الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يصبح العرب رعايا ايرانيين?

محمود جابر

2008 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



في زيارتي الأخيرة لإيران منذ حوالي ثلاث أسابيع جمعتني جلسة بواحد من قادة الجمهورية الإسلامية ، ودار بيننا حديث طويل تجاوز الساعتين تناولنا فيه الشأن العربي والدولي بشكل شبه مستفيض ومن خلال تحليل ورؤى إيرانية ...
بدأ الحديث من حرب تموز 2006، وكيف أن العرب قاطبة فشلوا من أن يستغلوا- يستفيدوا- من هذا الحدث في تحسين مواقفهم مع الولايات المتحدة الأمريكية ويعززوا مواقعهم من جديد ، وان دورهم في هذه الحرب لم يكن أكثر من انعكاس للسياسة الأمريكية وكان موقف الجامعة " جامعة الدول العربية " والسعودية ومصر خير شاهد على ذلك ، وما أعقب ذلك من أحداث نهاية العام 2007، و2008.وما قيل عن الدعم السعودي والمصري لوليد جمبلاط وسعد الحرير وسمير جعجع وكل رموز هذا الفريق (الموالى لأمريكا) الذي منى بالفشل الذريع ومعه كل الأطراف الداعمة والمشاركة .
وكيف سقط العرب مرات ومرات في الامتحان العراقي الذي دمر عن آخرة وهم شهود وحضور ومشاركين ،دون أن يكونوا طرفا أصيلا في اى مصلحة ولم يلحقهم سوى الضرر والضرر البالغ ، ولم يفلح الساسة العرب أن يكونوا مشاركين أو حتى مراقبين لكل التطورات التي تحدث في العراق خاصة مع انتهاء القرار الاممى الخاصة بالقوات الدولية والذي سينتهي بحلول يناير/ كانوا الثاني 2009.وما يصاحب هذا من اتفاقيات أمنية واتفاقيات شاملة بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية .
وما ما حدث ويحدث فى فلسطين فحدث ولا حرج فالقضية الفلسطينية بفعل التدخلات العربية التي توظف هذه القضية لصالحها وان اضر ذلك بالقضية والشعب الفلسطيني حتى تراجعت هذه القضية تراجعا مخيفا بعد الانقسام الحاصل مابين السلطة الفلسطينية المتمثلة فى فتح والرئيس " ابومازن" و" حماس" وفشل قمة مكة وحوارات القاهرة وكل الجهد العربي على هذا الصعيد ، ولم يستطع هؤلاء الزعماء الاستفادة من هزيمة "إسرائيل" ، ولا من اختلال الأوضاع بها بعد فضائح رئيس وزرائها ، وكذلك الاستفادة من اى أوراق فى أيديهم بل على العكس من ذلك تماما .
الأمر الأشد تعجبا أن هؤلاء الزعماء (العرب) بما حققوه من فشل ذريع راحوا يغنون الأغنية الجماعية " الخطر الشيعي ... قادم.." !!
الجديد لدى الإيرانيين
بعد هذه البكائية العربية التي رحنا نتحدث فيها باغت محدثي وماذا لدى إيران وهى واقعة فى مرمى النيران الأمريكية ويمكن أن يكون مصيرها هو نفس مصير العراق ؟
تبسم صديقي قليلا وراح يقول لي أن سأنباك بالجديد وماذا فى الجعبة الإيرانية ؟
السياسة الأمريكية تعانى من تعثرات متعددة فى المنطقة بما يهدد المصالح الأمريكية نفسها ، ولم يفلح أصدقائهم من العرب فى تقديم اى عون على الإطلاق وكان على الولايات المتحدة البحث عن من يقدم لها حلول فعليه لإنقاذ هذه المصالح ، وقد تجلت هذه الحوارات فى الأزمة اللبنانية والأزمة العراقية وكذلك فى الافغانستان ، على ضوء هذه المشاورات فى هذه البؤر الصراعية أدركت الولايات المتحدة أنها فعلا أمام دولة وأمام مؤسسة قوية وليس أمام أمزجة وأهواء لساسة جاءوا إلى مواقعهم بفعل الصدفة البحتة أو بفعل القوة الغاشمة .
والكلام ما يزال على لسان صديقي :الولايات المتحدة أدركت أنها لايمكن أن تحرس مصالحها بعيدا عن الجمهورية الإسلامية وان الجمهورية ليست من السهل بمكان تجاوزها فى الترتيبات التي تجرى فى المنطقة فضلا عن إعلان الحرب عليها .
وقال: ياصديقى ما تراه من تصعد فى النبرة الأمريكية ليس إلا نوعا من الكبر والتغطية الإعلامية على سلة الاقتراحات الإيرانية التي يدور بشأنها الحوار بيننا وبينهم ومن أهم هذه الحوارات والترتيبات هو الشأن الفلسطيني . فقلت هل هناك حوار إيران طرف فيه حول الشأن الفلسطيني ؟

الدولة الواحدة
الحديث حول فلسطين وإسرائيل يمثل أزمة للولايات المتحدة أصبحت بمرور الأيام عصية على الحل وأصبحت الإطراف العربية غير قادرة على الدفع بالقضية إلى اى مساحة ، وعليه فقد تقدمت إيران باقتراح ترعاه إيران على المستوى الفلسطيني وترعاه الولايات المتحدة على المستوى الاسرائيلى يصاحبه تعهد ايرانى بعدم القيام باى عمل عدائي ضد إسرائيل ، وفى المقابل إجراء استفتاء حول إعلان دولة واحدة لكل الذين يقيمون على هذه الأرض " فلسطين " بما فيهم فلسطينيو المهجر ، وقد أوضح – صديقي – أن الخلاف أو المفاوضات الجارية الآن هو حول من لهم حق التصويت . هذه واحدة .
الثانية : حول الضمانات التي تحفظ لليهود بعض من الحقوق السياسية والاجتماعية وغيره ... ومتد الأمر على هذا النحو وفى هذا الشأن وهو يحدثني فى هذا الأمر وعن تفصيلات تعهدت أن لا أذيعها أو اكتبها لكنه قال إن التصور الذي يمكن أن أنقله إليك حول هذه المباحثات أنه من المستهدف أن تكون فلسطين المستقبل دولة واحدة على غرار ما تم فى جنوب أفريقيا..
ثم انتقلنا إلى الشأن العراقي وحدثني حديث مشابه عن هذا الحوار الايرانى الامريكى والذي له مغزى واحد هو أن إيران دولة عظما ليس على مستوى هذا الاقليمى (العربي) وفقط بل فى الشرق الأوسط ككل .. ساعتها دار سؤال فى نفسي وفى رأسي هل أصبحنا رعايا إيرانيين .. وربما جاءت أبيات العظيم الراحل نزار قباني وهو يقول : متى يعلنون وفات العرب !!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني