الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدورة رقم 130

فاطمه قاسم

2008 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الدورة العادية رقم 130 لمجلس وزراء خارجية الدول العربية "بقّت البحصة" كما نقول بالفلسطيني، حين تحدث الأمين العام للجامعة العربية عن الانقسام الفلسطيني بصراحة ما بعدها صراحة وكيف أن هذا الانقسام ال فلسطيني أخطر على الشعب الفلسطيني وقضيته ومشروعه الوطني من الاستيطان الإسرائيلي نفسه.
أمين عام الجامعة السيد عمرو موسى تحدث بلغة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، باعتبار أن الانقسام الفلسطيني لا يضر بالفلسطينيين وحدهم، بل يضر بمصلحة الأمة العربية، ويضيع كل تضحيات الأمة من أجل فلسطين على امتداد ستين سنة كاملة.
والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الذي ترأس الدورة 130 لمجلس الجامعة، تحدث عن المبادرات الهامة التي قام بها العرب لإنهاء الخلاف الفلسطيني التي لم تنجح بسبب طغيان المصالح الخاصة لدى بعض الفرقاء الفلسطينيين، وبسبب التدخلات الإقليمية والدولية التي تحرص على استمرار الخلاف الفلسطيني.

في العمل العربي المشترك:

فإن الحديث بهذا القدر من الصراحة والوضوح هو تطور جديد نحو جدّية الأداء العربي، لأن القضايا المعقدة لا تحل بالمجاملات ولا بلغة النفاق والهروب من المسئولية، بل بالتوجه فعلاً على صلب المشكلة، والإشارة بأصابع الاتهام بكل شجاعة نحو الطرف الذي يعطل الحل ويتغذى على الخلاف.

وهذا معناه:

أن الجهد الذي يبذل حالياً، يتحرك من خلال رؤية واضحة نحو هدف واضح وهو إنهاء هذا الوضع الشاذ القائم حالياً والمتمثل غي استمرار الانقسام الفلسطيني، ولقد وصل وضوح الرؤية إلى حد أن الدعوة إلى الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة بحضور مميز من الجامعة العربية، يضع الآليات التي تجعل المواقف السياسية مرهونة بالتنفيذ، حتى ينكشف الطرف الذي يعطل آليات الحوار والحل، وحتى تقوم الجامعة العربية بما يلزم ضد هذا الطرف المعطّل الذي أدى إلى فشل المبادرات والجهود السابقة، وأن هذا ليس كله على المدى بدون حدود، بل يجب أن يتم في إطار زمني سريع، حتى لا يصبح الحوار نفسه هدفاً بحد ذاته، وحتى لا يتحول الحوار إلى وسيلة يستخدمها الفرقاء للذهاب إلى خلافات أخرى، وإحراق للوقت من جديد، وهكذا طاحونة تنتج الفشل بدون توقف.

النظام الإقليمي العربي هو الشريك الموضوعي الأول في القضية الفلسطينية، وهذا الشريك الأول لديه مصالح يجب حمايتها والحفاظ عليها وعدم السماح بإلحاق الأذى بها من خلال تلاعب البعض بالورقة الفلسطينية التي هي شديدة الحساسية، وأنها احد أهم مفاتيح النجاح أو الفشل، الاستقرار أو الفوضى، التقدم أو التراجع في هذه المنطقة.

معروف أن النظام الإقليمي الراهن من خلافات بين بعض أطرافه ومحاوره، وأن هذه الخلافات تؤثر دائماً بنتيجة سلبية على القضية الفلسطينية ومعاناة شعبنا، التي تعود وتنعكس بمزيد من التأثير السلبي على النظام الإقليمي العربي وقدرته على خدمة قضاياه الملحة.

ومن المهم أن يتكرس التوجه الذي يريد للقضية الفلسطينية أن تظل عنصراً إيجابياً في حشد الموقف العربي ووحدته وسط بؤر الاشتعال الإقليمية والدولية، وليس أن تتحول هذه القضية الفلسطينية الجامعة والموحدة إلى بؤرة شقاق، بدل أن تظل بؤرة قوة وتضامن وفعل إيجابي وتحقيق مكاسب.

هذه الآليات في الجهد المصري التي لاحت في الأفق من خلال بداية المشاورات المصرية مع الفصائل الفلسطينية، ستبدأ في التطبيق بعد العيد مباشرةً، وسوف يصبح من العسير على أي طرف أن يتهرب من مسئولياته، لأن عامل الوقت أصبح حاسماً ولأن العرب لا يستطيعون ترك الفلسطينيون يدمرون أنفسهم بلا حساب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر يبدع في تحضير جاج بالفريكة ????


.. ما تأثير وفاة رئيسي على السياسة الخارجية الإيرانية؟ • فرانس




.. كيف سقطت مروحية الرئيس الإيراني رئيسي؟ وما سبب تحطمها؟


.. كيف حولت أميركا طائرات إيران إلى -نعوش طائرة-؟




.. بعد مقتل رئيسي.. كيف أثرت العقوبات الأميركية على قطاع الطيرا