الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاغتيالات ، من يقف وراءها ؟!

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2008 / 9 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


ظاهرة الاغتيالات التي تشهدها الساحة السياسية العراقية هذه الايام بنشاط واضح منذ اغتيال مستشار وزارة الثقافة الشهيد كامل شياع بكاتم صوت استحدث مؤخراً في تلك العمليات ، فقد تعرض لاحقاً كل من احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي ووزير الهجرة عبد الصمد سلطان لمحاولات اغتيال عبر زرع عبوات ناسفة لمواكبهم ونجوا منها ، ويوم امس كان آخر الذين تعرض للاغتيال هو الشاعر جواد الحطاب مدير مكتب قناة العربية في بغداد وفي الدقائق الاخيرة نجا الحطاب باعجوبة ! وتفيد المعلومات الاستخبارية بأن بصمات تلك الاغتيالات محصورة بين طرفين الاول هو تنظيم القاعدة الارهابي الذي مازال يتبع نفس اسلوبه القديم في القتل والتفجيرات من خلال السيارات المفخخة واتخاذه اسلوباً جديداً في العمليات الانتحارية التي تنفذ من قبل النساء باحزمة ناسفة بعد اغراءهن ! اما الطرف الثاني فغير ستراتيجية اغتيالاته بابتكاره الجديد لكاتم الصوت واكدت تلك المعلومات ان الكاتم عليه بصمات ايرانية ، كما وان الاستخبارات تحتفظ بمعلومات مؤكدة عن الجهات التي تقف وراء تصاعد عمليات الاغتيال داخل العاصمة بغداد ومدن أخرى ! وتفيد المعلومات ان مسؤولين عراقيون يشكون من النفوذ الايراني المستفحل في اجهزة وزارة الداخلية والذي يقف وراء هذه الاغتيالات التي تتم احياناً بواسطة سيارات وزارة الداخلية البعيدة عن الشبهة !

وتؤكد التقارير الاستخبارية بان ثمة مجاميع من الميليشيات قد تدربت في الآونة الاخيرة داخل ايران على استخدام مسدسات كاتمة للصوت ضمن خطة مرسومة لتصفية بعض الشخصيات التي تتمتع بحراسات مشددة ، وقد عادت هذه المجاميع بعد الانتهاء من تدريباتها بمهمات لتنفيذها في مدن بغداد والبصرة والنجف الامر الذي ادى الى بروز ظاهرة استخدام كاتم الصوت في بعض عمليات الاغتيال ، ولعل الاسلوب الجديد المستخدم من قبل ارهابيي القاعدة والميليشيات المرتبطة بايران جاء نتيجة للانتصارات الكبيرة التي حققتها مجالس الصحوات في مدن الانبار وديالى وكانت تلك المجالس قد لحقت هزيمة كبيرة بتنظيم القاعدة وقتلت الكثير من عناصره بعد ان عجزت الحكومة العراقية وقوات الاحتلال من تحقيق النصر على هذا التنظيم الارهابي والذي تسبب بقتل الآلاف من العراقيين جراء عملياته الارهابية التي لا تميز بين العراقيين !

ومن المعروف ان ايران تدعم الميليشيات الشيعية من جهة وتدعم تنظيم القاعدة من جهة ثانية وهذا ما اكدته السنوات الماضية باكداس الاسلحة الايرانية الصنع وثمة اعترافات لارهابيين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني والذي يشرف على تدريبات العديد من الميليشيات لتنفيذ هجماتها داخل العراق وهناك الكثير من التقارير العراقية والامريكية التي فضحت التدخل الايراني الصارخ وبشكل علني سيما وان سكوت النظام الايراني على كل الاتهامات اليومية التي توجه له هو ما يؤكد تدخلها في الشأن العراقي المستمر داخل البرلمان والحكومة والوزارات من خلال الاحزاب الدينية والتي باتت ظاهرة تلك الاحزاب تورق المجتمع برمته بسبب السياسات المتخلفة التي تنتهجها في تمرير الكثير من القرارات الرامية لتقسيم العراق !

ومع تزايد عمليات الاغتيال في الاونة الاخيرة تقف الحكومة العراقية عاجزة عن اي فعل يجنبها والشعب هذه الاغتيالات التي تركز فيما يبدو على السياسيين الذين يشغلون مناصباً داخل حكومة المالكي المخترقة من قبل الايرانيين بطريقة مفضوحة ، وان ستراتيجية الاغتيالات الجديدة سوف تطال الكثير من السياسيين والاعلاميين والمثقفين ورجال الدين المتصدين ويقفون حجر عثرة امام المخططات الايرانية التي تريد عودة العراق الى ما قبل عصر النهضة خاصة وانهم يمسكون بزمام الامور ليس داخل الحكومة والبرلمان فحسب انما يفرضون سيطرة تامة على مدن النجف وكربلاء والبصرة بمساعدة ميليشيات بدر والمجلس الاعلى ، ولم تتعض الحكومة ولا البرلمان من السنوات الماضية من الجرائم الكثيرة التي ارتكبتها ايران بحق العراق وشعبه ، فما زال الحبل على غاربه بالنسبة للمخابرات الايرانية المختبأة في الاجهزة الامنية العراقية والتي تقف وراء عمليات الاغتيال بكاتم الصوت وثمة عمليات اخرى!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهدنة التكتيكية.. خلافات بين القيادة السياسية والعسكرية


.. دولة الإمارات تنفذ عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية على غ




.. تشييع قائد عسكري إسرائيلي درزي قتل في عملية رفح


.. مقتل 11 عسكريا في معارك في شمال قطاع غزة 8 منهم في تفجير است




.. بايدن بمناسبة عيد الأضحى: المدنيون الأبرياء في غزة يعانون وي