الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلاب البرلمان تنهش لحم الآلوسي !

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2008 / 9 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بسرعة فائقة وخلال جلسة برلمانية تناوشت كلاب البرلمان العراقي النائب مثال الآلوسي لتنال منه بسبب زيارته الاخيرة الى اسرائيل ، وشاهد العراقيون الوحوش الكاسرة القذرة من البرلمانيين اثناء جلسة يوم امس الاول كيف هجمت على الرجل متهمة اياه بالعمالة والمؤامرة وسلخوه من عراقيته وشككوا في نسبه وعائلته ، حتى ان واحدا من هذه الكلاب المسعورة ألغى نسبه العربي وعراقيته ودينه وشدد على ان عائلة الآلوسي يهودية ! لكن رئيس البرلمان محمود المشهداني رد الاتهام الاخير بمعرفته التامة بعائلة الآلوسي والتي يعود نسبها الى الرسول الكريم ( ص ) واوضح المشهداني معرفته بوالد الآلوسي وسمعته الطيبة ومكانته القيمة لمجاورتهم سنوات طويله ، ولم يتوقف نباح الكلاب الايرانية من البرلمانيين في الدفاع المستميت كعادتهم عن ايران التي هاجمها السيد مثال من اسرائيل ، وقف الجميع بالضد من هذه الزيارة ولكن بطريقة فضحت عهرهم وعمالتهم للنظام الايراني ، وعلى الرغم من ان الآلوسي قد ارتكب خطأ في التوقيت للزيارة جراء ظروف الوضع العراقي المعقد والمتشابك إلا ان زيارته هذه جلبت الفوائد الكثيرة للشعب العراقي الذي كان يتفرج على شاشات الفضائيات وهي تنقل وقائع جلسة البرلمان ، فكانت الاتهامات على قدم وساق ولم تتوقف ضد الآلوسي وانثالت بيانات الكتل الواحدة بعد الاخرى وهي تندد بهذه الزيارة العلنية لاسرائيل ، لكن الآلوسي لم يقف متفرجاً فكشف الكثير من المستور ضد الاحزاب التي تقوم بزيارات سرية لاسرائيل وزيارات علنية لايران وابدى شجاعة فائقة في الطرح والتعامل بالمثل وبفصاحة لسان مكنته من التفوق على خصومه الكثيرين ولوحده !

ومن المؤكد ان الآلوسي ارتكب حماقة في ظرف لم يكن العراق فيه مهيئاً لتلك الزيارة وان كانت شخصيته لا تمثل الحكومة العراقية إلا ان الشعب العراقي برمته قد تربى على قيم وافكار لا يمكن تغييرها تجاه الدولة العبرية المغتصبة لارض فلسطين وعلى الرغم من هرولة الحكومات العربية الى تطبيع العلاقات معها لكن الشعوب العربية مازالت ترفض ذلك ولاسباب معروفة للجميع ، ولعل البلد الوحيد الذي يرفض شعبه وبقوة علاقات التطبيع هو الشعب العراقي ، وادخل قبل فترة قصيرة رئيس الجمهورية جلال الطالباني تحت سخط واستنكارالاقلام العراقية والمنظمات والاحزاب لمجرد مصافحته ايهود باراك اثناء مشاركته في مؤتمر عالمي بالنمسا وطالب الجميع بتنحيته من منصبه الذي يشغله ، لكن الطالباني سكتت عنه الاحزاب الشيعية وبخاصة التابعة لايران لانه يرتبط معها بمعاهدات واتفاقيات تخص المحاصصة والنفوذ والسلطة ، وتم تبرير المصافحة بتبريرات غبية من قبل مكتب الرئيس والذي يشغله مجموعة من الافاقين الغارقين باموال الحرام ، ولم يناقش البرلمان في جلساته موضوعة الطالباني ولم يتجرأ احدا ان يتفوه بكلمة بالضد من تاريخه النضالي وصفقاته المربحة مع صدام حسين وبخاصة ارتكابه مجزرة بشتاشان سيئة الصيت ! فالاحزاب الكردية والشيعية تقف من خلفه ولا يمكن للبرلمان ان يحدث دوياً مؤثراً بخلع الطالباني وهو الذي يشغل اعلى المناصب في الدولة العراقية داخل المنطقة الخضراء عن طريق محاصصات الاكراد والشيعة الذين يهيمنون على كل شيء ! اما مثال الآلوسي فهو لوحده وان وقف رئيس البرلمان وحزب الفضيلة لجانبه إلا ان هؤلاء لا يمثلوا شيئاً في التصويت على قرار ما ، وبسرعة فائقة سحبت الحصانة من الآلوسي وطالب بعض النواب الشيعة باعدامه فوراً من دون الرجوع الى القانون والدستور وجواز السفر الذي لم يكتب فيه ( كل اقطار العالم عدا اسرائيل ) كما كان في زمن النظام السابق ! وبتبادل وتراشق الاتهامات ضد الآلوسي الذي فضح عهر وسياسة الاحزاب الشيعية التابعة لايران والتي تشكل خطراً ملموساً في الساحة العراقية ومازالت !

وقد استمرت مهزلة الاتهامات المتبادلة داخل قبة البرلمان حتى وصلت الى عبد الكريم العنزي ممثل حزب الدعوة تنظيم العراق المتميز بصوته القبيح حين يتحدث عبر قناة تلفزيونية ليتبادل اللكمات مع مثال الآلوسي في واحدة من التصرفات الطائفية القذرة التي كشفت عن الوجه الحقيقي للاحزاب الشيعية المرتبطة بايران سيما وان سيناريو الجلسة باكمله مرتب بدراسة مستفيضة من قبل المخابرات الايرانية التي تحاول ابعاد الشبهات عن دورها التخريبي داخل العراق . وبالرغم من رفع الحصانة عن الآلوسي إلا انه من المؤكد قد اكتسب عطف الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل التي ستحاول فرضه رغم انف الاكراد والشيعة ورغم انف ايران وتعيد حصانته وترفع من شأنه اكثر مما هو عليه ، كما وانه اكتسب عطف الكثير من العراقيين الذي شاهدوا جلسة البرلمان والكلاب التي افترست الآلوسي وهي ضاربة عرض الحائط القانون والدستور والقيم والاخلاق ، ومثل هذه الكلاب المسعورة لا يمكن ان يأتمنها شعب العراق على ثرواته وان اوغلوا في سرقتها لكل هذه السنوات ! فهؤلاء من اوصل العراق الى مستنقع الحروب والدمار والقتل على الهوية والاغتيالات والتهجير والتقسيم ، هؤلاء البرلمانيون فضحوا انفسهم امام الجميع بتصرفاتهم وسجالاتهم ولكماتهم لمثل هذه القضايا ، لكنهم لم يظهروا هذا الحرص الشديد ازاء قضايا مصيرة تخص الوطن فاغرقوه بالنزاعات والعمليات الارهابية ! صحيح ان توقيت الزيارة هو خطأ جسيم لكنه افاد الشعب وكشف له المستور من غرائب الامور التي كانت خافية على المواطن المسكين !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا