الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال الحرية فقرة من دستور العراق الجديد

كوهر يوحنان عوديش

2008 / 9 / 17
الصحافة والاعلام


حرية التعبير عن الرأي التي يتشدق بها مسؤولي عراقنا الجديد، والديمقراطية التي حاول الدكتور سام تعميمها على العراقيين من خلال حقنه للقابضين على الكرسي بقليل منها، وغيرها من الشعارات الرنانة التي ملت من سماعها اذاننا لم تكن سوى تنويم مغناطيسي من طراز حديث لشعب دمرته الحروب واهلكته سنوات الحصار.
كشهود اولا ومواطنين عراقيين ثانياً، لنا الحق في التعبير عن رأينا وتوضيح الحقائق لمن يجهلها، الحقائق التي يخفيها ويطمرها الكثيرون بحجة ان النظام الحالي مهما يكن بكل مساوئه وتناقضاته فهو افضل من النظام السابق، وكل ما يحدث في العراق من قتل ونهب وسرقة وتصفية جسدية وفوضى عارمة وحواجز كونكريتية !!! لفصل المناطق عن بعضها البعض ما هي الا نتاج السياسة الخاطئة التي اتبعها الاسبقون ليحرق بنارها اللاحقون.
اكبر غلطة اقترفها النظام السابق كانت عملية تكميم الافواه وتصفية المعارضين، حيث استطاع من خلال شراء الذمم او اللكم بقبضته الحديدية المعروفة تكوين جيش اعلامي لا يستهان به يطبل ويزمر ويقدس كل ما تقوم به الحكومة من اعمال، وبالمقابل عمل المثقفين والمعارضين، الذين استطاعوا الهروب بجلودهم، في الخارج بكل طاقتهم لفضح النظام وعزله سياسياً او محاكمته دولياً من خلال تعرية الجرائم وكشف الحقائق وابراز المظالم.
اضافة الى الوضع الامني المتردي هناك ميليشيات وقوى مسلحة تابعة مهمتها تصفية المثقفين والاعلاميين المستقلين وكل من يحاول الاقتراب من الحقيقة وكشفها، هذا الاسلوب المقيت الذي تمارسه بعض الشخصيات والاحزاب المسيطرة يذكرنا بممارسة النظام السابق ( الدكتاتوري كما يدعونه )، الذي عامل كل مثقف واعلامي نفس معاملة السياسيين المعارضين وطبق عليهم نفس الاحكام الهمجية.
العقل الديمقراطي هو ذاك الذي يقبل النقد البناء ويضم صاحبه ويشكره، ومن ثم يعمل على تصحيح الخطأ واصلاح الخلل، وليس العكس بختم فمه بالشمع الاحمر وملاحقته وكسر قلمه وتطويق عقله لمنعه من التفكير.
التصفيات الجسدية والتهديدات والملاحقات التي تطال المثقفين والصحفيين والادباء توحي بأن مستقبل الحرية الفكرية والاعلام الحر في العراق ينتظرهما غد مظلم، والدليل على ذلك العدد الكبير للقتلى من الصحفيين والعاملين في مجال الاعلام والمضايقات التي تتعرض لها القنوات والجرائد وهيئات الاعلام غير المرتبطة بالاحزاب والشخصيات المتنفذة، هذا الاسلوب الفض في التعامل مع الرأي والفكر الحر يكشف عن الوجه الحقيقي لاصحاب السلطة الذين عارضوا الفرد وايدوا النهج والفكرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة