الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحويل المناسبات الدينية الحزينة الى مناسبات احتفال وفرح

عبد العالي الحراك

2008 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



لا اعرف لماذا يرتبط الدين أي دين بالحزن والكآبة ومنع الفرح.. جميع الاديان كئيبة واكثرها كآبة الدين الاسلامي .حتى الفرح في مناسباته يعبرعنها بالحزن ..يمنع الموسيقى والغناء ويعتبرهما (ابعاد والهاء عن ذكر الله) وكأنما مطلوب( شرعا) ان يعبرعن ذكرالله بالحزن.. ولماذا لا يعبر عن ذلك بالفرح؟ ولماذا الفرح وتعابيره تلهي الناس عن ذكر الله ولا يلهيهم عن ذلك الحزن وتعابيره؟ اما موسيقى التواشيح الدينية , فهي موسيقى تبعث على الحزن والاكتئاب, وهي غريبة عن الذات العاطفية للانسان, لانها موسيقى املائية قسرية نمطية. من يلاحظ الاعراس خاصة في مجتمعاتنا العراقية الريفية البسيطة ,لا تطول الفرحة فيها طويلا ,فغالبا ما يتدخل رجل الدين ويمنع الاحتفالية ,لان فيها فرقة موسيقية تعزف وتغني , اوان مجموعة من الشباب يرقصون فرحا. يعبرالناس عن فرحهم في المآتم والاحزان اكثر مما عليه في الافراح , لان ليس فيها (مراقب لمواد الدستور..وما يتناقض وثوابت الاسلام). في شهر رمضان يمارس رجال الدين القراءات الحسينية , وهي قراءات حزينة تعبرعن مأساة حصلت ما يزيد على الالف عام , فبعد ان يقضي المسكين الفقيريومه صائما يذهب الى مجلس القراءة الحسينية , وهناك لابد ان يبكي ويحزن .اما قراءة الموشحات والاناشيد الدينية في الجانب المذهبي الاخر من الاسلام , يفرضها رجال الدين لأحتواء الناس البسطاء في مجالسهم الدينية , واستذكارمصائب قديمة اصطنعوا ابعادا دراماتيكية لها واغرقوا في تأليف مأساويتها, ومصائب حديثة شاركوا في صنعها بتخلفهم.. بينما يحي الشباب التواق الى الفرح والحرية ليالي شهر رمضان في عقد اجتماعات وجلسات اللعب وان كان اوليا وتراثيا (لعبة المحيبس خلال شهر رمضان) حيث ينطلقون بالضحك واطلاق (النكات) والتعليقات وتناول الحلويات اللذيذة ويسهرون الليالي, لهذا يقال عن ليالي رمضان في بغداد وعموم مدن العراق بانها ليالي جميلة لا تنسى وينتظرها بسطاء الناس ليحولوا مناسبات يريد لها رجال الدين حزنا الى مناسبات اعياد و فرح وتسلية. اما في شهرمحرم الذي سمي بشهر(عاشوراء) لانه يحتوي على عشرة ايام حزينة, فاللطم والبكاء علامتها , وهو شيء مؤسف وحزين وبائس يقلل من قيمة الحسين ويغطي على بطولته ويحوله الى مسكين يستحق البكاء, بينما يحوله الشباب الى السهرواللقاء بالاصدقاء والاحبة و خاصة (الحبيبات الممنوعات) في ليلة (الحج) الساهرة حتى الصباح في اخر ليلة من ليالي عاشوراء الحزينة. هكذا الصراع بين حزن الدين وفرح الطبيعة والحياة الانسانية. فمتى يحول شعب العراق حياة العراقيين الحزينة الان التي جلبها الاحتلال وطائفية الدين المقيتة ,ويحولها الى فرح دائم ويقضي على الحزن والى الابد. كذلك الحال في الديانات الاخرى ومنها الدين المسيحي فاحتفالاته الدينية حزينة, عندما يقتصرعليها في الكنائس وحضور القساوسة ,وما الفرحة الكبيرة والاحتفالات العامة في الشوارع والساحات العامة اثناء اعياد الميلاد ونهاية السنة الميلادية ,الا تعبيرعن اشتراك الشباب وعموم الشعب وتحويلها من احتفال ديني خاص بالكنيسة الى احتفال دولة ومجتمع انساني عموما ,بحيث اصبح يحتفل فيه جميع الناس في العالم من مختلف الاديان والمعتقدات. وبهذا لم يعد احتفالا مسيحيا بل انسانيا . فمتى يتحول عيد الفطر وعيد الاضحى الى اعياد انسانية عالمية. سيحصل هذا عندما تضع الشعوب دياناتها ومعتقداتها في بيوتها وجوامعها وتترك الحرية للناس والحياة للناس والديانات هي حيوات رجال الدين . عبد العالي الحراك 8-9-2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل الفلج.. مغامرة مثيرة لمصعب الكيومي - نقطة


.. رائحة غريبة تسبب مرضًا شديدًا على متن رحلة جوية




.. روسيا تتوقع «اتفاقية تعاون شامل» جديدة مع إيران «قريباً جداً


.. -الشباب والهجرة والبطالة- تهيمن على انتخابات موريتانيا | #مر




.. فرنسا.. إنها الحرب الأهلية!