الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللهم إني لك صمت...وبأمر الحكومة أفطرت

زينب محمد رضا الخفاجي

2008 / 9 / 14
كتابات ساخرة


أظن سادتي انه من غير اللائق ذكر العيوب ...وإغفال الحسنات...ونحن العراقيون نمتاز بحالة فريدة (الذي نحبه نتغاضى عن كل هفواته ومن نكرهه...يا ويله)...وهنا راجعت نفسي وما كتبت وأردت أن أكون موضوعية فأنصف من ظلمت في بعض كتاباتي ... وأولهم حكومتنا المقدامة...
ولأنني كتبت الكثير ...قررت أن لا أهاجمها هذه المرة وأشكرها فقط.
-أشكرها بقوة لأنني هجرت من بغداد وسكنت الجول...أشكرها من كل قلبي لأنني لا أرى وجه أمي إلا نادراً...اشكرها لأنني صرت وحيدة...
-أشكرها لأنها منحت من احتلوا مناطقنا ودورنا مبلغ مليون وثمانمائة ألف دينار عراقي...ليشتروا بها عبوة يفجروا بها بيتي ... بعد مغادرتهم له وسرقة كل أثاثي..
-أشكرها لأنها نسيتني في أرض الغربة ابكي وحدي... الهث في صحراء الحب أنادي...أرجوا صيفاً...قالب ثلج... ...شربة ماء بارد.. الحر يفتت أحشائي..
-أشكرها لأنني أحلم أن أملأ مولدتي... (لله يا محسنين دبة بانزين صغيرة تمنع بلاوي كثيرة) ومن ضمنها حتماً ( وباء الكوليرا).
-أشكرها لأن ثلاجتي تحولت إلى دولاب لخزن الملابس الفائضة عن حاجتنا... وجهاز التكيف ... قطعة ديكور لا تعمل ولله الحمد...
-أشكرها لأنني أفترش السطح وأغفو كل يوم تحت سماء الله... أعد النجوم بينما ينهشني البق ليلاً ... ويبصق على وجهي صباحاً سرب من جند الذبان... ألفُ رأسي... بأكبر خرقة... وأتذمر من مولدة الجيران...
- أشكرها لأنني كل يوم أصبر بناتي على ما يلاقينه من ضرب وسب وهوان من زميلات لهن في المدرسة... لأنهن أمهات بغداد.. وأحاول إقناعهن بأن بغداد وأمهات بغداد أجمل ما خلق الله ولم نكن يوماً ما عورة......أشكرها على دموع بناتي ويأسهن وعجزي...أشكرها لأنها حولت طفلتي من مشروع سعادة إلى مستذئبتين تترصدن بشوق سيل دماء الآخرين بلهفة...
- أشكرها لأن أميرتا قلبي فقدن الحلم... قتلن الحب ... ودوماًَ يلعبن... يوم السبت.. رئيس عصابة.. أما الأحد تسعدهم لعبة سلاب والاثنين أهلاً أهلاً يا علاس...أما عن باقي الأسبوع...تهجير قتل ذبح وعذاب...
- أشكرها لأن صغيرتي عذبت وحرقت دميتها ... لأن أهلها لم يدفعوا دفترين.... وأشكرها لأنهن ذبحن دبهن الحبيب بعد أن ربطاه إلى الكرسي ...وأغمضوا عينيه.
- أشكرها لأنني أخاف الكوليرا بعدما أصيبت به ابنتي الصغرى العام الفائت وما بيدي حيلة غير الدعاء والبكاء...
- أشكرها على تقاريرها اليومية عن هذا المرض ... وتغطيتها الكاملة لهذه الكارثة..(حتى لحد يشوفها).. وإرسال كل ما متوفر من المساعدات....
وأشكرها أخيرًا وليس آخراً... على اضطرار ابنتاي الإفطار هذا العام بعد أن صمن رمضان بأكمله منذ عمر الست سنوات... بسبب الكوليرا والكهرباء... حتى قالت صغراهن عند الفطور أول يوم... اللهم إني لك صمت.. ومن ورة الحكومة أفطرت.. وخلوها سكتة واصبروا... وألف شكر (أغاتي وتاج راسي) الحكومة....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في


.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد




.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين