الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الحب ....طريق النسيان

ياسين المغربي

2008 / 9 / 12
الادب والفن


كثيرا ما كنت مجبرا على ان اختار ...وكثيرا ماقرنت الاختيارات لدي بصنوف الخيانات ..
وهاأنذا اتساقط اليوم كالصباغ على الجدران ..بلا ضجة .....على الاريكة البالية ...بدون انقطاع ...
وحينها لا املك الا ان اسمع حفيف ثوبك السندسي المشع في ضلمة هده الليلة ...وقتها اخال نفسي كالنهر الموسمي ....باني لم اكن ...بأني كنت ...وباني زمانا لم اتدفق ...كرفيف الاجنحة المطوية بطريقة المناديل ...متارجحا بين النسائم الصيفية ...تتجمع ذكراك أبدا ...كما يتجمع الاطفال المشتاقون الى الحكايات حول جداتهم ...
كان بودي ان اقارن بينكما ...ونحن على ظهر قارب صيد مسافر الى الامام ....ان اقارن بينك وبين الحكايات الجميلة ...ونحن معا .....
انغمرت في المقارنات, لم يتبق لي سوى هذا ....
كان بودي ان اقول لك ....معك معك على الطريق ...

حبور هادئ يشملني عند كل مرة اجد نفسي هاويا نحو السفح ...قديما كنت اهوى ان اتسلق الى عينيك... اليك ...
انا ....سامضي وانت... ستعودين ادراجك ..مرددة تلك الاغنية البجعية ....امام القمر المتلالأ ..انا لست اريد القمر ولست اهواه....انا احب المدينة ....واريدها ...هكذا صامدة في وحدتها ...في حبها ...في مجدها ...بعمالها ...احبها ....وما غير هذا الحب يقنعني بوجودي ....
...
.
......لاطاقة لي اليوم بالتعابير المسنة ....المنسية والعابرة .....بل تشدني اليها شبابيك الحارات الطيبة ..هكذا سابقى وفيا لها ...منغمرا في دندنة المشي .....لا التحليق ...

. اراقب الستارة النيلية والمطر عبر النافذة ....واعد النجوم ...اتدارك نومي بملاءة بيضاء ....واصادف الارق كثيرااااا..
..
كنت استعد للحزن دوما ....حتى وانا في اقصى ذروات السعادة ...كنت جدارا صلبا .....عنيدا .....لكني كنت ايلا للسقوط ...احتاج يوما ما ......كما المدينة القديمة الى الترميم ...
انت سيدتي كذلك... كان عليك الحذر ...فقد كنت شمسا ....وذات مساء جاء الغروب ....اتدكر قولك دات يوم

_انت تعرف كيف تحيا من انطفاءك _

من خلف الغبار من خلف الشقوق ....اهرع مجددا الى الاطفال ....من خلف الاغاني العابرة...يشتد فرحي عند عتمة المساء ....في الطريق الى البيت ...اتذكر الكلبة الشرسة ....من جديد علب مغازلتها لامر بسلام ....هي حتى لاتخشاني عندما ارفع حجرا في وجهها ...تعرف ان الاحجار مقيدة وأن الكلاب فقط من تمرح بحرية في هذا الزمن السعيد...
بات علي ان اقتلك في سطر او سطرين .....ان الاحقك في جملة او جملتين ...وسط امواج حروفي تتهادين ...خلف الاغصان الصاعدة ...تضحكين ايضا ...الاشجار تزدحم بالضلال ....وأنا المساء المشبع بالرطوبة ...اسمع وقع خطواتي ......وخطواتي فقط
الذي بيننا..... حب بالغ الاناقة....
كثيرا مافتح عيني على الخلوات البائسة , على الاثير القاري ...عند الربيع المستوحش ...كان علي قبل ان اغادرك ان اهديك ....زجاجة من نبيذ فرنسا ...او حزمة من البرسيم المعذب ...او زهرة قرنفل تحملها يتيمة بجديلتين مشمستين..
بت مترددا ان اهديك نبض قلبي ....وقد فعلت ...هو مركب من الوفاء ....وفاء خصب ...مغدقا عليك بعطاياه ...فعلت دلك كثيرا ولاجدوى من ان اكرره
واليوم بت محاربا متخنا بالجراح ...عصفة من كرم الريح ....هدني الصداع....اهرع الى اقراص الاسبرين ...اطهو فنجانين للقهوة ....احتسي واحدا ....ةادع الاخر على النافذة ليبرد ..متسائلا

لمن الفنجان الاخر ياترى ......

اعنيك انت التي تجيدين وضع الفواصل بين جملك .....من صنوف الابتسامات ....

تعبت من كل الملاحقات حتى تلك التي تجري فقط من خيالاتي ...كان بودي ايضا ومن جديد ان احزم حقائبي وأسافر ...ضالا الى الاوجهة ....حيت بلاد المطر ....حيث الغيوم وحيث لا تشرق ايضا ....

الى ميناء امستردام ....اوفينسيا ..الى باريس ....الى غابات بوليفيا ....على ابواب روما ...
وصولا الى الريف ....الى جبال الاطلس ...

قمة العالم ...
اعرف ان زوايا الضلال فيك تتلوى ندما ....بعدما اكون قد غادرت لاجل الغضب ....لاجل الحب .....لاجل الماضي ....ولاجل الاعتراف المجاني ....هل تسمعين ....ساصيح دات يوم ....
.......انا غادرت طريق الحب ....الى طريق النسيان...

ياسين المغربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا


.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم




.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب