الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق في زمن الكوليرا هل يغري الاعداء في التجسس ؟

ابراهيم زيدان

2008 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


شأنها شأن النكات السمجة ، تثير احدى الصحف الامريكية قضية تجسس الادارة الامريكية على الحكومة العراقية ، والكل يعلم ان جميع الحكومات المتعاقبة بعد سقوط النظام السابق تعمل في ظل الاحتلال الامريكي الذي ينفذ اجندة اسرائيلية لتدمير العراق على وفق سيناريو معد سلفا في غرف اصحاب القرار الموالين لاسرائيل في البيت الابيض .
ان الذي يصدق هذه النكتة كمن يتجاهل الواقع المشار اليه ، فحتى رئيس النظام السابق كان يتجسس هو الآخر على جميع اركان حكومته نتيجة الهواجس والشكوك من حدوث انقلاب عليه في اية لحظة بسبب سياسته الظالمة التي اوصلت العراق والعراقيين الى الجحيم الذي لايطاق ، وامريكا تشبه الى حد كبير في ممارساتها التدميرية ماكان يفعله صدام حسين تجاه الشعب العراقي ، اذ لم تختلف الممارسات فمن سيىء الى اسوأ ، ولذا فهي تتوجس من حالة الغليان الشعبي الذي يمور في البلاد وتدرك جيدا ان تأريخ العراق شاهد على اندحار كل احتلال ولو بعد حين ، ومادامت قد وضعت في خطتها البقاء في العراق اطول مدة لتنفيذ المخطط التخريبي الذي يستهدف ليس البنية التحتية للعراق وانما البنية التحتية للمواطن العراقي وصولا الى تحقيق الحلم الصهويني في تحطيم الروح المعنوية لدى الفرد العراقي من اجل ارغامه على القبول بكل المشاريع التي ستطرح على الطاولة مذعنا من اجل الخلاص من هذا الجحيم الذي لم يعشه اي شعب على الكرة الارضية ، وفي مقدمة هذه المشاريع هو القبول بالمحاصصة الطائفية التي ستبقى اسفينا يهدد الوحدة الوطنية ، بل وحتى الجغرافية لاسمح الله .
والمشاريع تترى اذ لاتزال الصيغة النهائية لما يسمى بالاتفاق الامني تواجه رفضا من فئات كثيرة من الشعب الحي هذا ، مرورا بقانون النفط والغازالذي يعد القانون الاهم في هذه اللعبة القذرة ، فالضغوط على الحكومة وجميع الاطراف السياسية مستمرة من اجل تمرير القانون بالصيغة التي وضعها اصحاب الشركات الاحتكارية .
ان الادارة الامريكية في ظل التجاذب والصراع السياسي في العراق الذي صنعته ليست بحاجة اي تجسس ، فبعض الاطراف تغازل الاحتلال من اجل الاستئثار بالسلطة والبعض يتخذ اسلوبا لايقصد منه سوى تخريب العملية السياسية باي شكل من الاشكال تنفيذا لاجندة خارجية ، والوضع لايزال مختلفا وان قيل عن مصالحة وطنية لاتزال في الافق على الرغم من انعقاد اكثر من مؤتمر بعيد كل البعد عن الاسباب التي عقد من اجلها حسب قول اطراف كثيرة بعضها يقاطع العملية السياسية .
ان التجسس هو نهج دأبت عليه الادارة الامريكية منذ تأسيسها ، وقد انفقت الكثير من الاموال في هذا الاتجاه ، ولكن الوضع في العراق لايحتاج الى تجسس في ظل هيمنة امريكية اوصلت الحال الى خراب تسوده الكوليرا وعصابات كاتم الصوت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-