الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكهرباء ، مشكلة تتعمدها الحكومة !

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2008 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


واحدة من المشاكل الكبرى التي يعاني منها المواطن العراقي منذ سقوط النظام السابق وحتى اليوم هي مشكلة الكهرباء وبالرغم من ان هذه المشكلة يتوقف عليها حياة الناس إلا انها عامل مساعد كبير في تحسن الأمن في كل دول العالم ، فبدون الكهرباء لا يمكن باي حال من الاحوال توفير الجانب الامني ! وكذلك الجانب الصحي والاجتماعي وجوانب وامور اخرى يتوقف عليها وجود التيار الكهربائي فهو المفصل الرئيسي والمهم للحياة برمتها . ومنذ سنوات تنشغل الحكومات العراقية بخلافات داخلية تارة وخارجية تارة اخرى من دون الانتباه بشكل جدي الى مشكلة الكهرباء وتزامناً مع قدوم شهر رمضان اكتسحت مدن العراق كافة موجات حر شديدة تجاوزت درجات الحرارة فيها الخمسين درجة ! وهذا يعني ان المناخ الحار سيقضي حتماً على كبار السن والاطفال والمرضى الذين هم بأمس الحاجة الى التيار الكهربائي بينما الحكومة العراقية ووزير كهربائها وقفوا عاجزين عن جلب الكهرباء للناس وفي هذا الشهر المبارك تحديداً ! وهذه سابقة خطيرة لم تشهدها حتى الدول الفقيرة والمتخلفة اقتصادياً ، فمليارات النفط العراقي السنوية بامكانها ان توفر الكهرباء في زمن قياسي لا يتجاوز الشهور القليلة فيما اذا تم التعاقد مع شركات عالمية لانشاء وتجديد مشاريع الطاقة الكهربائية داخل المدن العراقية ، لكن سرقات الحكومة واحزابها حالت دون تنفيذ هذه الخدمة للشعب العراقي ومازالت تلك الاحزاب تتناطح كالثيران على غنائم النفط والحصص التي يتم تقسيمها فيما بينهم ، وفي كل يوم تؤكد الحكومة انها غير معنية بخدمات المواطنين ! والمعروف عن شعب الرافدين العريق انه من الشعوب التي سرعان ما تجد البدائل لكل شيء يفتقد في اسواقها وبخاصة في سنوات الحصار العشرة العجاف فقد وجدوا الكثير من البدائل لامور واشياء لا يمكن ان يجدها شعب آخر في تلك الايام ، اما اليوم فقد اخترع العراقيون ( البخاخ ) لتبريد الوجه من لهب الحر فما ان تتمشى في شوارع بغداد واسواقها وبمجرد ان تتجه عينك امام بضاعة ما حتى تأتيك بخات الماء البارد من الباعة لتزيح عنك حر الصيف ، وقد انتشرت هذه الظاهرة بطريقة ملفتة للنظر خاصة في سوق الشورجة هذه الايام وانتقلت الى اسواق ومدن اخرى !

وامام عجز الحكومة المتعمد في توفير الخدمات الاساسية للمواطن واهمها الكهرباء استضافت قناة العربية هذا اليوم وزير الكهرباء بعد ان اصبحت هذه المشكلة لا تقل خطورة عن مرض الكلوليرا او غيره ، فقد تنصل الوزير عن اخفاقاته واخفاقات حكومة المحاصصة وارجع السبب الرئيسي لتوقفات الغاز والنفط الخام والنقص في مياه نهر الفرات ! وهذه اسباب ليست منطقية ولا علمية في بلد مثل العراق يطفح على بحيرات فخمة من النفط والماء والغاز وموارده جلها من النفط وميزانيته تعادل ميزانيات دول عديدة في السنة الواحدة ! تبرير غير منطقي لوزير من وزراء المحاصصة التي ابتلى بها الشعب العراقي وراح يندب حظه العاثر في ذهابه الى الانتخابات عام 2005 لتأتي له القوائم التي انتخبها بثلل من السراق والحرامية والقتلة والمرتزقة والعمائم المزيفة لتتحكم بمصائر الناس بطريقة وقحة ، جاءوا باحزاب وكتل همها الوحيد تقسيم العراق وسرقة ثرواته وبطريقة علنية ومن دون اي رادع ، وما الصراع الدائر بينهم داخل قبة البرلمان على الاراضي العراقية وترسيم الحدود لاقليم كردستان الذي يريد ضم مدن واقضية لسلطته بمساعدة بعض العمائم ناهيك عن حصصهم من الاموال والمناصب وهذا ينطبق على كافة الاحزاب التي ضربت عرض الحائط حاجات المواطن الاساسية وانشغلت بمشاكل استحدثوها في صراعاتهم المريرة على السلطة متناسين ان الشعب العراقي لم يرحم حكامه يوماً من الايام والامثلة على ذلك كثيرة ، فبدعة التيار الكهربائي ومعضلته مقصودة ومتعمدة لابقاء البلاد في حالة الفوضى وعدم الاستقرار ، فلو استقر الوضع الامني بالشكل الصحيح سوف يفتح على الاحزاب الحاكمة ابواب جهنمية كثيرة ستؤدي بنهاية المطاف الى طردهم وسحلهم في شوارع العاصمة وان ناظره لقريب !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في