الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواجهة في القوقاز تتحول الى مواجهة بين روسيا والغرب

فالح الحمراني

2008 / 9 / 13
السياسة والعلاقات الدولية


دخلت المواجهة بين روسيا والغرب الى مرحلة القنوات الدبلوماسية والبحث عن حلول ومساومات مقبولة ستظهر نتائجها في المستقبل القريب. وتحول النزاع المحلي في القوقاز الى مواجهة بين روسيا والغرب ليكون مرحلة انعطاف جديدة في السياسة الدولية. واضفت المواجهة حدة اكثرة للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، واصبحت العلاقات بين موسكو وواشنطن في وضع صعب.
وظهر الغرب في المواجهة التي اشتدت بسبب الحرب بين روسيا وجورجيا في اوسيتيا الجنوبية في8/8/ 2008 غير موحد، فالاتحاد الاوروبي شهد انقساما في صفوفه حول كيفية التعاطي مع روسيا، وانتصر التوجه الداعي الى رفض لغة التهديد وفرض العقوبات على روسيا ووضع الرهان في بداية الأمر على الحوار والاقناع، ووجدت الولايات المتحدة الامريكية نفسها وحيدة في موقفها القائم على استخدام البوارج العسكرية في البحر الاسود وانزال عقوبات شديدة بروسيا.
في غضون ذلك اقدمت روسيا على خطوات اضافية في سياساتها الرامية الى جعل استقلال جمهوريتي ابخازيا واسيتيا الجنوبية امر واقعي ولارجعة منه،فاقامت علاقات دبلوماسية مع الجمهورتين ووقعت معهما اتفاقية للتعاون والصداقة يتيح لروسيا من بين قضايا اخرى اقامة قواعد عسكرية في اراضيهما، وسحب قوات حفظ السلام التبعة لها مقابل نشر مراقبين دوليين على الشريط الحدودي بين جورجيا واوسيتيا الجنوبية.ونقلت وسائل اعلام روسية عن مصدر في الخارجية الروسية اشارته الى ان موسكو تنتظر اعتراف سوريا وليبيا والاردن والمغرب قريبا بجمهورية اوسيتيا الجنوبية، موضحا: "ان روسيا لاتمارس الضغط على الشركاء وانما تطلعهم على موقفها وحسب". ووعد رئيس جمهورية بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو "النظر باعتراف الجمهوريتين بعد الانتخابات البرلمانية" التي ستجري في نهاية سبتمبر الحالي.
وفي الوقت نفسه صعدت روسيا من تحركها العسكري الرامي للرد على تزويد الولايات المتحدة الامريكية جورجيا بالاسلحة ونشر اجزاء نظام الدفاع المضاد للصواريخ في اوروبا. وبادرت القيادة الروسية بخطوات تهدف لتكثيف الحضور العسكري الروسي في البحر الكاريبي عند حدود الولايات المتحدة، واعلن في هذا السياق عن ان روسيا تخطط لاجراء مناورات بحرية مع القوة البحرية الفنزولية في بحر الكاريبي في 10 ـ 14 نوفمبر المقبل. وفي 100/9/2008 هبطت القاذفات الاستراتيجية من طراز تو 160 في فنزولا ترافقها مقاتلات سوخوي 27 للحماية.
وجددت روسيا تهديدها لبولندا وانها يمكن ان ان تكون هدفا للصواريخ النووية الروسية اذا مضت قدما في نشر الدرع الصاروخي الامريكي على اراضيها.
وعلى الرغم من التفاف القوى السياسية الداخلية حول القيادة الروسية والدعم الشعبي الواسع لها الا ان بعض المحللين السياسيين يحذرون من التداعيات السلبية للتصعيد الروسي سواء في القوقاز او في المجابهة مع الولايات المتحدة. ونبه المحلل السياسي الكسي ملاشينكو من ان يثير النزاع المتعلق باوسيتيا الجنوبية مشاكل الحدود بين جمهوريات شمال القوقاز الداخلة في الاتحاد الروسي، وان يغذي الميول الانفصالية المتصاعدة هناك.
وتساءلت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الصادرة بموسكو الخميس الموافق 11/9/2008 في مقالها الافتتاحي عن جدوى التصعيد الروسي مع الولايات المتحدة، وعمل القيادة الروسية على تفاقم العلاقات مع واشنطن غير الجيدة اساسا، ولاسيما قبل الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة. مشيرة بذلك الى خطط القيادة الروسية لتكثيف الحضور الروسي العسكري في امريكا اللاتينية والتعاون هناك مع دول ترتبط بعلاقات سيئة مع واشنطن.
ان تفاقم الوضع في القوقاز الذي افضى الى اشتداد المواجهة بين روسيا والغرب هو امتداد للتداعيات التي افرزها انهيار الاتحاد السوفياتي، والصراع على تعزيز النفوذ في منطقة القوقاز والقزوين الغنية بالنفط والغاز والثروات الطبيعية الاخرة ناهيك عن الموقع الاستراتيجي، ومحاولة احتواء الغرب لروسيا كي لاتصبح قوة منافسة في العالم.
ومن ناحية اخرى فانه مؤشر على خروج روسيا من حقبة انتهاج سياسة غير مستقلة تلحق الاضرار بمصالحها، ومن ايمانها العميق بان الولايات التي جرت اوروبا خلفها باتت تمارس سياسية لخنق روسيا بنشر القواعد العسكرية حولها وتطويقها بنظام الدفاع الاستراتيجي المضاد للصواريخ واقامة سور من الدول المنضمة لحلف الناتو،والتضييق على مصالحها الاقتصادية وفرض مواقف سياسية عليها بشان علاقاتها مع الدول الاخرى، ومد النفوذ في اسيا الوسطى والقوقاز التي ترى روسيا انها مناطق لمصالحها الحيوية.
ان المواجهة بين روسيا واوربا والولايات المتحدة تهدد بالحاق الضرر بالغرب بالمصالح السياسية والمالية وبالتعاون في مجال الفضاء والمرور الجوي الذي منحته روسيا للناتو في رحلاته لامداد قواته المرابطة في افغانستان. وهناك احتمال اقل بان تتعرض امدادات النفط والغاز الروسية للغرب للاخطار نظرا لوجود مصلحة مشتركة لكافة الاطراف فيها.
وتشير كافة الدلائل على دورة المواجهة ستستمر وستكون الجولة القادمة في اوكرانيا لتهديد تواجد اسطول البحر الاسود الروسي المربط في القرم
( الاوكراني) وكذلك النفوذ الروسي المتبقي في اوروبا الشرقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع