الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصريحات اولمرت/رئيس وزراء العدو الصهيوني ذات دلالات واضحة

احمد محمود القاسم

2008 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الصهيوني أيهود اولمرت، والذي يوشك على التنحي جانبا عن رئاسة الحكومة الصهيونية، لتورطه في قضايا فساد مالية وانتخابية، لا تضع مجالا للشك، بان النظرية الصهيونية، والتي تقول: (أرضك يا إسرائيل من النيل الى الفرات) قد ثبت فشلها، ولن يكون لها قائمة بعد الآن، وإذا كانت الحركة الصهيونية ومؤسسها تيودور هرتزل منذ عام 1893م في مؤتمرهم المنعقد في بال في سويسرا، قد نجحوا بان يقيموا وطن قومي لليهود على جزء من أرض فلسطين، خلال فترة تقرب من المائة عام، والتي تخللها الكثير من المعارك والإرهاب الصهيوني ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، وسقط خلالها الآلاف من الضحايا، فها هي تصريحات اولمرت، تدحض النظرية الصهيونية المطروحة، والتي بدأ تطبيقها على ارض الواقع منذ انتهاء الانتداب الإنجليزي على فلسطين في العام 1948م، ويعترف اولمرت بخطأ اعتقادات القادة الصهاينة واحدا واحدا، وهو واحد منهم، منذ أكثر من أربعين عاما، بإمكانية إنشاء وطن قومي لليهود على الأراضي الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني، وإلغاء ونفي وجود هذا الشعب.
حيث اعترف رئيس الوزراء الاسرائيلي أيهود اولمرت بتاريخ 14/9/2008م أمام جلسة الحكومة العادية، في خطاب وُصِف َبالتاريخي والوداعي، بالسياسة الخاطئة التي انتهجها قادة إسرائيل الصهاينة مع الفلسطينيين منذ حرب 1967م. وقال انه كان واحداً من أوائل القادة المخطئين.
وأعلن اولمرت، انتهاء حلم «دولة إسرائيل الكبرى لليهود». وشن هجوما غير مسبوق على المستوطنين المتطرفين الذين يعتدون على الفلسطينيين، ودعا الى إقامة السلام الكامل مع الفلسطينيين والسوريين فوراً.
هذه هي المرة الأولى التي يعترف بها رئيس وزراء إسرائيلي منذ قيام إسرائيل عام 1948م بمثل هذا الاعتراف الواضح والصريح، عن فشل السياسة الصهيونية اتجاه الفلسطينيين وحقوقهم.
وقال اولمرت، الذي كان يتكلم خلال جلسة الحكومة العادية التي ناقشت مشروع قانون يقضي بدفع تعويضات سخية للمستوطنين المستعدين للانسحاب من الضفة الغربية: «منذ 40 سنة، نحن نبتدع الحججَ والذرائعَ لتبرير سياستنا في التقاعس عن القيام بأية خطوة للسلام مع الفلسطينيين على أساس (دولتين للشعبين)». وأضاف: «رفضنا رؤية الواقع. رفضنا قراءة الخريطة التي تقول لنا بوضوح، إن الزمن لا يعمل في صالحنا، كنا نرى أننا أصحاب حق، وأنا شخصياً كنت من المخطئين. وأنا أيضا كنت أعتقد بأن الأرض الواقعة ما بين البحر والنهر هي ملك لنا وحدنا، ولكن في نهاية المطاف، وبعد الكثير من العناء والتردد، توصلت الى القناعة، بأن علينا أن نتقاسم الأرض مع من فيها، لا نريد دولة واحدة لشعبين» (التصريحات منقولة عن موقع دنيا الوطن).
مع أن اعترافات اولمرت جاءت متأخرة، وبعد أكثر من ستين عاما على قيام الدولة الصهيونية، إلا أنها ذات دلالات واضحة وهامة جدا للعالم أجمع، كي يسمعوا من قادة الحركة الصهيونية خطأهم وفشلهم، خاصة وانه من القيادات التاريخية، وقد يكون آخرها، فهذه التصريحات ستبقى حلقا في آذان الجيل الحالي من اليهود الصهاينة والأجيال القادمة والى الأبد، لعلهم يتعظون من فشل وأخطاء شعارات قاداتهم غير الواقعية والكهنوتية، والتي تتصف بالحقد والكراهية لبقية الشعوب، وعدم الاعتراف بحقوقهم وحتى بإنسانيتهم.
على اليهود الصهاينة الآن وبأسرع ما يمكن، أن يفهموا تصريحات اولمرت بحق وحقيقة، ويعملوا على تطبيقها فورا، والانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، على أساس قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة رقم 181 في العام 1948م، وليس الانسحاب فقط من الأراضي المحتلة في العام 1967م فقط.
إذا كانوا حقا يعتقدون ويؤمنون بقرارات الشرعية الدولية، ويريدون سلاما عادلا ودائما، على الأقل في غضون الخمسين عاما القادمة، والا فان شعبنا العظيم الصابر والصامد، والذي قدم قوافل الشهداء وشلالات الدم، للذود عن الأرض والعرض الفلسطيني، لن يقبل بأقل من فلسطين كاملة، من النهر الى البحر، مهما طال الزمن، وعندها سيعرف اليهود الصهاينة أي منقلب سينقلبون.
على اليهود الصهاينة أيضا، إذا أرادوا العيش بسلام مع الفلسطينيين، أن يعملوا على تنظيف صورتهم القذرة والإجرامية، أمام الفلسطينيون، حتى يقبلوا بالتعايش معهم، والتي ظهرت بأبشع صور الإجرام والإرهاب، بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، منذ عشرينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، فمعاناة أبناء شعبنا الفلسطيني من اليهود الصهاينة، وأثناء احتلالهم للأراضي الفلسطينية، منقوشة في قلب كل فلسطيني مولود على هذه الأرض، وحتى الذي في طريقة الى الولادة، فمعاناة شعبنا رضعها أطفالنا من دماء أمهاتهم.
مطلوب أيضا من اليهود الصهاينة، أن يعترفوا بحق عودة الفلسطينيين الى ديارهم وممتلكاتهم، وتعويضهم عن خسائرهم المالية والمادية والمعنوية، نتيجة لتهجيرهم قسرا عن ديارهم وممتلكاتهم، ومبيتهم بالعراء، لعشرات السنين، في ظل البرد القارص ولهيب الشمس الحارقة.
لقد تمكن اليهود الصهاينة، وبدعم كبير جدا من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، من ابتزاز الحكومة الألمانية وغيرها من حكومات دول أوروبية أخرى، مليارات الدولارات والأسلحة، بحجة مسؤولية ألمانيا النازية وغيرها عن ما ألم باليهود أثناء الحرب العالمية الثانية في العام 1944م، وما صار يعرف بالمحرقة أو (الهولوكوست).
إذن أليس من حق الشعب الفلسطيني، تعويضه عن معاناته التي تعرض لها لأكثر من ستين عاما من الاحتلال والتشرد من قبل اليهود الصهاينة؟؟؟؟؟؟؟ إذا أردنا استعمال المعايير المتكافئة، وليس المزدوجة في التعامل، عند النظر للأمور والقضايا بموضوعية وصدق وجدية.
حسنا عمل اولمرت بتصريحاته الأخيرة هذه، وعلى كافة قادة إسرائيل الحاليين واللاحقين، الحذو حذوه، ولا داعي أن ينتظروا المدة كلها التي انتظرها اولمرت، حتى يصلوا الى ما وصل إليه من نتائج، قلبت كل المفاهيم الصهيونية الكهنوتية البالية والخاطئة.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصور يوثق حفرة عميقة وخطرة للغاية بجبال المسمى بالسعودية


.. شاهد..إماراتي يرصد أطول شلالات العالم على ارتفاع ألف متر في




.. حرب غزة.. إسرائيل قد تسدل الستار قريبا.. وحماس تلين موقفها ب


.. إيران تهدد بإبادة إسرائيل..هل يكون النووي بين الخيارات المطر




.. تحقيق صحفي يكشف عن خفايا شبكة -شيريون كولكتيف- الصهيونية