الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستنقع الفوضى

نبراس المعموري

2008 / 9 / 15
كتابات ساخرة


قاموس حياتنا يبعث رائحة الفوضى، هنا وهناك تجد انها انتشرت و تطايرت يمينا ويسارا ،ولعلي انا الان في بوتقة الفوضى، فكيف يكون الانسان وهو محاط بعناصر بدأت تنقل العدوى لمن تبقى ؟ تركيبة اجتماعية اجد نفسي غريبة فيها .ولعل هناك من يقرأ هذا المقال قد يؤيدني او يعارضني والمؤيدون لي هم من امتلكهم الهاجس ذاته الذي اصابني..... نتقل في الشوارع فنجد الاكتضاض بالسيارات والسير المخالف للطريق قد بات سمة تعلو شوارعنا ومسالة طبيعية لانقاش فيها فلأفواه اغلقت الحديث بهذا الشان، ولايحبب ان نتبادل النقاش حول عجلات تسير بشكل عشوائي واصوات (الهورنات) المزعجة التي اضحت اجراس ونغمات تطرب مسامع صانعي الفوضى .......ونرضى ونسكت ونقول ازدحام لاضير لكن الادهى والامر هو عند وصولك لمنزلك لتاخذ قسطا من الراحة وهنا تتحول الراحة الى عاهة تصيب بدنك فالكهرباء والانقطاعات تجعل ليلك غارقا بعرق جسدك رغم كل ماقيل بان هناك جدولا وتنظيما لاعطاء جرعات من التيار الكهربائي فاين تلك الجرعات ؟ اسأل من حولي فيجيبني لاباس هناك خط السحب وهناك مولدة المنزل فكمية من البنزين وتنتهي المشكلة ....لكن تعلمون ان ما اصاب الشوارع قد اصاب محطات البنزين والظاهر ان بلدنا لايطفوعلى بحيرة نفط بل يطفو على مياه اسنة فاحت رائحتها وامتدت لتغلق الشوارع وتطفئ الكهرباء ولكي تكون هي بالمرتبة الاولى بحجم المسنقعات التي جعلت الماء الصافي فقيرا لايكاد ياتي وينقطع، وهكذا يقضي المواطن يومه يبحث عن البنزين ليولد الكهرباء لمنزله وماءا ليغتسل ........هكذا تكون حياتنا حيرة وهما وبحثا عن اشياء اصبحت في افقر البلدان شيئا متاحا ولايشكل مشكلة .........وعندما نشخص المرض نجد ان الفوضى وعدم الاكتراث كان اداة الدفع والتفعيل، فمؤسساتنا خير دليل على تفعيل الفوضى، واذا اكملت معاملتك فانت محظوظ واعتقد انك اكملتها اما بالواسطة او بالرشوة ......حال لايسر ويدعو الى التفكير كيف يكون الانسان وبالذات المثقف العراقي وسط هذه الفوضى وقدرته على الانجاز والتطوير كيف ستكون ؟ اعتقد ان الوسط الثقافي قد احرقته الفوضى وما ينتج امسى ضعيفا وهشا وهنا نجد المسؤول ينادي المثقف العراقي لياخذ دوره وينتج ...فهل يعلم المسؤولون ان المثقف غارق في مستنقع الفوضى وكلما حاول الخروج جاءه حارس المستنقع ليقول له لاتخرج فوجودك معنا مشجع لمعنوياتنا ......كيف لا والحقد قد اثلج صدور قليلي الوعي ومبغضي العلم والتطور فهم اليوم متساون مع من يطلق عليه مثقفا وكما يقول البعض اساوت الروس ...بل اكثر اصبح الوالي والمهيمن على كثير من المستنقعات يتباهى ويشير ببنانه انظروا كيف كنت وكيف صرت فانا امتلك المال والقرار وانتم لاشيئ انتم رعايا لي في مستنقع الفوضى ........هذا هو حالنا وان اردنا ان نغير فنحتاج الى الكثير من مجففي المستقعات وزارعي الورود فمتى لانعلم وسنبقى نترقب لعل الموعد قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كازينو لبنان يفتتح موسم الحفلات الصيفية مع السوبر ستار راغب


.. «بوحه الصباح» رجع تاني.. «إبراهيم» جزار يبهر الزبائن والمارة




.. مختار نوح يرجح وضع سيد قطب في خانة الأدباء بعيدا عن مساحات ا


.. -فيلم يحاكي الأفلام الأجنبية-.. ناقد فني يتحدث عن أهم ما يمي




.. بميزانية حوالي 12 مليون دولار.. الناقد الفني عمرو صحصاح يتحد