الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هاجس الاكراد ...وسيناريو تعليق الجثث

اياد محسن

2008 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


المحك الحقيقي يذهب بالشعارات الوطنية البراقة ادراج الرياح ... هذا ما نلمسه من بعض الاحداث والتداعيات في المشهد العراقي ...ازاء خبر تسليح الجيش ادلى الساسة الاكراد بتصريحات اثارت الدهشة والغرابة ويبدو منها انهم لا يشعرون ان العراق دولتهم ....يتذمرون ... يتحسسون من اي خطوة قد تؤدي بالعراق الى مزيد من القوة ... صحيح ان لهم الحق في المطالبة بضمانت عدم استخدام القوة ضدهم ...لكن من يا ترى من الممكن ان يقمعهم ...ومن اي طرف يطالبون بالضمانات ....هل يخشون الطرف الشيعي.. الشريك الرئيس لهم في القتل والابادة والتاريخ المؤلم ...الطرف الذي قاسمهم الفقر والفاقة .........انهار الدماء والقطع السوداء.. الشريك الذي يعرف جيدا طعم حز الرقاب ولوعة فقد الاحبة ... .وهل يضمن الشيعة انفسهم عدم حدوث انقلاب عسكري يعيد الفكر القومي ويكرر سيناريو تعليق الجثث على مقاصل الاعدامات ... الاكراد ومنذ عام 1991 يتنعمون بالاستقرار والامن ويمتلكون فرصة البناء والتقدم ..... خصوصا في بناء قوات البيشمركة ....فهل قدموا ضمانات لاحد من عدم وجود سياسات توسعية على حساب الاراضي خارج الاقليم والاراضي محل النزاع ...الجميع في دائرة الخطر ...والعيون ملئى بنظرات القلق من المجهول القادم الذي يمكن ان يذهب باحالام بناء العراق الى اللا عودة ...ما يعزز هواجس القلق هو التاريخ المتقلب لهذا البلد والذي غالبا ما تسيطر فيه زمر جاهلة مخربة خارج سياقات العمل الديمقراطي والارادة الشعبية , فتاريخ الدولة العراقية ومنذ عام 1921 مليء بالانقلابات والمجازر ومشاهد سحل الجثث المعارضة والتمثيل بها ( كلما جاءت امة لعنة اختها) ...القلق مشروع وهو متقابل ومتبادل في نفس الوقت وليس هناك مكون او جهة مطمئنة لمستقبلها في العراق .
يدرك سياسيوا الاكراد ان التناسب عكسي بين قوة الدولة العراقية وقوة اي من اقاليمها ...فكلما زادت قوة الدولة ضعفت امامها قوة الاقاليم .. لاجل ذلك تراهم يجاهرون في رفض تسليح الجيش العراقي خوفا من اكتمال ملامح الدولة العراقية وتنامي قوتها ...اذ سيجدون انفسهم امام قوة مانعة من تحقيق الحلم القومي الى جانب مثلث تركيا ...ايران ...سوريا .
هم بالتاكيد يريدون عراق ديمقراطي فدرالي تعددي شرط ان يكون على مقاسهم ...وفق الرؤية المرسومة من قبلهم ...طبعا هذا محال في عالم السياسة وبناء الدول خصوصا في العراق...لان لدول الجوار لمسة في بناء الدولة ...ولشركاء الداخل لمستهم كذلك ...اضافة الى الصبغة الاهم الاتية من صانع المشروع برمته ...اميركا ...
في العراق مخطىء من يضن انه يستطيع ان يمسك بجميع خيوط اللعبة ...واهم من يضن انه يمكن ان يحقق جميع اهدافه ... وحكيم من يسعى لامتلاك اكثر الخيوط تاثير واهمية .
هواجس الاكراد تمثل هواجس مشتركة لدى الجميع ...تساؤلات محيرة ومخيفة ...من يضمن بقاء التجربة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وعدم عودة نظام الحزب الواحد ...حتى وان تسلح الجيش العراقي ...وان امتلك اسلحة فتاكة ومتطورة ...فالانقلابات العسكرية يمكن ان تحدث في اقوى الدول بين الليلة وضحاها ...في بلد مثل العراق لا يمكن ان تحصل على ضمان بقاء النظام الديمقراطي وحماية حقوق الاقليات من الداخل اذ الامر يحتاج الى رعاية دولية ...ارادة عالمية تتعهد بحفظ المشروع العراقي بتشعبات اقلياته ومكوناته ...لم تكن الكويت تمتلك جيش ولا اسلحة متطورة الا ان تحالفاتها واتفاقيات الحماية المبرمة مع الدول الكبرى كانت كفيلة باعادة الدار الى اهلها بعد الغزو الصدامي اذ حلفاء الكويت وجدوا انفسهم ملزمين باعادة الوضع الى ما كان عليه قبل الغزو ...هذا بالضبط ما يحتاجه العراق الجديد في حماية تجربته الفتية من اعداء الداخل والخارج ... حماية المجتمع الدولي وابرام الاتفاقيات الامنية مع الدول العضمى يمكن ان تطمئن هواجس العراقيين بتنوع مصادرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية