الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصة الاسد في الحرب المقبلة

اديب طالب

2008 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


رغم المياه التي يرشها مسؤولون عرب ودوليون على الأجواء الحارة المنذرة بحرب مقبلة في المنطقة؛ وتطمينات كوشنير مثالا أولا، وتهدئات أبو الغيط مثالا ثانيا ، وانطباعات هيل مساعد وزير الخارجية الأمريكية مثالا ثالثا ... رغم كل تلك المياه الباردة قليلا؛ نستطيع أن نسمي الحالة الراهنة التي يعيشها الشرق الوسط بحالة ما قبل الحرب، والتي هي رهن الاشتعال أو التهدئة أو التأجيل... ولكن إلى متى ؟؟؟ 0

وعلى ضوء التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله والتي ستطال لبنان كله وفق إنذارات اولمت وباراك وليفني، والمتبادلة بين إسرائيل وإيران وآخرها تهديد الوزير ايتان بخطف نجاد وتقديمه إلى المحاكمة كنازي جديد والمتبادلة بين أمريكا وإيران وآخرها المناورات العسكرية الإيرانية في 8/ 9 / 2008 .... على ضوء الإشكال الثلاثة من التهديدات الأنفة الذكر؛ يحق لأي محلل سياسي أن يسأل: ما هو دور النظام السوري الراهن والمقبل في كل ذلك ؟؟ هل سيدخل الحرب مباشرة ؟؟ هل سيأمر فرقه العسكرية بالتحرك إلى الجولان ؟؟ ، أم سيكتفي بالخرس المطلق حربيا ولفظيا !! 0 هل سيدعم طرفا منها دعما لوجستيا فقط ؟؟ ، أم انه سيريح ويستريح ويقف إلى جانب الحائط الإسرائيلي الفرنسي الأمريكي ويدعو الله: ربي الستر ؟؟؟ 0 ولا نعتقد انه قد يحصل على الستر إلا إذا ما عاد عمقا جغرافيا لحزب الله ومنفذا سالكا باتجاهين بين الحزب الإلهي اللبناني والحزب الإلهي الإيراني 0 علينا أن نتذكر انه في ذروة التهديدات الإسرائيلية و إن الأسد قد سرب للصحافة انه لن يحارب إذا دخلت إيران الحرب 0

النظام السوري يدرك أولا زيف ادعاءات إيران بتحرير فلسطين و الجولان وزيف ترحيبها بإزالة الاحتلال بأي خطوة ولو تفاوضية وفق تصريح الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشاوي في 6/9/2008 بأن بلاده ترحب بكل خطوة تؤدي لإزالة الاحتلال من كل شبر من أراضي المسلمين _ من أعطى إيران وكالة عامة بالتصرف بأراضي المسلمين ؟ -- 0
والنظام السوري يدرك ثانيا أن هدف إيران الاستراتيجي أن تطل على المتوسط عبر نافذته ونافذة حزب الله ونافذة حماس وبما يعاظم دورها الإقليمي ورغبتها بشراكة مع النافذين عالميا على منابع النفط وطرقه ومخزونه الاحتياطي 0
النظام السوري يدرك ثالثا أن مفاوضاته مع إسرائيل ليست لتقطيع الوقت ، وليست لتمكين حماية إسرائيل له فقط ؛ بل هي سبب رئيس موضوعي لعزل إيران عن المتوسط ، وقد ابلغ الأسد وفدا بريطانيا في الآونة الأخيرة أن المحادثات السورية الإسرائيلية إذا سجلت تقدما فانه يصبح من المفيد والضروري للبنان إن يذهب بدوره إلى التفاوض مع إسرائيل ، وهذا ما ينفي الحاجة إلى الوظيفة الإقليمية لحزب الله الإيراني اللبناني وفي ظل دخول قضية شبعا مرحلة الحل الدبلوماسي وبالتالي تتصاغر الحاجة لغيران 0 حزب الله وحماس يسمحان لإيران أن تربط نفسها بالصراع العربي الإسرائيلي وواسطة الربط والعقدة المتينة اسمها سوريا 0 فإذا ما وصلت هذه السوريا إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل فان الربط والعقدة تصبح بلا معنى وعلى هذه السوريا أن تؤدي دور المتفرج من بعيد على أي حرب باردة أو حارة !!! وليس أمام النظام السوري إلا أن يطلب الستر الذي سبق وتحدثنا عنه 0 وليس من المستبعد أن يتحول إلى ورقة ضغط من بعيد على إيران وحزب الله وحماس بحكم معرفته بإسرار الثلاثة معا 0
يقول المعلق السياسي : العمل الذي يمكن أن يغير الاتجاه في المنطقة هو اتفاق سلام إسرائيلي سوري لأنه استراتيجيا سيعزل حزب الله وسيصعب الوضع على حماس ويشكل تهديدا لإيران وينفخ الريح في أشرعة القوى المعتدلة القلقة في العالم العربي السني 0 إن ما قاله شافيط يدعم بوضوح ما ذهبنا إليه حول دور الأسد في التهيئة للحرب المقبلة 0


لم يعتمد الأسد الابن في يوم من الأيام كشرطي حراسة شرعي يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة 0 ما فعله الأسد الابن بين 2003 و2008 كان عكس ذلك تماما على أمل أن تصدر الجهات الدولية المسؤولة قرار تعيينه وهذا ممكن إذا انتقل إلى المعسكر الأمريكي الإسرائيلي نهائيا وقد يفعلها وهذا الأمر سيحدد حصته في الحرب المقبلة 0

الأسد الابن وريث أبيه و سره ومنفذ وصاياه: << أي بني إياك والحرب.... حفظت حكمنا كعائلة وطائفة ، وحفظت امن إسرائيل وهذان أمران متلازمان 0 لم تكن في أيامي الظروف مواتية لانجاز الصلح مع جارنا العبري 0 أن أصبحت مؤاتية فاعمل بالمثل القائل : إذا جاءت رياحك فاغتنمها 0 تركت لك ثلاثة أوراق مهمة ؛ الأولى إبقاء السوريين فقراء و محتاجين معاشيا و سياسيا وعسكريا واجتماعيا و ثقافيا 0 الثانية علاقتك مع إيران الثالثة علاقتك مع حزب الله وحماس 0 ضع هذه الأوراق في جيبك تمهيدا لوضعها على طاولة المفاوضات مع إسرائيل وانتبه أن تكون برعاية أمريكية جدية 0 حذار من المبادئ وعينك اليمنى على المنافع وعينك اليسرى على أجهزة الأمن 0 أحفظ حكمنا وثروتنا كعائلة وطائفة وإياك والحرب مرة ثانية وكان الله معك >> 0 كان لابد من إدراج هذه الوصية حتى نحدد البعد التاريخي لتصرفات الأسد الابن فعذرا وعودة إلى لب الموضوع 0

لقد استطاع الأسد الابن إن يستثمر النصر التموزي الذي اهدي إليه في ترميم مكانته الإقليمية وفي التناهي مع صانعي النصر وفي براباغاندا الممانعة والصمود والتصدي والرفض اللفظي، نعم استطاع ذلك.
وكما أبتدع الأسد الأب شعار التوازن الإستراتيجي مع "العدو" الإسرائيلي من باب الإبداع الشعاراتي وصولاً إلى إقرار الأمن والبقاء المشترك إستراتيجياً مع الدولة العبرية فإن الأسد الابن أستثمر النصر الإلهي كورقة في قطار مفاوضته السرية والعلنية دعماً لذلك الإقرار والبقاء واللذان أرساهما أبوه.وعلينا هنا أن نتذكر رسالة أولمرت لشيراك في حرب تموز 2006 التي أكد فيها أن بقاء النظام السوري حاجة إستراتيجية لبلاده، وإنه لن يتبادل إطلاق رصاصة واحدة مع الأسد الابن مهما استعرت الحرب.
النظام السوري ضعيف عسكرياً منهار اقتصاديا مفكك وطنياً، نظام كهذا لن يحارب.الأسد لن يحارب أحداً في الحرب القادمة ولأنه كذكلك سيأخذ"حصة الأسد" فيها على الأغلب والله أعلم.

د.أديب طالب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة