الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنت صحفي ....أذن أنت في خطر

يحيى الشيخ زامل

2008 / 9 / 17
الصحافة والاعلام


الصحافة.. بالإضافة إلى كونها مهنة الهموم والمتاعب أصبحت مؤخراً ذريعةً للقتل وتصفية الحسابات ، مع أن الصحفي كان ولا يزال مثالاً لـ (شمهودة ) التي تلطم مع الكبار وتأكل مع الصغار ، ولم يجني من وراء هذه المعمعة غير القتل والتغييب والتهجير حتى ذهب مثلا ورقمأ قياسيا في أعداد قتلاه وخاصة في العراق .
كان قلم الصحفي في الزمن البائد مقيداً ومجيراً لماكنة النظام الأستبدادية ، وكل من توسوس له نفسه أن يجير قلمه لضميره فأنه يذهب إلى المجهول ولن يراه بعد ذلك أحد وتلتصق به كل الضمائر والأفعال التي ترمز للماضي، ولكن بعد أن تهاوى ذلك النظام خرجت إلى الشمس المئات من المنابر الأعلامية والألآف من الإعلاميين والصحفيين الذين تنفسوا الصعداء وأصبحوا يقولون وينقلون ما يشاهدون وضمائرهم حية حاضرة ، من دون خوف من رقيب ولا عتيد ......فهل يعجب بقايا ذلك النظام ذلك ؟ ....وهل يروق لبعض الذين يريدون أخفاء جرائمهم ذلك ؟ ..... وهل يرضى من تلوثت يداه وجيوبه بأساليب غير شرعية ذلك ؟ .....لذا أعلنوها حرباً على أولئك الذين لا يحملون سوى أقلامهم سلاحاً في ساحة حرب مفتوحة خالية من السواتر المادية والمعنوية ليكشفوا عن خساسة دوافعهم ، وليستاقط من أوار هذه الحرب المئات من جنود الصحافة بملابسهم المدنية ، ويفرغ في أجسادهم العدو الصديق شضاياه ورصاصاته المصنوعة في دول الجوار، وحتى هذه الساعة لايزال العراق البلد الأكثر خطورة على حياة الصحافيين في العالم رغم التحسن الذي شهده الوضع الأمني ، وذلك ما أكدته منظمة الدفاع عن الصحفيين في جنيف .
وكشفت هذه المنظمة في تقرير لها نشر على موقعها الالكتروني عن انخفاض عدد القتلى من الصحفيين في مناطق النزاعات خلال الأشهر السبعة الاولى من السنة الجارية بنحو 37 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية ، وأن احصائياتها تشير الى مقتل 48 صحفيا اثناء ممارسة عملهم خلال المدة من الاول من كانون الثاني وحتى نهاية تموز من العام الحالي ، مقابل 76 صحفيا قتلوا في المدة نفسها من العام 2007، مشيرة الى ان انخفاض عدد الضحايا من الصحفيين ناجم عن انخفاض حدة النزاعات ، حيث قتل فيه عشرة صحفيين منذ بداية العام الجاري.
صحفيون عراقيون اكدوا ان العمل الصحفي في العراق مايزال محفوفا بالمخاطر، مؤيدين ما جاء في تقرير منظمة الدفاع عن الصحفيين، ولحد الان هنالك خطورة على حياة الصحفي في العراق لان العمل الصحفي مرهون بالتطورات السياسية في العراق، وان المخاطر التي تهدد حياة الصحفيين في العراق مرهونة بالتجاذبات السياسية، أضافة إلى ان الافلات من العقاب ما يزال الامر الاكثر خطورة وتشجيعا على استهداف الصحفيين .
والعراق كما تشير الأحداث ما زال بلدا خطرا على حياة الصحفيين، في عموم محافظاته ، حتى المحافظات في كردستان العراق التي كانت تعد آمنة ، وكلما حدثت مشكلة سياسية انعكست على الواقع الصحفي، كما ان قوى الامن العراقية حتى الان لم تعرف كيفية التعامل مع الصحفي العراقي ومازالت تقيده وتمنعه من تغطية العديد من الاحداث كالانفجارات ، كما انها لم تكشف عن حالة واحدة من حوادث اغتيال الصحفيين التي تمت في السابق.
كما ان اشكال الاعتداءات على حياة الصحفيين تحولت من ممارسات تقوم بها جهات إرهابية الى ممارسات تنتهجها جهات ومؤسسات وأحزاب مختلفة أو مؤتلفة ، وأن هناك صدام مرتقب بين الصحفيين وبعض المؤسسات التي تعاني من الفساد الاداري والمالي في بعض مفاصلها، كما أن هنالك تقريرا مشابها لمنظمة " مراسلون بلاحدود " والتي اكدت فيه : ان العراق يعد من بين 12 دولة هي الأكثر خطورة على حياة الصحفيين حيث قتل 56 عاملا محترفا في القطاع الاعلامي بينهم 47 صحفيا وتسعة من معاونيهم في العام 2007.
وبرغم كل هذه التضحيات والخسارات التي تشهدها ساحة الصحفيين وذويهم ، لم تفي الحكومة بالوعود التي قطعتها على نفسها ، كتوزيع قطع الأراضي التي مرت عليها أكثر من عام ، أو توزيع المنحة التي منحها دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي في هذا العام .
فلم يجني الصحفيين غير الأبادة والتصفية وهم بأنتظار من ينصفهم وينقذهم من شؤم " شمهودة " ومن واقعهم المتردي ....فهل من مجيب ؟؟؟











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟