الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفاك شجاعة يا (مثال)

كاظم الحجاج

2008 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


أرى_ولست مبالغا_أن العراق الجديد لم يفرز شيئا يستحق الذكر طول خمس سنين سوى ظاهرة (مثال الالوسي ) فبعدما اكتمل ترويض العراقيين لأكثر من أربعين عاما، تحولوا فيها إلى قطيع أغنام، تهتف وتصفق لذابحيها، من دون أن تجرؤ حتى على الصراخ من الألم .وبعدما بقينا صامتين نصغي بإعجاب إلى كل كلام تافه يقوله قاتلنا أو قاتلونا.
فأذ نحن فجأة نرى رجلا واقفا على قدميه بثبات، ينظر إلى جثتي ولديه وهو يتلقى التعازي (من الغرباء !)_ حيث لم يجرؤ أي واحد منا، نحن القطيع المذبوح على تعزية الرجل .. كنا نخاف من مجرد تعزية

فلقد قدم لنا (مثال الألوسي ) لحظتها مثالا على عودة العراقي الجديد، العراقي الشجاع القوي العملاق .. وهو ما افتقدناه، بل يئسنا من عودته، بعد خوف أربعين عاما .ثم بعدما انفض مجلس العزاء ..

فها هو الرجل يتكلم بيننا نحن القطيع الصامت المصغي طوال أربعين عاما وكان كلامه جديدا وشجاعا، وقفته تلك أمام جثتي ولديه اللذين عرفنا لاحقا كم كان يحبهما أكثر مما كنا نجرؤ على حب أبنائنا الذين كانوا يساقون إلى الموت أمام أنظارنا طول أربعين عاما من دون أن نجرؤ حتى على النشيج لأجلهم

وكان كلام مثال الآلوسي كله اختراقا للخطوط الحمراء (القرمزية )التي كانت موجودة _منذ ظهور الإسلام _والتي أوجدت بعد ظهور العراق الجديد وكان كلامه شجاعا (بالنيابة ) كان شجاعا عنا جميعا .كان كلامه (على طرف لساننا )
غير أننا ما كنا نجرؤ على البوح به ,بعد جبن أربعين عاما وبعد صمت أربعين . وكانت حصانته النيابية حصانة لنا جميعا .فكان هو نائبنا الوحيد تقريبا حيث الآخرون نواب لأحزابهم وطوائفهم وقومياتهم ومصالحهم العائلية ..

وكانت سفرته الأولى إلى إسرائيل _وليته لم يكررها!- لحضور مؤتمر دولي ضد الإرهاب ,هي رسالة تحمل الكثير من التفاصيل من تفاصيلها:
نعم بين العرب والعراقيين وبين إسرائيل عداء (تأريخي ) قديم غير أن عدوي الآن_ الذي قتل ولدي وأولاد العراقيين _وهو ليس إسرائيل بل دول الجوار الست (العربية _الإسلامية ) التي أباحت فتاواها الدينية القومية والسياسية قتل العراقيين من دون ذنب سوى أنهم تحت الاحتلال ؟فهل يستحق من يقع تحت الاحتلال القتل أم يستحق العون والعطف ؟وهل من يقصف قرى شمال العراق الآن هو إسرائيل والاحتلال أم دول الجوار (الإسلامية ) وهي رسالة من دون شفرات ومن دون ألغاز .غير أن فهمها متوقف على شجاعة رجل وحيد وقف ثابت القدمين أمام جثتي ولدية وهو متأكد _ونحن الجبناء متأكدون _من أن قاتلهما ليس الموساد .بل هو بكل تأكيد (مسلم )أو(عروبي) أو هو من (طلقاء)سجن أبي غريب الذين أفرج عنهم قائد الجمع المؤمن وليس قائد الجمع الكافر!
وهنا مفارقة العراقي والعرب والمسلمين منذ خمس سنين! غير أن السؤال المحير الذي يحتاج إلى إجابة من (مثال) قبل غيره هو لماذا يعقد مؤتمر ضد الإرهاب مرتين ,في إسرائيل ما سواها ؟ولماذا لا يعتذر (مثال )عن حضور المؤتمر الثاني ؟ولماذا أوقع نفسه ضحية (للرفاق والرفيقات وفدائي صدام السابقين _من السنة والشيعة )-الذين هم الآن أغلبية في مجلس نوابنا و(نائباتنا ) وهو يعرف ذلك

وأخيرا . كفاك شجاعة يا (مثال) فلقد أديت واجبك .وجعلتنا أقل جبنا فلا تنتحر من أجلنا لأن أغلبنا لا يستحق !
ولأنك تعرف أن السفر إلى إسرائيل ليس هو المشكلة بل لأنك قلت هناك ما لا يقال بعيداً عن (الخط) وهو خط
( قرمزيٌ! ) أحمر فكفاك شجاعةَ . لقد أخجلت جبننا يا ( مثال ) !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة