الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرلمان والكوليرا

علي الانباري

2008 / 9 / 13
كتابات ساخرة


`ذهب البرلمانيون في عطلة كي يستريحوا من عناء المشاغل الوطنية التي سهروا الليالي من اجل حلها
فالمواطن في عرف هؤلاء هو الراسمال الاغلى ولا يمكن التفريط به ابدا وهو فوق المصالح الشخصية
والرواتب المغرية التي يقال انها تدفع بالدولار.
وبعد ان انتهت استراحة المحارب عاد هؤلاء البرلمانيون المنتخبون الى ممارسة اعمالهم ببال صاف
بعد ان قضى اغلبهم اجازته خارج القطر متمتعا بالطقس الجميل والنظافة وارتياد اجمل الاماكن واحلاها
ولكن ما يقض مضاجعهم ويكدر صغو احلامهم هو حال ناخبيهم الذين يعانون الويل والثبور من امور شتى
منها انقطاع الكهرباء والماء والوقود اضافة الى الوضع الامني الذي ترك نسبة عالية من الناخبين يعيشون
في خيام مهلهلة تعصف فيها الرياح ولا يكاد اكثرهم يجد قوت يومه الا بشق الانفس.
وصادف ان برز امر لم يكن بالحسبان لهؤلاء الا وهو انتشارمرض الكوليرا القاتل في بعض اماكن العراق
ولا سيما محافظة بابل التي حاول المسؤولون فيها انكار ما يجري ملقين باللوم على مروجي الدعايات المغرضة
لاسباب انتخابية او وشايات يحوكها الارهابيون وازلام النظام السابق.
ما ان انعقدت الجلسة الاولى للبرلمان بعد اجازته المباركة حتى وقف الحاضرون دقيقة استذكارا لارواح من
استشهدوا على مذبح الكوليرا الغادرة ويقال ان اكثر الحاضرين قد اغرقواغ في البكاء والنحيب اسفا على ارواح
الضحايا بل يروى ان رهطا من اصحاب القلوب الرقيقة من اعضاء البرلمان تبرعوا بنصف رواتبهم من اجل
توفير الماء الصالح للشرب لابناء المدن المنكوبة بعد ان عجزت وزارة البلدياتع عن توفير الماء لهم.
اليس هؤلاء الاعضاء منتخبين ومن حق ناخبيهم عليهم ان يحسوا بان هنالك من يرعاهم والا ما فائدة تحمل
المشاق والذهاب الى صناديق الاقتراع رغم المخاطر التي تطال الجميع.
شكرا لاعضاء البرلمان- العراقي- على ما قدموه من اهتمام منقطع النظير لناخبيهم وشكرا لزياراتهم المكوكية
الى المناطق المنكوبة وسؤالهم عن احوال المرضى ومؤاساة عوائل شهداء الكوليرا وتقديم الدعم لهم.
وعلى من يشككون باخلاص هؤلاء واهتمامهم البالغ بماسي الوطن ان يراجعوا حساباتهم.
ونطالب - نحن المنتخبين او المنتحبين- البرلمان الرشيد بعد ان كان اهتمامه الاول هو القضاء على مرض الكوليرا
اللعين ان يشدوا احزمتهمالمفتولة ويقضوا على ازمة الكهرباء التي لا تقل ضراوة عن الكوليرا وربما تكون هي احد
اسبابها فالماء الصالح للشرب يحتاج الى مضخات تعمل بالكهرباء والكهرباء اشبه بحمى المتنبي الذي يقول
وزائرتي كان بها حياء.............. فليس تزور الا في الظلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح


.. سهرة لبنانية بامتياز في كازينو لبنان مع النجم سعد رمضان والف




.. العربية ويكند | ترمب يغادر المسرح وحيدا بعد مناظرة بايدن..