الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضحايا الدويقة... من يشوه صورة مصر؟

شاكر الناصري

2008 / 9 / 17
حقوق الانسان


في الوقت الذي يواصل فيه التلفزيون المصري عرض الإعلان المصور الذي يدعو المصريين للقراءة واقتناء الكتب، وقد جسدت سوزان مبارك ، زوجة الرئيس المصري ، الشخصية الأساسية في الإعلان في مشهدية مفضوحة لمدى الاحتكار الذي يمارسه النظام المصري لكل ما موجود في مصر حتى مطالعة الكتب واقتنائها ، في نفس هذا الوقت فان أحداث كثيرة حدثت في مصر وكشفت عن كل ما مخبأ فيها وأظهرتها كدولة منخورة مستندة على الاستبداد والقمع وتظهر وضاعة متفردة في تعاملها مع المصريين وكأن وجودهم من عدمه سواء. أن كارثة جبل المقطم قد أزاحت ستارا من الوهم مازال يغشي عيون الكثيرين بان ثمة أمل في إصلاح حال وأحوال مجتمع يتداعى وينهار أو يكاد أن يتحول إلى مجتمع أسلم أمره للجهل والخرافة وسطوة الدين والتعصب الطائفي ، مثلما هو مجتمع يخترقه الفقر والحرمان ويواجه فيه الكثير من الناس مصيرا اقل ما يقال عنه انه مجهول وغير معلوم. من المؤكد أن سكان العشوائيات أو هؤلاء الذين أزهقت أرواحهم في الدويقة أو شردوا منها ، لم يخطروا على بال سوزان مبارك قطعا وهي تدعو الناس للقراءة واقتناء الكتب، فالأمية والجهل والتطرف الديني ، الجريمة والمخدرات وأطفال الشوارع سمة غالبة على حياة سكان العشوائيات الذي أصبح هاجسهم مواصلة الحياة بكل الوسائل المشروعة واللامشروعة. ليس ثمة استخفاف أو احتقار لحياة البشر يصل إلى الاستخفاف والاحتقار الذي مارسته الحكومة المصرية مع ضحايا انهيار جبل المقطم الذي أودى بحياة العشرات من المحرومين فيما شرد الآلاف من سكان العشوائيات وعجز هذه الحكومة عن إنقاذ الكثيرين من تحت الأنقاض. أن ما قاله وزير الإسكان في الحكومة المصرية بان ما حصل هو قضاء وقدر ، لا يحتاج إلى تفسير قدر ما يؤكد مدى الاستخفاف الذي تمارسه هذه الحكومة بحياة المصريين وآمالهم وتطلعاتهم لحياة تليق بكرامة البشر.
أن إحالة قضية الانهيار الصخري وموت الكثير من المصريين في الدويقة إلى القضاء ، تبدو لعبة سمجة ومفضوحة هي الأخرى ولا تعدو أن تكون ذرا للرماد في عيون الكثير من الذين علقوا آمالهم على هذه الحكومة المصرية وإمكانياتها في أصلاح الوضع الحياتي والمعيشي للمصريين، فقد سبقها الكثير من القضايا والجرائم التي أحيلت إلى القضاء ولكن الجناة قد خرجوا منها ( زي الشعرة من العجين) ولعل فضيحة عبارة السلام ومهزلة المحاكمة ومقاضاة المسؤولين عن هذه الجريمة ستكون صورة أخرى لا تفارق مخيلة الكثير من المصريين أو من ذوي الضحايا ولعلها الصورة الأكثر تشويها أو فضحا لمصر وحكومتها فالإنسان في هذا البلد قد أصبح فاقدا للقيمة ومهان بفعل الاستبداد أو بفعل سلطة وجبروت أصحاب رؤوس الأموال الذين يشكلون العمود الفقري للحكومة المصرية أو الذين يسيطرون على كل شيء.
الكثير من الحوادث قد مرت على المجتمع المصري واقل ما يقال عنها إنها حوادث مرة ومؤلمة وان آثارها ستبقى لأزمان طويلة جدا لان فيها مسا وانتهاكا صارخا لحياتهم وكرامتهم ، ولكنها وكما يبدوا مرت وستمر بعدها حوادث كثيرة ستزيد من حجم الانتهاكات وستزيد من الإذلال ، فلا المجتمع المصري ولا القوى السياسية الخارجة عن نطاق الحكومة قد أبدت مقاومة جدية ، إلا فيما ندر كحركة كفاية أو الإخوان الذين يمارسون نشاطات تهدف لتكريس وجودهم وليس للتصدي لممارسات السلطة المصرية ، للجرائم التي ترتكب بحق المصريين أو الإهمال المتواصل الذي تمارسه الحكومة المصرية التي جعلت المواطن المصري يعيش هاجس الاستبداد أو هاجس البقاء على قيد الحياة . مما سيعطي النظام الحاكم في مصر فرص متزايدة للتلاعب بحياة المصريين الذين وكما يبدوا قد اسلموا أمرهم إلى القضاء والقدر وان أية محاولة منهم للمطالبة بحق ما وان كان حق السكن الآدمي ،ستواجه بالمحاكم أو بحملات مسعورة تظهرها كتشويه لصورة مصر المحروسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أطفال فلسطينيون يطلقون صرخات جوع في ظل اشتداد المجاعة شمال ق


.. الأمم المتحدة: نحو نصف مليون من أهالي قطاع غزة يواجهون جوعا




.. شبح المجاعة.. نصف مليون شخص يعانون الجوع الكارثي | #غرفة_الأ


.. الجنائية الدولية.. مذكرتا اعتقال بحق مسؤولَين روسيين | #غرفة




.. خطر المجاعة لا يزال قائما في أنحاء قطاع غزة