الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشفافية الاسرائيلية

محمد كليبي

2008 / 9 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تشهد دولة اسرائيل هذه الايام عملية تحقيق واسعة وطويلة مع رئيس الوزراء " ايهود أولمرت " في تهم تتعلق بتلقيه أموالا- المبلغ الاجمالي هو 150 ألف دولار لا غير !!؟؟ - أثناء حملته الانتخابية السابقة , من رجل أعمال أميركي / يهودي .
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها في اسرائيل توجيه التهمة والتحقيق وحتى المحاكمة لزعماء سياسيين من العيار الثقيل , وزراء ورؤساء وزارات ورؤساء دولة , وهو ما حصل مع الرئيس الاسرائيلي السابق " موشيه كتساب " والذي اضطر الى الاستقالة من منصبه كنتيجة لتلك الاتهامات وتلك التحقيقات .
وهذه الحالة الاسرائيلية الغريبة على العالم العربي دفعت وتدفع الاعلام العربي , الرسمي وغير الرسمي على السواء , الى شن حملة شعواء لتشويه دولة اسرائيل والحكومات الاسرائيلية المتعاقبة والطبقة السياسية في اسرائيل , وكيل الاتهامات لها بالفساد السياسي والمالي والاداري وحتى الفساد الأخلاقي ... وجميع أشكال وأنواع وألوان الفساد .
وأنا هنا بالتأكيد لا أدافع عن الفساد في اسرائيل , فالفساد مدان أينما كان . لكني أعتقد أن الحالة الاسرائيلية هي حالة ذات بعدين اثنين , لكن العرب والاعلام العربي لا يعرف , أو لا يرد ان يعرف , الا الجانب السلبي من المسألة , جانب الفساد , ناسيا أو متناسيا الجانب الآخر , الجانب المشرق , جانب الشفافية التي تتمتع بها اسرائيل والحياة السياسية في اسرائيل .
بل ناسيا ومتناسيا أن أغلب الانظمة العربية أنظمة فاسدة علاوة على كونها أنظمة سياسية دكتاتورية , بل انّ البعض منها أنظمة سياسية " مغتصبة للسلطة " .
اذا فالحالة الاسرائيلية , التي يدعوها العرب بالفساد فقط , هي كما أعتقد , حالة متقدمة من الشفافية السياسية والمالية والادارية. انها حالة مركبة من الفساد والشفافية التي تؤدي الى كشف الفساد . بينما في الحالة العربية فالوضع جد مختلف , فلا وجود - ظاهر - للفساد من أي نوع , لعدم وجود الشفافية الحقيقية سواء على المستوى السياسي أم على المستوى المالي والاداري وذلك بالتأكيد لغياب الديمقراطية الحقيقية في العالم العربي الذي يسودة الاستبداد والظلم والطغيان .
لكن لو افترضنا - مجرد افتراض - أن لدى العرب ولو الجزء اليسير من الشفافية السياسية والمالية والادارية والجزء اليسير أيضا من الديمقراطية الحقيقية , لتكشفت لنا الانظمة العربية " غارقة " في بحور من الفساد لا أوّل لها ولا آخر . انها أنظمة تنهب بلدانها وشعوبها بلا رقيب أو حسيب , وبلا ضمير .
أعتقد ان الحالة الاسرائيلية السالفة الذكر , أي حالة الشفافية السياسية والمالية والادارية , والتي تؤدي الى ما تشهده دولة اسرائيل من اتهامات وتحقيقات ومحاكمات وادانات وعقوبات لكبار الشخصيات السياسية الاسرائيلية , تعود الى العوامل التالية , التي تميز دولة اسرائيل عن المحيط العربي والشرق أوسطي و العالمثالثي عموما
العامل الأول :
الديمقراطية الحقيقية التي تعني أول ما تعني التداول السلمي للسلطة , التي تسود الحياة السياسية في اسرائيل , سواء على المستوى الوطني أم على المستوى الحزبي .
العالمل الثاني :
التعددية السياسية والحزبية الحقيقية , والتي تعني أول ما تعني وجود معارضة قوية وفاعلة تراقب السلطة وتبلغ عن أي تجاوزات سياسية أو مالية أو غير ذلك .
العامل الثالث :
الحرية الحقيقية والاستقلال الحقيقي لكل من السلطات والهيئات التالية : الصحافة والاعلام عموما أي السلطة الرابعة , الأمن والشرطة القضائية والعدلية , و السلطة القضائية . فلا أحد في اسرائيل فوق القانون مهما على شأنه وارتفعت زعامته ومكانته .
فأين العرب من كل ذلك أين ؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه