الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رقص الكهرباء

ضمد كاظم وسمي

2008 / 9 / 16
كتابات ساخرة


قبل سنوات خلت تعرضت الشركة المسؤولة عن إدارة وتوزيع الكهرباء في مدينة القاهرة الى إنتقادات لاذعة بسبب بعض الخلل الذي أصاب التغذية الإستهلاكية من الكهرباء للمواطنين .. لكن أحد الكتّاب الساخرين وصف حال الكهرباء وهي تلاعب أهالي القاهرة على (( الوحدة ونص )) على طريقة الرقص الشرقي .. وهو يعزو هز البطون .. وأزيز المجون الذي تمارسه الكهرباء الى قيام الفنانة القديرة المبدعة فيفي عبدة بتملك شركة كهرباء القاهرة وإدارتها .. وبالتالي طالما أن الفنانة (( الرقاصة )) ذات مؤهل علمي متقدم جداً وهو (( دكتوراه دولة في أصول الرقص الشرقي )) .. فكان لابد وأن توظف هذا التخصص الفريد في خدمة الشعب من خلال شركتها المحصورة خدمتها في تقديم الطاقة الكهربائية للمواطنين .. وحيث أن أغلب أهلنا في القاهرة من أهل الله الفقراء الذين ليس بمقدورهم التمتع بفنون شارع الهرم ولاسيما الرقص الشرقي سواء أكانت تؤديه أستاذة وفنانة كبيرة كفيفي عبدة – مع الإعتذار لها ولفنها التمثيلي المبدع أما الإعتذار لفنها الراقص فنتركه لغيرنا من الذين يلاعبون شعوبهم بطريقة ( الرقص الشرقي ) – أو عالمة شعبية تستهوي الغلابة للإلتذاذ النظري بالأجساد البضة الطرية .. وتنسيهم هموم الفاقة والعوز . لذلك كله قررت إبنة عبدة ان تقدم مكرمة لهؤلاء الغلابة عن طريق الكهرباء الهزازة الرقاصة .. وهذا ما فطن أخيراً إليه القيّمون على الكهرباء في العراق في إتخاذها مطية لتفسير البلية عندما أدعوا ضيق ذات اليد حيث إعتبروا التخصيصات المالية لاتفي بحاجة التوظيف الإستثماري في قطاع الكهرباء حتى حولوه الى جهنم .. كلما أطعموها بالمليارات قالت هل من مزيد ؟ .. فبعد القطع والنطع الكهربائي المبرمج والعشوائي الذي أودى بحياة معظم الأجهزة الكهربائية البيتية – أما الأجهزة المصنعية والمعملية فهي غير شغالة على الخطوط الوطنية أو هي في حالة سبات تفكيكي لم يبق منها سوى الهياكل – طبعاً تدمير الحياة ، البلاد والعباد هو من أهم سمات العراق الجديد الذي بدأ مع الإحتلال والذي تم إختصاره أخيراً في إقتتال فقط بين من ينتمي مذهبياً الى س وبين من ينتمي مذهبياً الى ش .. علماً أن ش أقرب الى س من حبل الوريد والعكس صحيح !!!
نعم بعد ذلك القطع المدمر .. تكرموا علينا بإستيراد الطاقة الكهربائية من الجيران الأخوة / الأعداء .. فهلت علينا بنورها ة الشاحب كغسق العراق .. الذي قرح عيوننا بدمع قان .. فإضطرننا لشراء أجهزة رافعة للقدرة الكهربائية علها تساعدنا على تشغيل الأجهزة الكهربائية البيتية .. لكنهم لم يكتفوا بهذه الطاقة المصابة بفقر الدم كأكثر فقراء العراق الذين ينوف عددهم على العشرة ملايين نسمة .. حتى تحولت الكهرباء بقدرة قادر الى راقصة تلاعبنا على (( الوحدة ونص )) صعوداً وهبوطاً .. فولتية عالية تعقبها فولتية منخفضة تقترب من الصفر ( حبة فوق حبة تحت ) .. وبذلك فشلت أجهزة رفع القدرة الكهربائية في تشغيل الأجهزة والتلفزيونات والثلاجات والحاسبات التي كانت معولنا الأخير . أيها المسؤولون .. أن سويعات التغذية الكهربائية للمواطنين ما عادت بذي فائدة .. بل أن وجودها أصبح أكثر ضراراً من إنقطاعها لأن وجودها الهزيل .. يحرمنا من كهرباء المولدات الأهلية التي باتت تستنزف دخولنا المحدودة . والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي