الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاملات امراة............ كاتم صوت

سُلاف رشيد

2008 / 9 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


حقا أرتجف عندما أسمع كلمة كاتم صوت ، أشعر بأن هناك من يضع وسادة على فمي ويخنقني ، كي يكتم أنفاسي ،وربما هذا الخوف جاء من كثرة القصص التي سمعتها في طفولتي وصباي ، وهي تحكي عن كيفية القتل في كتمان الصوت .
هذه الأيام تكررت هذه المفردة كثيرا ً ، استشهد البعض بكاتم صوت ، وهذا بالطبع يختلف عن الوسادة ، لأنه مسدس من عيار يختلف عن عيار الوسادة ، فالوسادة تقتضي أن يجلس عليها من يريد كتم صوت الآخر ، والمسدس لا يفعل شيئا لمن يريد كتم صوته سوى الضغط على الزناد ، فتنطلق الرصاصات تباعا كي تستقر برأس من يريدون كتم صوته . دون أن يـُسمع لها صوتا ، ودون أن يـُسمع صوت من يراد كتم صوته .
لقد كثر أستعمال كاتم الصوت، في كتم الأصوات هذه الأيام، ونحن نقترب من الذكرى السابعة ، لمجزرة الحادي عشر من سبتمبر، رغم أن ضحايا هذه المجزرة ، لم يقتلوا بكاتم صوت ، ولكنهم قتلوا بكاتم صوت سياسي ،وهذا الكاتم أخطر أنواع الكواتم ، لأنه ليس يــُخرس صوت الضحية فقط ، بل يـُخرس شاهدها ، وحين ذاك تضيع الدلائل والشهادات ، بضياع صوت الشاهد .
وهذا بالفعل ما يجري في وطننا اليوم ، كاتم الصوت يفعل فعله في ضحاياه وشهود الضحايا ، وهو بالطبع ليس بعيدا ً عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، فها هو فعله يتصاعد مع ذكراها السابعة ، وقد خيم بظلاله على نفوس العراقيين ،رغم الإدعاء بتحسن الوضع الأمني .
كاتم الصوت هذا ، أخطر من أية جريمة تـُرتكب ، لأنه لا يترك فسحة من الحرية للشهود ، لأنهم سيكونون من ضحاياه القادمين ، مادام هو في حضرة إسكات الأصوات ، وإخماد همهماتها ، وهذه مهمته التي ستعم في العراق القادم ، مادام ليس هناك من ْ يستطيع كبح جموح ، من ْ الذي يريد للعراق هذه الحالة ؟؟
خلاصة القول : هل قـُتل أخي برصاص مسدس كاتم صوت ؟؟؟
أتمنى أن لا يكون ذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل