الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقيفة بني ساعدة والمنطقة الخضراء

سالار الناصري

2008 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


قد يعترض البعض ويقول ما لنا والحديث عن السقيفة ،ألم نشبعها بحثا وخصومات وتأثيرات ما تزل تؤرق واقعنا المعاصر ؟ ألم تفتت وجودنا وتشرذم ديننا ودنيانا؟ وربما يكون محقا في ذلك لكننا اليوم نحاول أن نستفيد من دروس التاريخ ونفهم عبره ،حتى لا يعيد التاريخ نفسه ونكون في دوامة تدور بنا في محطات من الجراح التي لا تندمل...
سقيفة بني ساعدة هي أشهر سقيفة في التاريخ حيث اجتمع فيها المهاجرون والأنصار بعد وفاة النبي محمد تاركين جثمانه المقدس تولول عليه زوجاته التسعة وبني عمومته من بني هاشم ،وهم محقون في ذلك لان المحاصصات لا تتحمل التأخير بل تستدعي التنازع من اجلها وعدم تفويت اللحظة.
لذا فان الإسلاميين لم يتوانوا لحظة واحدة في الدخول الى مجلس الحكم وتقسيم الكعكة ،والدعوة لا الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة بل الى نشر ثقافة المحاصصة بجميع أنواعها الجرثومية محاصصات عرقية دينية قومية شيعية سنية وكل فريق يقتدي بشعار الصحابة الكرام رضي الله عنهم نحن الأمراء وانتم الوزراء ،بل لقد فاق أعضاء البرلمان العراقي السلف الصالح حينما اجتهدوا فأفتوا بشرعية سياسة ( شيلني واشيلك وغض الطرف عني وغض الطرف عنك )ومثلما نهب بيت مال المسلمين في ذلك الوقت نهبت واردات النفط العراقي وإذا كان عبد الرحمن بن عوف والزبير رضي الله عنهم قد خلفا وراؤهما ذهبا يكسر بالفؤوس كما تقول مصادر التاريخ الإسلامي ترى كم سيخلف وراؤهم أمراء السقيفة في المنطقة الخضراء ؟بالطبع نحن نتسائل فقط لأننا مصابين بمرض الفضول وإلا فان المال مال الله كما يقول معاوية قدس الله سره والعجيب إن وزير المالية الشيعي جدا يترك أسلوب علي بن ابي طالب في توزيع المال ويتجه الى أسلوب معاوية الذي يقول فان شاء الله أعطيتكم وإذا لم يشأ لن أقوم بصرف رواتب العاملين لدى الدولة العراقية المحروسة.
لقد خلفت لنا سياسة المحاصصة في السقيفة فتن وحروب لم يبرأ منها المسلمون الى اليوم وخلال الخمسة أعوام المنصرمة من نشوء حلبة سقيفة المنطقة الخضراء شاهدنا فتن وصراعات في العراق راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء لكننا لم نصل بعد الى الثورة على عثمان وذبحه هو والقران الذي جمعه ،ترى نحن في زمن أي خليفة من الرؤساء الراشدين ،هل نحن في حروب الردة أو خطة فرض القانون ؟ترى هل ستحين الفتوحات خصوصا وان هناك نشاط من الإسلاميين السنة لإرجاع رجال الغزوات في الجيش العراقي السابق ونشاط من الإسلاميين الشيعة لشراء أسلحة هجومية متطورة ؟ ولا ادري هل سيمد الله في عمرنا لنرى أسواق الجواري من جديد في بغداد؟
والعجيب ان التاريخ يعيد نفسه بصورة دقيقة جدا فالبعثيون تسللوا الى مناصب الدولة والجيش من جديد كما فعل بني أمية بعد السقيفة ، ولا ادري هل سيقف عزت الدوري على قبر عبد العزيز الحكيم ويقول رحمك الله يا أبا عمار قاتلتنا على أمر صار لنا كما وقف أبو سفيان قدس الله سره على قبر حمزة بن عبد المطلب وقال رحمك الله يا أبا عمارة قاتلتنا على أمر صار لنا !!
وكما تلاحظون فالفرق بين أبا عمار وأبا عمارة هي التاء الساكنة وأملنا أن لا تبقى ساكنة حتى لا نعيد مصائبنا من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا


.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت




.. تقرير: إيران تطمح لإضافة السودان إلى قائمة الدول الأربع التي


.. السعادة قرار وهذا هو الدليل!| #الصباح




.. هل بدأت عملية رفح؟.. هذا ما نعرفه حتى الآن