الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


راى فى الاتفاقية العراقية الامريكية

عبدالله مشختى

2008 / 9 / 13
السياسة والعلاقات الدولية


سبق وان ادليت برأيى فى الاتفاقية التى من المزمع ان يعقد ويوقع بين العراق وامريكا وساضيف ملاحظات وقراءات اخرى على هذا الموضوع الذى امسى الحديث الحاضر فى الاعلام وفى كل بيت وشارع عراقى .ان الوضع الذى عاشه ويعيشه العراق منذ سقوط الصنم فى عام 2003 وحتى الان هو وضع لا يحسد عليه مما ارتكبته القوى الظلامية من الارهابيين المدعومين من اكثر من جهة لتخريب وتدمير العراق الجديد لما بعد الدكتاتورية المقيتة . اضافة لما يعانيه العراق من تدخلات على مختلف الاصعدة من قبل دول الجوار ودول اخرى من غير الجوار وكلها تصب فى خانة اضعاف العراق من جميع النواحى ، ونظرا لكون القوات المحتلة المتمثلة بقوات المتعددة الجنسيات وخاصة الامريكية لابد لها ان تترك العراق عاجلا او اجلا فانها فى هذه الحالة ستترك عراقا ضعيفا تواجه العديد من التحديات واطماع دول الجوار التى لن ولا تتردد فى التدخل والانقضاض على المكاسب التى تحققت فيها بعد زوال الدكتاتورية ومن اهمها النظام الديمقراطى الاتحادى التعددى والدستورى والبرلمانى فلا بد لهذا من قوة قادرة على الردع ان تقف مع العراق لتساعدها فى الوقوف على ارجلها وتحقق القوة التى تمكنها من الرد على هذه التدخلات والاطماع لفترة زمنية محددة الى ان تصبح قادرة للمحافظة على ارضها وحدودها وسيادتها وتكمل قدراتها العسكرية والامنية تصبح الحاجة انية وملحة لاقامة هذه الاتفاقية وخاصة مع امريكا القوة الرئيسية التى توجه العالم عسكريا واقتصاديا وعلميا وتكنولوجيا ، كى يتمكن العراق الاستفادة من هذه الطاقات والامكانيات التى تمتلكها الولايات المتحدة الامريكية . لكن هذه الاتفاقية التى لازالت تتواصل مفاوضاتها بين الوفدين العراقى والامريكى جابهتها عقبات كثيرة قد تم اذلال بعضها ولكن لا زالت نقاطها الرئيسية عالقة ، لان اية اتفاقية من هذا النوع يجب ان تحافظ على سيادة العراق برا وبحرا وجوا وتصون كرامة الدولة العراقية وان يتعامل الطرفان على مبدأ اتفاق دولتين مستقلتين فى قضايا مشتركة تهم مصلحة الطرفين المتعاقدين . من غير الممكن ان تعقد اتفاقية تتضمن امتيازات خاصة لاحد الطرفين على حساب الطرف الاخر ، اضافة الى ان الاتفاقية يجب ان تتضمن مواعيد محددة لاجلاء القوات المحتلة عن العراق لان اهمال هذه النقطة قد تسبب بمشاكل مستقبلية للعراق واصرار الجانب الامريكى بان تكون قواته متمتعة بالحصانة خلال تواجده فى ارض العراق غير ممكن قبوله من الشعب العراقى واعتقد بان الحكومة العراقية ايضا لن تقبل بهكذا شرط او بند فى الاتفاقية ، نعم ان بقاء هذه القوات فى العراق هى لحماية العراق من اى اعتداء مستقبلى قد تتعرض له لكن هذا لايبرر تمتع هذه القوات وافرادها بالحصانة من القانون العراقى او ان تكون يدها طليقة فى العراق تتحرك متى او اين ما شاءت وحسب مصلحتها ومزاجياتها وان تكون مخولة فى القيام بحملات اعتقالات متى ما رأت ذلك بدون موافقة من الجانب الحكومى العراقى ، اى ان تكون اتفاقية متعادلة بين الطرفين وان تتضمن الاتفاقية بندا خاصا بحق اى من الطرفين ان ينهى الاتفاقية متى ما رأت ان اسبابها استوفيت او تجديدها بين فترة واخرى ، ان اتفاقية من هذا النوع نظرا لاهميتها لابد من اخذ رأى الشعب العراقى ايضا عدا مجلس النواب فى حالة اقرارها والتصويت عليها فى عملية استفتاء يطرح على العراقيين لابداء ارائهم فى قبول او رفض الاتفاقية المذكورة . وعلى الشعب ان يطلع على مضمون الاتفاقية من جميع جوانبها لانها هى المعنية بالامر وتأتى لمصلحتهم .
ان هذه الاتفاقية تثير القلق لدى عدة دول فى المنطقة وخاصة ايران وسوريا لانها ستحرم هذه الدول من التغلغل والتدخل فى شؤون العراق الداخلية وهذا غير مرض لهم اضافة لخوفهم من وجود قوات امريكية بالقرب من حدودهم الدولية مما تثير القلق والمخاوف لديهم من امكانية تمكن امريكا من التأثير على انظمة حكوماتهم بمساعدة ودعم المناهضين لتلك الانظمة . وفى الحالة هذه على الجانب العراقى ان يكون حذرا من هذه الحالة بتجنب التوقيع على اية اتفاقية امنية تعنى او يشم منها رائحة الاعداد او استغلال ارض العراق للاساءة الى اية دولة جارة او اقليمية .وارى بان هذه الاتفاقية مهمة للعراق فى المرحلة الحالية للاستفادة من الخبرات الامريكية العلمية والتكنولوجية والاقتصادية . لان هذا العصر ليس كالعصور السالفة كون اية اتفاقية مع دولة امريكا هى عمالة لامريكا الرأسمالية والامبريالية كما كانت تتردد سابقا فى اوساط الحركات السياسية فى مناطق الشرق الاوسط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر