الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعاة وعمال البوفية يملكون كل مفاتيح مصر

هشام الصباحى

2008 / 9 / 14
الادب والفن



قراءة في رواية محمد غزلان أول القصيدة ..بسيطة
إنها رواية تلج عالم الروتين والموظفين داخل الحكومة وخاصة عالم التأمينات الاجتماعية كما تلقى الضوء بشكل ساطع على الفساد المرعب والمقرف والغير رحيم على الإطلاق في منطقة خالية تماما من نظافة الضمير.حيث قدم محمد غزلان هذه التجربة معتمدا على جمل يستخدمها الشارع كحكم وأمثال ترشد الناس للتعامل مع هذه الفئة من الموظفين .
إنها رواية على الرغم من تناولها مشكلة الراوي فقط والتي هي في مجموعها تخص الغالبية العظمى منا إلا أنها تُقربنا بصدق إلى عالم بشع وتُسلط الضوء عليه ربما يراه الذين يخافون على هذا البلد الذي تحجر قلبه وأصبح لا يهتم حتى بشئون شيوخه الذين افنوا عمرهم في خدمته بعد أن نفض من قبل يديه من شبابه.
إنها رواية بها روح حية وتشعر أنها طازجة ومازالت حية ومستمرة في حياتنا حيث تعبر عن قصة/مشكلة يعيشها البطل وصديقه وينقلها لنا ونعرفها نحن أيضا ويعيش العديد بل اغلب البيوت المصرية فيها ولكن مع اختلاف التفاصيل حيث نتشارك مع شخوص الرواية في الأحداث ولابد أن نفعل مثل البطل الذي يقول عن تجربته وتجربتنا (انتظرت بعض الوقت عند إشارة المرور,ولم أجد من يحترمها,فاخترقت سيل السيارات ص 42) هكذا نحن جميعا نفس الرجل
الذي بدأ في إعطائنا دروس عن الحياة تساعدنا على فهم مصر وما يحدث في عالم موظفيها ووزاراتها ومديرياتها حيث يقول في ص50 من الرواية( أول درس تعلمته على يد الصحفي العجوز الذي وصف السعاة والفراشين وعمال البوفيه بأنهم كتمة الأسرار ومفاتيح الألغاز في كل دواوين مصر)
إنها الرشوة ..الحلاوة..الإكرامية..وأسماء عديدة ومتجددة لاحصر لها اخترعها الشعب المصري ومازال يخترع لها على أسماء وخاصة موظف الحكومة للابتزاز واستخدام السلطة في تعطيل مصالح الناس وحقوقهم وتوقيفها وتعذيب المواطنين في الديوان الحكومي للتعذيب في مصر. إنها رواية تقترب من كل عوالم الرشوة وتقف عند مشكلة بسيطة تستغرق أعواما في بلد مثل مصر فقط وهى ضم ملف خدمة قديم إلى ملف خدمة حالي للتأمينات من اجل لحصول على معاش كامل .
المعاش هي الكلمة التي كانت ومازالت تمثل للفقراء ومتوسطي الدخل حصن الأمان الأخير في نهاية العمر هذا الحصن الذي يمنعهم من التسول بعد أداء واجبهم إزاء الأجيال الجديدة وإنفاق أعمارهم في العمل من اجل صالح هذا البلد انه الواقع الذي تحول إلى مأساة ورحلة عذاب يجتمع فيها كبر السن والشيخوخة والفقر وغلظة وفساد ذمة الموظف
لقد نجح محمد غزلان أن يدخل بنا هذا العالم ويؤلمنا دون ضجيج ومع خفة دم البطل الموازى للراوي وصديقه في الرواية في آن واحد يمنحنا إياها عند حضوره على صفحات الرواية لقد كانت شخصية هانئ الكفراوى من أفضل الشخصيات حضورا وحيوية لقد أحببناها بالفعل على الورق حتى تشعر انه معك لحما ودما في مكان ما يراقبك وأنت تقرأ الرواية
لقد صدرت هذا الرواية بعنوان أول القصيدة..بسيطة عن دار اكتب للنشر والتوزيع فى القاهرة في طبعتها الأولى عام 2008.
صدر من قبل للروائي والصحفي محمد غزلان روايات ..الخروج من بغداد سنة 2004.. الواطى..وله تحت الطبع مذكرات عبد ريال-يوميات مصري يعمل في الخليج....وصمت الليالي وآبار الحزن.

هشام الصباحي
كاتب مصري
[email protected]
7-7-2008
مدينة شينزن الصين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟