا لحراك ؟
- في دعك زنزانته
مآلٌ للشفاء - !

ما بال من كبا
يخشى الضياء؟
عبدُ الظلمةِ
من دونه
تركضُ الدروبُ / عاصفُ الريح ِ
والبقاع
نسوة ٌ وصغار
شيوخٌ متزنرين
بمشالح من جلد الذئاب
وعصيّ غلاظ
تضجّ ُ بالسواعد
الأفاقُ
تتفصّدُ الجباه
الكلُ في سباق!

من الجنوب ابتداء
ونجوم ظاعنة في السماء
فيما تعزفُ الجنادبُ
صريرَ الغفلةِ
والخسة
تُعرّى الأشجارُ
تَجْردّ ُ الحقولُ
وأي اغتصاب!
أسرابُ الجراد
تمورُ من كل صوبٍ
تقرضُ الحياة
فيما البعضُ يبكي
حلاله المُضاع


في الجوار صخبٌ
دخانٌ ولهبٌ
تزاحمٌ لفتيةٍ يتلمظون
ينغزون النارَ بالسّفودِ
تحفّ ُ الظلالُ
رؤوسَ السنان
تنبجسُ وجوه ٌ
أبنوس / نحاس
بفوهات
تلببُ طمعا بمكسرات!

ما بال الأصفر ِ النطاط
يعتلي الحرباءَ
مرتعدة ٌ فرائصُه
إن جابَ قرانا
ودياننا والسداد
يلوذ بظل خؤون
قاطورٌ جبان *
أية حربٍ ضروس ٍ
لمن استمرأ المهانة َ
فخان؟
ذلك مسعى البغاة
تلك خاتمة الوهم
إن اُضطر الغيارى
ما من خَيار ،
كلما كثف الجرادُ من ظلهِ
وتعرّت الحقولُ من غلالها
تشتدّ ُ السواعدُ
فتضمّخُ الأنوفُ
بفساد البيض ِ
وتسوحُ مهتوكة ً
في الدروب والزقاق
رائحة ُ الشِواء **

* قاطور alligator : تمساح أميركا

** في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي كانت ترد على العراق موجات كبيرة من جراد كبير الحجم صحراوي اللون يهدد المزارع والحقول ، يسمى بالجراد النجدي. فيهب أهالي القرى والبوادي في حملات كبيرة لأصطياده .. تُسجرُ النيران فيشوى بأكداس ويسلق القسم الآخر بالآلاف ، يجفف ثم يخزن ليؤكل بطعم البيض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل