الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسباب الحرب الأهلية في العراق متوفرة – هل يمكن تذليلها؟

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2004 / 2 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


 غدت الحروب في عصرنا حروبا أهلية بشكل رئيسي    –  أي  حروب بين جماعات مختلفة في بلد واحد. و عادة يكون أمد الحروب الأهلية طويلا ، و ضحاياها من المدنيين على الأغلب و   تدمر البلاد و تحولها إلى خراب بدرجة أكبر مما يحدث في حروب نظامية  تندلع  بين دول معينة.
فالحرب  الأهلية  فعالية  ظالمة و دموية تودي بحياة آلاف الناس و ترافقها  اعتداءات جنسية و تقع حلات اغتصاب كثيرة و
 تشرد و في  أسوأ الحالات تؤدي إلى تطهير عرقي وإبادة جماعية .
و أن  الجرائم التي ترتكبها جماعة ما بحق أخرى ، تخلف جراحات عميقة ،  و كسر عظام ،   تلزمها ربما مئات السنين لتندمل. وقد  يتصور البعض  النزاعات  الأهلية أقل دمارا و خطرا ، دون أن يروا ما تتركه من خراب خراب مادي و روحي كبيرين بسبب العداوة و البغضاء التي تخلقها في نفوس الناس التي تمسهم . 
فما الذي يؤدي إلى تفجر مثل هذه   الحروب الداخلية الفظيعة ؟  ارى أن الكراهية القومية و الاثنية  و النزاع الطائفي و الخلافات الدينية و المظالم الإجتماعية و القلاقل السياسية  من أهم العوامل التي تقف وراء حروب من هذا النوع. و ثمة كثيرون  يبذرون بذور الكراهية و الفرقة و الشقاق التي تؤدي إلى اندلاع معارك لتحقيق مآربهم التي عادة لا يعلنونها ، بل يغطونها بشعارات مضللة و أهداف كاذبة.  فالحرب الداخلية الكردية  طرية في أذهاننا ، كان وراءها الصراع على المال و السلطة ، و تمت التهيئة لها اعلاميا و ثقافيا ، كما قام الظرفان بتعبئةمقاتليهما نفسيا و عسكريا .
و رحمنا الله نحن في اوروبا أن أبناء الجالية العراقية ليست لها أية سلطة لتستخدمهاللتذابح و القتال. فهنا ايضا انخلقت مجاميع عشائرية و قبلية  متنافسة في سعيها لاستغلال المنظومة الحاكمة في سبيل كسب أكبر ما يمكن من معونات الدولة . فنشأ العداء و الحزازات ، ولكن من حسن الحظ لا يقدرون على الحاق أذى كبير بالبعض  طالما هم في رعاية بلديات الدول المضيفة .  لكن بذور الخلاف موجودة في هذه الجماعات " المتحضرة " المقيمة في اوروبا و انه لو توفرت – لا سامح الله- التربة الخصبة لها و البيئة الملائمة لنمت هذه البذور الخبيثة  لتنفجر نزاعات  يكون وقودها بشر .

و قد جاء في تقرير للمعهد الدولي لأبحاث السلام في استوكهولم ،  أن أكثر من يدخل في النزاعات المسلحة " تدفعهم نوازع الغلب الشخصي" . و يضيف التقرير : " الأطماع و الجشع تأتي في مقدمة ما يعبرون عنه في نزاعاتهم و بأساليب مختلفة، سواء في  التجارة بالجملة بالماس و التي تجري من قبل قادة عسكريين و سياسيين أو النهب وز السلب في القرة الصغيرة و الذي يقوم به شباب مسلحون".
و قد جرت في السنوات الأخيرة مساع دولية لوضع حد لبعض الحروب الداخلية بالضغط على الأطراف المتقاتلة في سبيل التوقيع على اتفاقيات سلام. و بعثت بعض الدول قةات حفظ سلام للمحافظة على عمليات تطبيق اتفاقيات السلام الوقعة عليها . لكن هناك قلة من الأمم تملك المال و الإرادة الذين يلزمان للتدخل في بلدان تبعد عنها مسافات بعيدة جدا.  و كثيرا ما
تضرب الكراهية و سوء الظن بجذورها عميقة ، بحيث تجعل أية اتفاقية سلام بين الجماعات المتقاتلة في أحسن الأحوال.و  هشة للغاية  . و ليس عجيبا أن تعود المعارك تندلع من جديد بعد بضعة أسابيع أو أشهر  من التوقيع على وقف اطلاق النار.
SIPRI و مثلما تؤكد       
   " إنه من الصعب التوصل إلى سلام ، حين تملك أطراف القتال كلا الإرادة و الأمكانية للاستمرار في المعارك" .
و هنا علي أن أوكد دائما على أن السبب الرئيسي للحروب هو الكراهية و الأطماع ، ليس الرصاص و البنادق. الطمع هو السبب الأساس للحروب، و أن الكراهية تسبب العنف . و لكي ندمر هذه المشاعر الهدامة ، ينبغي على البشر أن يغيروا من أساليب تفكيرهم . عليهم أن يتعلموا كيف يعيشون في وئام و سلام .
و أنه للأسف الشديد هناك اناس في العراق شغلهم الشاغل هو إثارة النعرات الطائفية و القومية و الدينية ، و التهيئة لخلق نزاعات دموية  في المجتمع العراقي ، و كأنه لم يكفه ما عاناه لعشرات السنين من هتك أعراض و قتل و حروب .
و أن مما يساعد على الحرب الأهلية في العراق هو توفر ألأسلحة و خاصة الاوتوماتيكية و سهولة الحصول عليها من قبل من ينوي قتل غرائمه ، فالنظام البعثي المقبور جعل من العراق ترسانة أسلحة ، كلف أهل العراق لقمة عيشهم و رفاهيتهم ،... ترسانات أسلحة تحتها مقابر جماعية .
وأنه بلا ادنى شك هناك ساسة لا ضمائر لهم ، ولا يردعهم شئ في سبيل الوصول إلى مآربهم و لا يرف لهم جفن إن ضحوا بأكبر عدد من البشرمادام يمكنهم نحقيق أهدافهم و نيل مبتغاهم فوق جثث ضحاياهم .  و إن أخطر ما نواجهه اليوم هو روح الخلاف و التكفير بين المذاهب الاسلامية .   و يعلم المرء خلال المواقع الألكترونية للجماعات السلفية الاسلامية مدى خطورة ما يواجهه المجتمع العراقي . هذه الجماعات قد استباح دم الشعة  علانية و عن قناعة و ايمان .  و اريد أن اوكد هنا أن من يدفع ثمن هذه العداوات هم اناس أبرياء ، لا ناقة لهم و لا جمل في كل هذه المذاهب و شيوخها و أئمتها.
فعنما سيطرت قوات الطالبان على افغانستان و غزا افرادها قبائل الهزارة الشيعية ، فقتلوا رجالها و اغتصبوا نساءها و سبوهن ، وفقا للشريعة الاسلامية التي يؤمنون بها . اولئك الضحايا لم يكونوا خامنئي و لا رفسنجاني و مقتدي الصدر أو أي واحد من المراجع و الآيات ، و لا السبايا من نساء الملالي الحكام و الأئمة ، بل فلاحون جائعون كان كل قدرهم أن يحسبوا على المذهب الشيعي .
و أن بين أبناء العراق اناس شرفاء ، فليأخذوا على عاتقهم محاربة الفساد و الشقاق و النفاق و سحق بذوره . كل حسب امكانياته ، و هناك مواقع الكترونية يمكن الاستفادة منها و فضح أي بادرة يراد من ورائها خلق الفتن و العصبية .
وألا يخافوا في هذا السبيل لومة لائم ، ففي عصنا هذا لم يعد هناك اناس لا يعلمون ما هي الغاية في نفس يعقوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق