الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانفلات الامني الجديد!

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2008 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


المئات من المثقفين العراقيين خارج وداخل الوطن يكتبون يومياً عن مصير شعبهم ووطنهم بحرص وألم لتوجيه السياسي العراقي ، في صحف ومجلات ومواقع الانترنيت ، الا ان كل ما كتب منذ سنوات طويلة اي قبيل سقوط النظام الفاشي الصدامي وحتى الان لم يقرأ ! ، ذلك ان السياسي مازال مصراً على عدم الاعتراف بالمثقف ويحاول بطرق شتى تهميشه وألغاءه من الخارطة ، السياسي يعرف جيدا ان للمثقف الدور الكبير والفعال في زحزحة العروش والكراسي وكم وعد السياسيون العراقييون الذين كانوا يعارضون نظام صدام بالتقرب من المثقف لكي يقنعونه بانهم اصحاب مبادىء وحريصين كل الحرص على وحدة الوطن والشعب ، فيما اذا تغير النظام في بغداد ، وكم من وعود اطلقوها بالنهوض بالواقع الثقافي والفني والعلمي لبناء مجتمع متحضر ديمقراطي يعرف ما له وما عليه من واجبات ، وكم وعدوا المثقف ان الديمقراطية هي السبيل الوحيد لبناء العراق وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني اسوة بالمجتمعات المتحضرة التي تعترف كل الاعتراف بالانسان وحقوقه حيث ان هؤلاء السياسيين الذين كانوا معارضين عاشوا لسنوات طويلة داخل تلك المجتمعات الاوربية وخبروا كل قوانين اللعبة السياسية .. لكن الجاه والمال اعمى بصائرهم وجعل منهم يتسابقون كالعميان على المواقع والمناصب داخل الحكومة ..

فلا غرابة ان نجد العديد من الاميين الذين تسلموا المناصب المهمة وكتبوا قبل اسمائهم كلمة ( دكتور ) بالتزوير ! الذي بآن من خلال مقابلات اجريت لهم عبر الفضائيات او من فضحهم بتقليب سجلاتهم ، ومن خلال المشكلات والمعوقات التي افتعلوها خلال السنوات التي تلت سقوط النظام واقامة نظامهم الجديد على المحاصصة والتقسيم الذي اكد اميتهم وغباءهم الواضح ، الامر الذي فكك المجتمع واودى به للحروب الطائفية والفتن والموت المجاني الذي يتربص لكل عراقي يومياً ، وإذا كانت الولايات المتحدة قد مهدت الطريق لدخول تنظيم القاعدة وتنظيمات ايرانية للساحة العراقية وجراى ما جرى ، فان الاحزاب العراقية تتحمل المسؤولية الكبرى تجاه قتل الانسان العراقي في صراعها المرير على السلطة !

وما حصل من تدهور امني جديد خلال هذه الايام الماضية كان بسبب هذه الاحزاب التي تحاول الاحتفاظ على مكتسباتها التي حققتها خلال مراحل مازالت مستمرة إلا ان قرب موعد الانتخابات ورفض الشعب لتلك الاحزاب بما فيها السنية والشيعية والكردية ، فقد وصل حال المواطن المتذمر من قلة الخدمات والقتل والارهاب المستمر الى مرحلة اليأس التام ! خاصة بعد الفضيحة المدوية التي ارتكبتها احزاب المنطقة الخضراء داخل قبة البرلمان العراقي بسحب الحصانة عن النائب مثال الآلوسي على خلفية زيارته الى اسرائيل ، فكانت هذه الحادثة قد كشفت للشعب عمالة تلك الاحزاب والحكومة العراقية مع النظامين الايراني والاسرائيلي بالسر والعلن وبتقارب الاهداف !

كل التوقعات تشير الى انفلات الوضع الامني مجدداً بعد الكثير من الاحداث التي افتعلتها تلك الاحزاب في كركوك وبغداد وخانقين والموصل ووباء مرض الكوليرا في مدن الجنوب وكأنهم متفقون على اشعال العراق كلياً في وقت واحد ! وهذا ما كشفته فترات حكمهم المريرة على الشعب الذي اصبح يعاني التقسيم بفضل هذه الاحزاب ، والسر في ذلك يكمن تماماً في معادلات تقسيم الغنائم النفطية والثروات الاخرى فضلا عن تقسيم البلاد الى ثلاث اقاليم ضعيفة كل منها تابع ذليل الى دولة طامعة بالعراق ، وكل المؤشرات على الارض توحي بذلك ،فقد نسوا تماماً خدمات المواطن وبناء الوطن واوغلوا كثيراً بالتفرقة الطائفية والقومية ليصل بهم المطاف الى التقسيم ، لكن هذا لم يحدث ابداً لان الشعب العراقي اصبح واعياً لتلك المؤامرات التي تحوكها احزاب المنطقة الخضراء خاصة وان المثقف العراقي قد مارس بحقهم ضغوطات اعلامية كبيرة واستطاع ان يكشف الكثير من الامور للشعب العراقي الذي بدأ اكثر تذمراً من هذه الاحزاب التي ترتبط باجندات خارجية كشفت للجميع !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم