الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسكين مثال الآلوسي لم يتعض !

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2008 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لم يتعض عضو البرلمان العراقي السيد مثال الآلوسي من زيارته الاولى قبل اعوام قليلة الى الدولة العبرية اسرائيل اثناء الاحتقان الطائفي والحرب الاهلية التي انشغل بها الشعب العراقي للسنوات الماضية فقد اردفها بزيارة جديدة يوم امس والقى محاضرة غير قيمة امام مؤتمر نظمه معهد السياسات ضد الارهاب التابع لاكاديمية هرتسليا الاسرائيلية ! داعياً فيها لاقامة علاقات دبلوماسية ما بين العراق واسرائيل ! وقد ذكرت الصحف الاسرائيلية ان الآلوسي مثال هاجم النظام الايراني ودعا لبذل كافة الجهود الدولية ضد ايران والتي وصفها بمركز المصائب في المنطقة وان الشعب العراقي لا يؤيد نظام طهران كما اكد على تعاون عراقي اسرائيلي من اجل انتاج سلاح استخباراتي تشترك فيه تركيا والولايات المتحدة والكويت من اجل ضمان انتقال معلومات استخباراتية جيدة ومواجهة الارهاب الشرق اوسطي معاً !

كان تصرف مثال الآلوسي في زيارته الأولى لدولة اسرائيل قد ذهب ضحيتها ابناءه وهم في عمر الشباب ! وكانت مصيبة كبيرة تعاطف معها الكثير من ابناء العراق الشرفاء والذين عرفت عنهم الطيبة والشفقة ومساعدة المحتاج وقلوبهم تتخثر منها كتل الحنين وتنكسر حتى على اعداءها ، وجاء تعاطف هؤلاء بان ينتخبوا مثال الآلوسي ليكون احد اعضاء البرلمان العراقي عن حزب شكله حديثاً يدعى حزب الامة ، وهذه الامة التي يعني بها العراقية هي جزء من الامة العربية الامر الذي تمت تسمية حزبه على خطاً لغوي واضح ! وكانت طروحات الرجل ضد الارهاب عبر شاشات الفضائيات شبه مقنعة وواقفة بالضد من الارهابيين ، لكنه لا يشكل ثقلاً في الساحة السياسية العراقية ولم يحصل إلا على مقعد واحد داخل قبة البرلمان صاحبة ال 275 مقعداً ، بمعنى ان وجوده داخل قبة البرلمان وعدمه سيان وكما يقول المثل العراقي ( ان حضر لا يعد وان غاب لا يفتقد ) ! كما وانه لم يتسلم منصباً حكومياً رسمياً داخل حكومة المالكي او الحكومات التي سبقتها ، ولهذا فهو لا يمثل خارج العراق غير اسمه ( مثال ) فسواء زار اسرائيل ام لم يزرها او عقد اتفاقيات ودعا لمثلها فهي عبارة عن كلام فارغ بالنسبة للعراق وشعبه ، ولعلنا نستنتج من زياراته الاولى والثانية للدولة العبرية ان هذا الرجل يحاول جاهداً كسب ود اسرائيل التي ستقوم من المحتمل بتزكيته لدى الولايات المتحدة الامريكية الباحثة عن من يمثلها داخل العراق بالشكل الذي يتوافق وسياساتها بعد ان فشلت بالحصول على الرجل الذي ينفذ كل سياساتها داخل العراق ، لكن هذا لم يحدث وليس ثمة بصيصاً من الامل فيه ، !

لقد خسر الآلوسي ابناءه بعد زيارته الاولى وتعاطف العراقيون مع مصيبته وزاد اللغط على تصرفه الاحمق حينذاك وطالب نواب البرلمان بالغاء عضويته وشفعت له تصريحاته التي تدين الارهاب والوضع الامني المتردي ، لكن حماقته الثانية ليس لها ما يبررها ، فالارهاب بدأ ينحسر والوضع السياسي العراقي مشتبك ومعقد لترميم ما خلفته بعض الاحزاب الطائفية والكردية من دمار وتقسيمات وبخاصة ما يحدث في شمال الوطن من تجاوزات كردية على المدن العراقية والتي باتت المشكلة والعقبة الرئيسة التي تقف امام وحدة الصف العراقي ، ويعرف السيد مثال ان الاحزاب التي تسيطر على الحكومة العراقية تأتمر باوامر من ايران التي تهيمن على مفاصل القرار السياسي داخل الحكومة وتهيمن ايضاً على الاجهزة الامنية والاستخبارتية ، وبمجرد بروز صوت داخل البرلمان او الحكومة يندد بالتدخل الايراني سيكون مصيره ( كاتم الصوت ) ! فكيف له ان يرتكب هذه الحماقة ومن داخل اسرائيل ؟ اعتقد جازماً ان الرجل يلعب في النار عبثاً وسوف تتقلب عليه مواجع كثيرة ليس من الاحزاب المرتبطة مع ايران فحسب انما سيواجه رفضاً شديداً من برلمانيين واحزاب وحتى الشعب العراقي !

وكان من الاجدر به ان يبحث عن اسعد الهاشمي وزير الثقافة السابق الذي هرب من ادانته وحكمه عن جريمة قتل اولاد الآلوسي وثمة جرائم اخرى ، وان العراق الآن وتحديداً في هذه الظروف لا يمكن باي حال من الاحوال ان يقيم علاقات دوبلوماسية مع اسرائيل حتى إذا كانت بعض الدول العربية لها علاقات مع هذه الدولة بشكل علني ، وان كانت الاحزاب الكردية ترتبط بعلاقات ايضاً لكنها سرية ! والسالفين الذكر دولا واحزابا وليست شخصاً واحداً كمثال الآلوسي لا يمثل إلا نفسه ، فالرجل على ما يبدو مسكين لم يتعض وستكون زيارته هذه الى اسرائيل بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا